شهداء في استهداف الاحتلال قافلة جرحى أمام مستشفى الشفاء كانت متجهة إلى معبر رفح

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف قافلة جرحى أمام مستشفى الشفاء، لحظة خروجها متجهةً نحو معبر رفح الحدودي مع مصر، تمهيداً لسفر الجرحى من أجل علاجهم.

  • جرحى من جراء العدوان الإسرائيلي في الخيام أمام مستشفى الشفاء (أ ف ب)
    جرحى من جراء العدوان الإسرائيلي في الخيام أمام مستشفى الشفاء (أ ف ب)

استهدف الاحتلال الإسرائيلي قافلة الجرحى في سيارات الإسعاف، والتي كانت ستنطلق من مستشفى الشفاء غربي غزة، متجهةً نحو الجنوب في اتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر، تمهيداً لسفرهم إلى خارج القطاع من أجل العلاج. 

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إنّ الاحتلال قصف بصاروخ مدخل مستشفى الشفاء لحظة خروج قافلة جرحى.

وأدى هذا الاستهداف الإسرائيلي إلى ارتقاء 15 شهيداً وإصابة 60 شخصاً، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، أنّه تم إبلاغ الصليب الأحمر تحرك قافلة الجرحى عبر سيارات الإسعاف من مستشفى الشفاء. ومع ذلك، تعمّد الاحتلال قصف القافلة.

وأوضح القدرة أنّ الاحتلال استهدف القافلة في أكثر من موقع، وهي أمام باب المستشفى، وعند دوار أنصار، وفي شارع الرشيد (البحر)، المؤدي إلى جنوبي القطاع.

وأقرّ "جيش" الاحتلال بقصفه سيارة إسعاف، مدّعياً أنّه "رصد استخدامها من قِبل مجموعة تابعة لحماس، في منطقة القتال".

ووفقاً لإحصاء عمل معبر رفح، لليوم الجمعة، عبر 355 شخصاً من الأجانب من القطاع، بالإضافة إلى 16 جريحاً، و15 مرافقاً.

وفي إطار استمرار استهداف الاحتلال المستشفيات في القطاع، استهدف الاحتلال بكثافة محيط مستشفى القدس غربي غزة، ومحيط المستشفى الإندونيسي، شماليها.

واستهدف الاحتلال محيط المستشفى بالقنابل الدخانية، ووصل الدخان إلى ساحات المستشفى، وفق ما أفاد به مراسل الميادين.

وارتقى عدد من الشهداء والجرحى في الاستهداف لمحيط المستشفى الإندونيسي، الذي يقع في جوار مراكز إيواء.

وفي غضون ذلك، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرةً جديدةً بقصفه مدرسة "أسامة بن زيد"، في منطقة الصفطاوي شمالي القطاع، وهي تؤوي عشرات النازحين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.

إيقاف عمل بعض الأقسام في مستشفى كمال عدوان

من جهته، أعلن أحمد الكحلوت، مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، إنّ المولّد الرئيسي في المستشفى سيتم إطفاؤه، والإبقاء على المولّد الفرعي، من أجل "توفير ما يمكن توفيره من الوقود"، كي يستمرّ عمل المستشفى لأطول فترة ممكنة.

وأضاف أنّه سيتمّ إيقاف العمل في بعض الأقسام، وتوفير الطاقة للأقسام الأكثر أهميةً وهي: محطة الأوكسجين، العناية المكثفة، الاستقبال والطوارئ.

وحذّر من أنّ قرب نفاد الوقود في مستشفى كمال عدوان يهدّد بكارثة إنسانية، ستتسبب باستشهاد عشرات المرضى والجرحى، وخاصةً أولئك الموصولين بالأوكسجين.

كما حذّر من توقّف أجهزة التنفس الاصطناعي عن حضانات الأطفال وحديثي الولادة، وأقسام العناية المكثّفة، مناشداً العالم الحر والمنظمات الدولية "العمل الفوري من أجل تشغيل أقسام المستشفى قبل فوات الأوان".

وتابع: "ندق ناقوس الخطر ونضع الجميع تحت مسؤولياته.. أنقذوا الأطفال، والجرحى والمصابين، فالتاريخ لن يرحم المقصرين بما يستطيعون تقديمه لأبناء شعبنا المحاصر".

الاحتلال يواصل استهداف مختلف مناطق القطاع

واستهدف الاحتلال أيضاً الطابق الأخير في برج أبو الحصين في منطقة بير النعجة، شمالي غزة.

كذلك، استهدفت غارة جوية إسرائيلية شمالي مخيم النصيرات وسط القطاع، وأفاد مراسلنا بارتقاء 7 شهداء بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في المخيم.

وطال القصف المدفعي مخيم البريج وسط القطاع أيضاً، الأمر الذي أدى إلى استشهاد طفل. واستهدف الاحتلال منزلاً في المخيم، حيث تم انتشال عدد من الشهداء.

اقرأ أيضاً: هنية: المجازر تعبير عن مأزق الاحتلال ونتيجة للضوء الأخضر الأميركي

واستُشهد 3 أشخاص وأصيب العشرات في قصف استهدف منزلاً في حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة.

بالإضافة إلى ذلك، شنّ طيران الاحتلال غارات عنيفة على مدينة خان يونس شمالي القطاع. 

وشنّ الاحتلال أيضاً أحزمةً ناريةً عنيفة شرقي بيت حانون وفي منطقة الصناعية ودوار حمودة، شمالي القطاع.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي ضدّ القطاع لليوم الـ28، طالبت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، "حشد"، دولَ العالم والمنظمات الدولية والإقليمية بالتحرك العاجل من أجل وقف جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في القطاع.

صمت المجتمع الدولي ضوء أخضر لارتكاب المزيد من المجازر

وقالت  وزارة الصحة في قطاع غزة إنّ الجرحى الذين شملتهم القافلة تم تحويلهم في ظل تفاقم الوضع الصحي لمئات الحالات الخطرة وفقدان العديد من الجرحى حياتهم، وفي ظل انهيار المنظومة الصحية و موجات الإصابات الكبيرة والمتعددة، والتي فاقت قدرات المنظومة الصحية في القطاع.

وأكدت أنّ صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال تمثّل "ضوءاً أخضر لارتكاب المزيد من المجازر بحق المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية والجرحى والنازحين".

وطالبت الوزارة المجتمعَ الدولي بتحمّل مسؤولياته في لجم الاحتلال ووقف جرائمه، الصليبَ الأحمر بتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة، من أجل حماية المنظومة الصحية، وتيسير عمل الطواقم الطبية في إخلاء الجرحى ونقلهم خلال العدوان.

كذلك، طالبت كافة الأطراف بإنشاء ممرّ آمن لخروج الجرحى وإدخال القوافل الطبية والوقود والوفود الطبية.

واشنطن وعواصم الغرب تتحمّل مسؤولية المجازر ضدّ المستشفيات 

وأكدت حركة حماس أنّ المجازر، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضدّ مستشفيات الشفاء والقدس والإندونيسي، هي "جرائم بشعة، تتحمّل مسؤوليتَها واشنطن والعواصمُ الغربية التي تدعم الاحتلال النازي".

بدوره، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، طارق سلمي، إنّ استهداف قافلة الجرحى أمام مستشفى الشفاء يمثّل جريمةً أخلاقيةً وجريمة إنسانيةً بحق الطواقم الطبية والمسعفين والجرحى.

وشدد على أنّ هذه الجريمة تكشف كذب التصريحات الإسرائيلية، التي تضلّل الرأي العام، مدعيةً وجود مناطق آمنة يتوجه إليها المواطنون، جنوبي القطاع.

يأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مستهدفاً الأحياء والتجمعات السكنية والمستشفيات وكل مقوّمات الحياة، وسط حصار خانق، إذ يعاني القطاع انقطاعَ الغذاء والدواء والمياه والوقود.

وأسفر العدوان عن ارتقاء 9227 شهيداً، بينهم 3826 طفلاً و2405 نساء، وإصابة 23516 شخصاً. وخلال الساعات الماضية، ارتكب الاحتلال 16 مجزرةً، راح ضحيتها 198 شهيداً.

اقرأ أيضاً: غزة: مجزرة ثالثة في مخيم جباليا.. ونفاد الوقود يهدد مئات الجرحى في مستشفى الإندونيسي

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك