"صوت الذين لا صوت لهم" يودّعنا.. نبذة عن حياة الراحل طلال سلمان
وفاة الصحافي والمؤلف اللبناني وصاحب جريدة "السفير"، طلال سلمان، عن 85 عاماً، بعد مسيرة مهنية زاخرة التزم فيها قضايا الوطن والناس والأمة.
توفي عاشق فلسطين والمدافع عن قضايا التحرر العربية، طلال سلمان، اليوم الجمعة، عن 85 عاماً.
وفاة ناشر صحيفة "السفير" اللبنانية طلال سلمان..
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 25, 2023
"أدّيت واجبي، ووفيت خدمتي.. خدمة الأمة، ولكن، لا بدّ للحكاية أن تنتهي.."
- الراحل #طلال_سلمان pic.twitter.com/2vLY67jnKl
وسلمان هو صحافي ومؤلف لبناني، وصاحب جريدة "السفير" اللبنانية ورئيس تحريرها وناشرها، منذ آذار 1974 حتى آخر عدد من صدورها، بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير 2017.
إلى اللقاء..
— Talal Salman (@talalsalman) August 25, 2023
ما أسرع السنين، ما أبطأ الأيام، ما أطول النهارات، ما أقصر الليالي. ما أقسى العيش، ما أمتع الحياة، ما أعظم الحرية، ما أحط القمع والعسف والاستكانة والاستسلام.
(1/4) pic.twitter.com/1P9hOYbmnr
عُرف سلمان بقلمه الذي التزم قضايا الوطن والناس والأمة طوال مسيرته المهنية، التي كانت زاخرة بتغطية الأحداث السياسية، وبالمؤلفات والمقالات والمقابلات مع شخصيات لبنانية وعربية مهمّة، بحيث كان رافعاً على الدوام "صوت الذين لا صوت لهم". وظلّ متمسكاً بقضايا بلده لبنان، وبالقضايا العربية في وجه الهيمنة والاستعمار، على الرغم من كل الظروف والاعتداءات ومحاولات الاغتيال.
نبذة عن مسيرة طلال سلمان
– ولد سلمان في بلدة شمسطار (شرقي لبنان) عام 1938. والده إبراهيم أسعد سلمان ووالدته فهدة الأتات.
– تزوّج عفاف محمود الأسعد من بلدة الزرارية في جنوبي لبنان عام 1967، وأنجبا هنادي وربيعة وأحمد وعلي.
– درس في عدة مدارس، بحسب تنقل والده الدركي في المدن اللبنانية، وأنهى دروسه الثانوية عام 1955.
– بدأ سلمان حياته المهنية مصححاً في جريدة "النضال" ثمّ عمل صحافياً بلا راتب في جريدة "الشرق" أواخر سنة 1956.
– بعد فترة تدريب في بعض الصحف اليومية، انتقل إلى مجلة "الحوادث" عام 1957، وعمل فيها محرراً، ثم سكرتيراً للتحرير، ومنها انتقل إلى مجلة "الأحد" عام 1960، وتولى إدارة التحرير.
- في خريف عام 1962 سافر إلى الكويت، بحيث أصدر مجلة "دنيا العروبة" لصاحب "دار الرأي العام" عبد العزيز المساعيد، والتي تولى رئاسة تحريرها فترة قصيرة، عاد بعدها إلى بيروت ليتولى إدارة التحرير في مجلة "الصياد" في صيف عام 1963.
– بين عامي 1963 و1973 تنقّل بين مجلات "الصياد" و"الأحد" و"الحرية"، قبل أن يتفرغ في "الصياد" و"الأنوار" لتغطية الأحداث العربية. فعُرف داخل عدد من الأقطار العربية، وحاور مجموعة من أبرز الملوك والرؤساء والقادة السياسيين والحزبيين العرب، وعالج مجموعة من الملفات والقضايا الساخنة.
– حاور عدداً كبيراً من كبار الأدباء والكتاب والفنانين العرب، في عدد من الأقطار العربية، وربطته بمعظمهم صداقات وثيقة.
– في أواسط عام 1973 تفرغ لإصدار "السفير" جريدةً يومية. وصدرت في 26 آذار/مارس من عام 1974 بعد اتصالات ومشاورات ومحاورات واسعة شملت عدداً من كبار القادة والسياسيين والصحافيين من الكتاب والأدباء العرب، حتى جاءت مصداقاً لشعارها "جريدة لبنان في الوطن العربي، وجريدة الوطن العربي في لبنان"، وكان شعارها الرديف "صوت الذين لا صوت لهم".
– كان عضو مجلس نقابة الصحافة اللبنانية منذ عام 1976حتى عام 2016.
– نجا من محاولة اغتيال أمام منزله في منطقة الحمراء في بيروت، في 14 تموز/يوليو 1984، وأصيب بجروح في أنحاء متعددة من جسده.
– حاز جائزة المستشرق الروسي فيكتور بوسوفاليوك الدولية المخصصة لأفضل نقل صحافي روسي وأجنبي للأحداث في الشرق الأوسط، وتسلم الجائزة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2000.
– بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، خاضت "السفير" معارك ضد مشاريع الحروب اللبنانية المتنقلة، وضد فلتان السلاح وصراعات الأحزاب والطوائف والمذاهب، بجيث كتب سلمان عشرات الافتتاحيات مؤكداً رفض الحروب الداخلية وأولوية مقاومة الاحتلال، مثل افتتاحية "جنوباً دُرْ – جنوباً سِرْ وانتصر".
– اشتهرت الافتتاحية التي نشرها في 17 كانون الثاني/يناير 1991 بعنوان "إلى جهنم السبب والمستفيد، لكنه دمي هذا الذي يجري"، تعليقاً على الحشود الأجنبية والعمليات الحربية ضد العراق، بعد قرار صدام حسين دخول الكويت.
– قابل ملوكاً ورؤساء وشخصيات، أمثال جمال عبد الناصر، حافظ الأسد، معمر القذافي، هواري بو مدين، الشاذلي بن جديد، أحمد بن بيلا، ومعظم القادة التاريخيين للثورة الجزائرية، وأحمد حسن البكر، صدام حسين، سالم ربيع علي، علي ناصر محمد، عبد الفتاح إسماعيل، المشير عبد الله السلال، العقيد علي عبد الله صالح، الملك خالد بن عبد العزيز، الملك فهد، أمير الكويت جابر الأحمد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان، آية الله الخميني، أبي الحسن بني صدر، الرئيس رفسنجاني. أما الرؤساء اللبنانيون فكانت له بهم جميعاً صلات رسمية وشخصية.
– في عام 2004، وفي الذكرى الثلاثين لإصدار "السفير"، كرّمته المؤسسات الثقافية والنوادي في أنحاء لبنان كله، وتسلم منها كثيراً من الدروع التقليدية، وألقى أكثر من عشرين محاضرة في مختلف المناطق اللبنانية.
– حاز جائزة "ستيفانو كياريني" من لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" في عام 2007.
– كرمته الجامعة اللبنانية في 7 أيار/مايو 2010 عبر منحه دكتوراه فخرية.
– كرمته "جمعية يافا العودة للتراث والثقافة"، و"اللجنة الشعبية الفلسطينية" في 21 نيسان/أبريل 2013، خلال افتتاح قاعة يافا العودة للتراث والثقافة في مخيم مار الياس، بحضور السفير الفلسطيني أشرف دبور.
– كرّمه رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال استقباله في "عين التينة"، في 28 آذار/مارس 2014، لمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس جريدة "السفير"، بحيث قدّم إليه درع المجلس مشيداً بدور "السفير" ومهنيتها وتاريخها.
– أجرى عدة حوارات مسهبة مع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، لعل أهمّها الحوار الذي نُشر على مدى يومين في "السفير" في نيسان/أبريل 2014.
– كرمته السفارة الفرنسية في بيروت في 19 كانون الثاني/يناير 2017.
– كرمه "حزب الله" أيضاً في 25 كانون الثاني/يناير 2017، في غداء أقامه على شرفه، حضره عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية.
مؤلفاته
- "مع فتح والفدائيين" (دار العودة 1969).
- "ثرثرة فوق بحيرة ليمان" (1984).
- "إلى أميرة اسمها بيروت".
- "حجر يثقب ليل الهزيمة" (1992).
- "الهزيمة ليست قدراً" (1995).
- "على الطريق": عن الديمقراطية والعروبة والإسلام (دار الفارابي 2000).
- "هوامش" (2001).
- "سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق" (2004).
- "هوامش في الثقافة والأدب والحب" (2009).
- "لبنان العرب والعروبة" (2009).
- "كتابة على جدار الصحافة" (2012).
- "مع الشروق" (2012)
- "هوامش في الثقافة والادب والحب" (2014).
- "مع الشروق" (2014).