زيلينسكي والناتو يخططان لتحويل أوكرانيا إلى "إسرائيل الكبرى"
المستشار الإسرائيلي لتقنيات التجسس يقترح، بدعم من الناتو، رؤية لأوكرانيا تتمحور حول الكيفية التي يمكن أن تصبح فيها كييف بعد الحرب كـ"إسرائيل".
اقترح المجلس الأطلسي المدعوم من "الناتو"، أن تصبح "إسرائيل العنصرية" كمخطط لأوكرانيا شديدة العسكرة.
كتب الورقة سفير الرئيس السابق باراك أوباما في تل أبيب دانييل شابيرو، وهو الآن مستشار إسرائيلي لتكنولوجيا التجسس، حسبما نقل موقع "The Grayzone".
بعد 40 يوماً فقط من بدء الحملة العسكرية الروسية داخل أوكرانيا، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للصحافيين إن بلاده ستكون مستقبلاً مثل "إسرائيل الكبيرة". وفي اليوم التالي، نشر أحد كبار المروجين الإسرائيليين في الحزب الديمقراطي مقال رأي في مركز أبحاث رسمي تابع لحلف "الناتو" يستكشف كيف يمكن تنفيذ ذلك.
مثلما قدم وزير الخارجية الأميركي الأسبق، ألكسندر هيج، إسرائيل على أنها "أكبر حاملة طائرات أميركية في العالم لا يمكن إغراقها"، طرح شابيرو رؤية لأوكرانيا باعتبارها "معقلاً للناتو مفرط التسليح، يمكن تحديد هويته الوطنية من خلال القدرة على إبراز قوة الولايات المتحدة ضد روسيا".
وأبلغ زيلينسكي المراسلين أنه "لا يمكن الحديث عن"سويسرا المستقبل.. لكننا بالتأكيد سنصبح" إسرائيل كبيرة " التي سيكون لها وجهها الخاص".
ويقدم المخطط التفصيلي المؤلف من 900 كلمة ثماني نقاط توضح بالتفصيل كيف يمكن لأوكرانيا أن تصبح أشبه بإسرائيل، وهي دولة وصفتها منظمة العفو الدولية مؤخراً بأنها "دولة فصل عنصري".
تضمنت النقاط نصائح مثل وضع "الأمان أولاً"، والحفاظ على "هيمنة الاستخبارات"، وتذكر أنّ "التكنولوجيا هي المفتاح". ووفقاً لشابيرو، يتمثل أحد المكونات المركزية لاستراتيجية الأمن الإسرائيليّة في أن "يلعب كل السكان دوراً".
إنّ نشر شابيرو وصفته لتحويل أوكرانيا إلى دولة أمنية على النمط الإسرائيلي بصفته "زميلًا متميزًا" في المجلس الأطلسي ليس محض صدفة. ففي حال تحولت أوكرانيا إلى حصن عسكري دائم يتخيله هو وزيلينسكي، فإنّ الجهات المانحة لصناعة الأسلحة التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستستفيد بشكل كبير.
وفي العام 2021 تم إدراج شركات "Lockheed Martin" و "Raytheon" و "Boeing" جميعاً ضمن كبار المستفيدين من المجلس الأطلسي. كما صادف أنّ رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "Raytheon" جريجوري جيه هايز، كان عضواً في المجلس الاستشاري الدولي لمركز الأبحاث. كما أفاد ماكس بلومنتال لموقع "The Grayzone"، بأنّ المجلس الأطلسي عمل أيضاً كـ"مغسلة فعلية" للأموال من المصالح الأوكرانية مثل" Burisma" إلى أعضاء الدائرة الداخلية للرئيس الأميركي جو بايدن، بحسب تعبيره.
شابيرو يقيم العملاء المحتملين لبرامج التجسس"بيغاسوس"
في منتصف عام 2017، بعد أن اختار شابيرو البقاء مع عائلته في "إسرائيل"، بدلاً من العودة إلى الدولة التي وظفته كدبلوماسي، انضم إلى شركة "NSO" للتكنولوجيا الإسرائيلية كمستشار مستقل. هناك، ساعد شابيرو في تقييم العملاء المحتملين لبرامج التجسس الرقمية المعروفة باسم "بيغاسوس" من "إن إس أو". وكان من بين العملاء الحكوميين العديدين لـ "NSO" النظام الملكي السعودي، الذي استخدم نظام "Pegasus" الخاص به لمراقبة واضطهاد نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين.
ويتمتع شابيرو أيضاً بعلاقات وثيقة مع الاستخبارات الإسرائيلية من خلال معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في "تل أبيب". وخلال مدة عمله كـ"زميل زائر متميز" في المعهد، كان المدير التنفيذي للمعهد عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الإسرائيلي. ساعد يادلين في ابتكار مبدأ القوة غير المتناسبة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي ضد غزة حيث أعيد تعريف المدنيين على أنهم "جيران الإرهابيين"، وبالتالي جردوا من الحماية بموجب اتفاقيات جنيف.
في العام 2018، دفعت "INSS" لشابيرو أكثر من 20 ألف دولار للإدلاء بشهادتها أمام الكونجرس نيابة عنها، على الرغم من عدم تسجيله كوكيل أجنبي. ومثل "NSO Group"، تحافظ "INSS" على قشرة استقلال عن الحكومة الإسرائيلية بالرغم من أن مؤسسها، أهارون ياريف ، كان أيضاً رئيساً للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.