"سي أن أن": خيبة أميركية من الفعّالية المنخفضة للعقوبات ضدّ روسيا
السلطات الأميركية تشعر "بخيبة أمل" بسبب عدم وجود "آثار كبيرة" للعقوبات المفروضة على روسيا، بحسب تقارير صحافية.
تشعر السلطات الأميركية بـ"خيبة أمل" بسبب عدم وجود "آثار كبيرة" للعقوبات المفروضة على روسيا، والتي توسّعت مجالاتها وتصاعدت حدّتها، بصورة كبيرة، بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأكّدت تقارير صحافية أنّ واشنطن كانت تتوقع أن يكون الاقتصاد الروسي في حالة أسوأ مما هو عليه الآن.
ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية، عن مصادر رفيعة المستوى في واشنطن، قولها إنها "توقعت أنّ هذه الإجراءات، مثل تعطيل سويفت وجميع عقوبات الحظر ضدّ البنوك الروسية، ستدمّر الاقتصاد الروسي تماماً".
وأضافت أنه "كان مخطَّطاً أن نتعامل في أيلول/سبتمبر مع اقتصاد روسي أضعف كثيراً من الاقتصاد الذي نراه الآن". ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدر تأكيده "عدم تأثير العقوبات المفروضة ضدّ روسيا".
وأشار المصدر، في الوقت نفسه، إلى "توقّع تأثير طويل المدى للتدابير المتخَذة ضدّ روسيا"، قائلاً: "في البداية، كان من المخطَّط أن تكون العقوبات متوسطة وطويلة الأجل. أردنا ممارسة الضغط على روسيا فترةً طويلة، وقمع الاقتصاد الروسي وقدرته الصناعية".
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الإثنين الفائت، أّن "التخلص من الاعتماد على الدولار أمرٌ حتمي بالنسبة إلى روسيا".
ولفت الرئيس الروسي إلى أنّ "الأولويات يجب أن تكون غير مشروطة، وهي التركيز على التنمية، وتنفيذ المشاريع الملائمة لمواطنينا"، مضيفاً "أنّنا، في الوقت نفسه، نحتاج إلى تهيئة جميع الظروف لإعادة بناء هيكلية الاقتصاد".
نتائج بطيئة لاستهداف الطاقة الروسية
وأضافت "سي أن أن" أنه "يبدو أنّ الانفصال بين التوقعات المبكّرة والواقع ينبع من حقيقة، مفادها أنّ عدداً من المسؤولين الأميركيين والغربيين قلّل تقدير العائدات المرتفعة للغاية، والتي ستجنيها روسيا في البداية من ارتفاع أسعار النفط، واستعداد دول، مثل الصين والهند، للاستمرار في شراء النفط الروسي".
وأكّدت المحطة الإعلامية الأميركية أنه "على الرغم من أن السعودية هي أحد أكبر منتجي النفط في العالم، فإنها بدأت أيضاً شراء النفط الخام الروسي من أجل استخدامه في محطات الطاقة الخاصة بها، وتحرير نفطها لبيعه لدول أخرى".
وقال جيسون بلازاكيس، خبير العقوبات، الذي شغل منصب مدير مكتب "تمويل مكافحة الإرهاب" والتعيينات في وزارة الخارجية الأميركية بين عامَي 2008 و2018، إن "الولايات المتحدة استخفّت بذلك، وكنا بطيئين في البدء فعلياً في التفكير في فرض عقوبات ضد مصالح الطاقة الروسية".
وأردف: "أعتقد أن الأميركيين والأوروبيين أجروا حساباتهم على أساس أنّ هذه العقوبات ستكون ساخنة، وتضرّ الاقتصاد الروسي بسرعة كبيرة، عبر أساليب أساءوا فهمها على نحو واضح، وبالغوا في تقديرها".
"العقوبات لم تجلب الروس إلى طاولة المفاوضات"
ولفت بلازاكيس إلى أنّ "العقوبات جعلت الاقتصاد الروسي أصغر حجماً بالتأكيد، لكن ليس بالقدر الذي كان يأمله الناس. وبالتأكيد، ليس إلى النقطة التي يتمّ فيها جلب الروس إلى طاولة المفاوضات".
وأشار إلى أنّه "عندما بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في شباط/فبراير، كان اعتماد أوروبا المستمر على واردات النفط والغاز الروسيَّين يعني أنّ الغرب غير راغب في معاقبة مصالح الطاقة الروسية على الفور. وعندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على المسؤولين التنفيذيين في البنوك الروسية الكبرى، مثل "بنك غازبروم"، عادت واضطرت إلى إلغاء العقوبات المفروضة على البنك نفسه، وسمحت بمواصلة مدفوعات الطاقة للروس".
وقال أحد كبار المسؤولين الأميركيين: "كنا نحذر أوروبا، منذ أعوام قبل الغزو، من الحاجة إلى الابتعاد عن الطاقة الروسية، ولم يكن الأوروبيون مستعدّين للقيام بذلك إلّا بعد فوات الأوان".
وأكّد أنّ أوروبا "تستعدّ لركود محتمل نتيجة لأزمة الطاقة"، وأنه "كاستجابة لمشكلة عائدات الطاقة، وافق الاتحاد الأوروبي، خلال الصيف، على حظر جميع واردات الخام الروسي القادمة عن طريق البحر، لكنّ المسؤولين الأميركيين قلقون من أنّ هذا الحظر قد يتسبب بارتفاع أسعار النفط على نحو كبير، وبتعزيز الإيرادات الروسية للإمدادات التي تواصل بيعها".
وتابع: "لقد ضغطوا لفرض سقف على سعر النفط الروسي، ووافق الاتحاد الأوروبي على سقف مبدئي في وقت سابق من هذا الشهر، لكن ما زال من غير الواضح كيف سيتم تنفيذ الإجراء".
اقرأ أيضاً: خبراء: قرار مجموعة السبع تحديدَ سقف سعر النفط الروسي عواقبه سلبية على أوروبا
وزاد الغرب في ضغط العقوبات على روسيا، على خلفية التصعيد مع أوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والمواد الغذائية في أوروبا والولايات المتحدة، وفاقم صعوبة الوضع المعيشي لسكانها، وسط موجة كبيرة من التضخم الاقتصادي غير المسبوق ومخاوف من شتاء قاسٍ مقبل.
وصرّح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، بأنّ "سياسة احتواء روسيا وإضعافها هي استراتيجية طويلة المدى للغرب"، وأنّ العقوبات "وجّهت ضربة خطيرة إلى الاقتصاد العالمي بأكمله"، مؤكداً أنّ "الهدف الرئيسي للغرب هو تدهور حياة الملايين من الناس".