سرقة آلاف الدولارات لمقاولين أميركيين قرب أهم قاعدة عسكرية أميركية في أفريقيا
القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" لم تُبلغ ولم تُقر علناً بسرقة 40 ألف دولار، كان قد تعرّض لها مقاولو دفاع أميركيون عبر قطع طريقهم، بالقرب من أهم قاعدة عسكرية أميركية في أفريقيا، كيف حدث ذلك؟
تقع القاعدة العسكرية الأميركية "إيرين 201"، في النيجر على الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى، وهي ليست موقعاً عسكرياً أميركياً فقط، لكنها في الواقع، المحور الأساسي لأرخبيل من القواعد العسكرية الأميركية في شمال أفريقيا وغربها، وجزء رئيسي من جهود الاستخبارات والمراقبة والأمن الأميركية الواسعة النطاق في المنطقة.
صحيفة "ذا إنترسبت" الأميركية ذكرت أنّه تمّ بناء القاعدة بتكلفة 110 مليون دولار، وتتطلب صيانتها السنوية بين 20 إلى 30 مليون دولار، وهي بمنزلة مركز مراقبة ساحلي، وتُعدّ ملاذاً شديد الأمان، لوقوعها داخل "منطقة أمنية أساسية" بطول 25 كيلومتراً، ولكونها عالية الحماية بأسوار وحواجز وأبراج حراسة.
كل هذه الجهوزية العسكرية الأميركية، والتجهيزات الأمنية وتطوير الدفاع المستمر، تبين أنها لا تجدي نفعاً وفقاً لمقال كتبه الصحفي نايك تورس في صحيفة "ذا إنترسبت".
وكشفت الصحيفة أنّ 4 رجال نفذوا، بالرغم من كل ذلك، في أواخر العام الماضي، وفي ظل هذا المعقل العسكري التقني الأميركي، عملية سطوٍ مسلحٍ في وضح النهار، استهدفوا فيها بشاحنة صغيرة، مقاولين دفاعيين من القاعدة "إيرين 201"، وانطلقوا سريعاً وهم يحملون نحو 40 ألف دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين.
وقال ناشط نيجري لموقع الصحيفة: "إن الأميركيين لديهم طائرات من دون طيار، وطائرات ومعدات متطورة، لكنّها لا تساعد".
وأوضحت الصحيفة أنّ القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) لم تبلغ عن السرقة، كما لم تقر علناً بالسرقة من شركة "أوستابيليتي" الأسترالية، وهي مقاولٌ من الباطن، تعمل مع شركة الدفاع الأميركية العملاقة "آمينتوم".
كما أكّدت "ذا إنترسبت" أنّ عدة جهات تواصلت مع "أفريكوم"، لكنها تغاضت عن الحدث، وعن أي معلومات حوله.
وكتب ويليام هارتونغ، وهو الباحث البارز في معهد "كوينسي" الأميركي، أنّه من المثير للقلق أنّ إحدى الشركات التابعة لمقاول أميركي كبير غير قادرة على توفير الأمن الأساسي، حتى بالنسبة إلى أموال الرواتب، أثناء السفر بالقرب من قاعدة أميركية رئيسية، وهذا مؤشر إمّا على تراخي الإجراءات الأمنية، أو وجود بيئة خطرة بشكل خاص بالقرب من منشأة أميركية حساسة، أو كليهما.