شويغو: مخزون أوكرانيا العسكري يكاد ينفد وإنتاج روسيا من السلاح تضاعف
وزير الدفاع الروسي يلقي كلمة شاملة في المؤتمر السنوي المنعقد في موسكو، تطرق فيها إلى العلاقات بين روسيا وحلفائها، وأبرزها الصين، وطبيعة المواجهة مع الغرب الجماعي، والوضع الميداني في أوكرانيا وانعكاسات الحرب على أوروبا والعالم.
أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اليوم الثلاثاء، أن كييف استخدمت "مبادرة حبوب البحر الأسود"، غطاءً لأسلحتها ومستودعات ذخيرتها، من الضربات الصاروخية الروسية.
وقال شويغو، في مؤتمر موسكو للأمن الدولي، إنه "ظهرت وقاحة، وخصوصاً بشأن تنفيذ نظام كييف مبادرة حبوب البحر الأسود، واستخدامها غطاءً من الضربات الصاروخية الروسية، إذ أنشأت كييف في أوديسا وموانئ أخرى مطلة على البحر الأسود، احتياطيات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، من أجل تزويد الجبهة بانتظام".
وكانت روسيا أخطرت كلاً من تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بانتهاء "صفقة الحبوب"، بدءاً من 18 تموز/يوليو الماضي. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه "بعد إلغاء الممر الإنساني البحري، سيتمّ التعامل مع جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية على أنها ناقلة محتملة للمعدات العسكرية، ومتورطة في الصراع إلى جانب نظام كييف".
في غضون ذلك، تُعقد، اليوم الثلاثاء، الجلسات العامة لمؤتمر موسكو للأمن الدولي، في نسخته الحادية عشرة، في مركز "باتريوت" للمؤتمرات والمعارض في كوبينكا، بالقرب من موسكو.
ومؤتمر موسكو للأمن الدولي هو حدث سنوي تعقده وزارة الدفاع الروسية، بهدف تعزيز التفاعل بين وزارات الدفاع في مختلف البلدان، والبحث عن سبل مشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات الجديدة.
ويُعقَد المؤتمر بمشاركة وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ووزراء الدفاع أو نوابهم من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة شانغهاي للتعاون، ودول الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، ورؤساء المنظمات الدولية، فضلاً عن ممثلي أوساط أكاديمية وخبراء غير حكوميين مدعوين إلى حضوره.
اقرأ أيضاً: روسيا: تدمير أكثر من 20 موقعاً أوكرانياً في دونيتسك
نظام كييف يستخدم المنشآت المدنية لتخبئة المعدات
واتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال المؤتمر، نظام كييف بـ"استخدام المنشآت المدنية لإيواء القوات وتخبئة المعدات منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية"، مشيراً إلى أنه "يتمّ تحويل المدارس إلى ثُكَن عسكرية، ويوجد في الأحياء السكنية مناطق محصنة ومواقع للمعدات الثقيلة"، مؤكداً أنه "لا يتمّ إجلاء السكان المدنيين، بل يستخدمونهم دروعاً بشرية لتوفير غطاء للقوات".
وأكد شويغو أنه، على خلفية العملية العسكرية، "تضاعف إنتاج أسلحة الصواريخ والمدفعية والدبابات والمركبات المدرعة والطائرات المسيّرة في روسيا، خلال وقت قصير"، لافتاً إلى أنّ "الحاجة إلى زيادة إنتاج المعدات العسكرية والذخيرة، من جراء العقوبات الغربية، أعطت زخماً إضافياً لتطوير إحلال الواردات في مؤسسات المجمع الصناعي العسكري في روسيا".
نفاد الموارد العسكرية لنظام كييف.. وأوروبا خضعت لواشنطن
وأشار شويغو، تعليقاً على تداعيات الهجوم الأوكراني المضاد، إلى أنّ "النتائج الأولية للمعارك تُظهر أن الموارد العسكرية الأوكرانية استُنفدت تقريباً"، كاشفاً أنّه "تحت شعار دعم كييف، تقوم الولايات المتحدة بإفراغ الترسانات العسكرية لشركائها في مناطق متعدّدة من العالم، متعهدة تزويدها بإمدادات من المعدات الغربية في مقابل امتيازات مستقبلية".
ولفت وزير الدفاع الروسي، في مؤتمر موسكو الحادي عشر للأمن الدولي، إلى أنه "سيتعين على الشركاء دفع كثير من المال إلى الولايات المتحدة من أجل الحصول على أسلحة جديدة، والموافقة على الحد من السيادة في المجال الأمني، ويمكن أن تكون أوروبا بمثابة مثال على ذلك، بحيث تخضع سياستها الدفاعية بالكامل لمصالح واشنطن".
وأوضح وزير الدفاع الروسي أنّ "روسيا اليوم لا تواجه القوات الأوكرانية، بل الغرب الجماعي بالكامل، والذي انضمّ إليه مؤخراً بعض الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وأضاف أنه "كما حدث في القرن الماضي، أعطت هزيمة النازية، على يد الجيش الأحمر في أوروبا، قوة دفع قوية للحركة المناهضة للاستعمار في جميع أنحاء العالم. لذا، فإنّ هزيمة النازيين الجدد الأوكرانيين المدعومين من الغرب ستكون اليوم عاملاً في مواجهة الاستعمار الجديد في صورته المعاصرة" .
اقرأ أيضاً: "لو بوان": خيبة أمل تلوح في أوكرانيا بعد شهرين من الهجوم المضاد
القنابل العنقودية في أوكرانيا جريمة حرب
وأكد شويغو أنّ "ممثلي الولايات المتحدة أكدوا مراراً أن استخدام الذخائر العنقودية جريمة حرب، لكن الولايات المتحدة وشركاءها يرتكبونها اليوم في أوكرانيا، ولا توجد أي إدانة من جانب المنظمات الإنسانية الدولية"، مشدداً على أنّ "عواقب استخدامها على السكان المدنيين معروفة".
وأشار وزير الدفاع الروسي إلى أنّ روسيا قد تعيد النظر في قرار عدم استخدام الذخائر العنقودية الموجودة في ترسانتها، والتي "حتى الآن، تمتنع عن استخدامها، نتيجة أسباب إنسانية".
العلاقات بين بكين وموسكو "أكثر من مجرد تحالف"
وأكد شويغو أنّ العلاقات بين بكين وموسكو أصبحت "أكثر من علاقات تحالف"، على خلفية إعلان الولايات المتحدة كلاًّ من روسيا والصين "خصمين استراتيجيين".
وقال إنّ "تجربة التعاون الروسية - الأميركية تُظهر أن الاتصالات العسكرية لها معنى عملي فقط، عندما توجد إرادة سياسية للتعاون. واليوم، أعلنت الولايات المتحدة أن موسكو وبكين خصمان استراتيجيان، وتشير الخطوات الحقيقية للبنتاغون إلى السعي لضمان التفوق في المواجهة العسكرية".
وأضاف شويغو أنه "في ظل هذه الظروف، تجاوزت العلاقات الثنائية بين روسيا والصين مستوى العلاقات الاستراتيجية من جميع النواحي، وأصبحت أكثر من تحالف".
وكشف أنّ "الأسلحة الغربية وأساليب التخطيط المتقدمة المفترضة لعمليات الناتو، ووسائل القيادة وتدريب القوات، لا يمكن أن تضمن التفوق في ساحة المعركة".
اقرأ أيضاً: مستشار سابق في البنتاغون: 120 ألف قبر حُفرت في أوكرانيا بعد الهجوم المضاد
وأعلن أنّ الغرب "تراجعت، بصورة كبيرة، قدرته على فرض مصالحه في مناطق متعددة من العالم، وأدّت التغييرات الجارية إلى زيادة دور بلدان آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية في النظام العالمي، بما في ذلك استخدام الموارد الطبيعية من أجل التنمية السيادية للدول".
وتحدث عن أنّ "تطوير التعاون العسكري بين روسيا وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يلبي المصالح الأساسية لشعبي البلدين، ولا يشكل خطراً على أي أحد"، وأنّهما حققا "نجاحاً مبهراً في حلّ المهمّات الاجتماعية والدفاعية المعقدة، وتطوير التعاون العسكري، على نحو يلبي المصالح الأساسية لشعبينا".
الغرب سيستمرّ في إثارة الصراعات في الشرق الأوسط
وقال وزير الدفاع الروسي إن "من المرجح للغاية أن يستمر الغرب الجماعي في إثارة الصراعات في الشرق الأوسط، وإن هناك كثيراً من النقاط الساخنة المحتملة هنا". وأضاف أن "من الضروري الاستعداد لمثل هذا التطور السلبي للأحداث، واتخاذ تدابير استباقية، بما في ذلك في مجال الاكتفاء الذاتي العسكري".
وأكد شويغو أنّ وزارة الدفاع الروسية "تعتزم توسيع التعاون الشامل مع كل من الشركاء التقليديين، ومع كل من يؤيد تشكيل مراكز قوة مستقلة في العالم متعدد الأقطاب".
في جانب آخر، أوضح أن الوضع في الشرق الأوسط، بصورة عامة، "يتطوّر بصورة إيجابية"، مبيناً أن "عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية أصبحت عامل استقرار قويّاً للمنطقة بأسرها، ونتائج هذا القرار استراتيجية"، لافتاً إلى أنه "يتم إنشاء نظام أمني مستقل بالتدريج في المنطقة بالتزامن مع تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية".