زلزال المغرب: أكثر من 2900 ضحية.. وتزايد الإحباط لعدم وصول الإغاثة إلى المناطق النائية
زلزال المغرب يحصد أرواح 2901 شخص ويتسبب بإصابة 5530 آخرين، وكثير من الناجين يواجهون ظروفاً صعبة في الملاجئ الموقتة التي يحتمون بها.
يواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب، منذ أكثر من قرن، ظروفاً صعبة في الملاجئ الموقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء.
وقد عبّر قرويون في مناطق جبلية دمرها الزلزال عن إحباطهم لعدم تلقي أي مساعدة من السلطات.
وقال التلفزيون الرسمي إنّ الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر يوم الجمعة، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530.
وهذا الزلزال هو الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا منذ عام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن.
وانضمّت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين. وقالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إنّ المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.
لكن اليأس استبدّ بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال، في وقتٍ تكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.
وتلاشت آمال العثور على ناجين لأسباب من بينها كثرة منازل الطوب اللبن التقليدية المنتشرة في منطقة الأطلس الكبير لأنّها بعد انهيارها تتحول إلى أكوام تراب لا تترك منافذ لتسلل الهواء.
ويعاني كثير من سكان القرى من انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ وقوع الزلزال، وقالوا إنّهم اضطروا لإنقاذ أحبائهم وانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض منازلهم المدمرة دون أي مساعدة.
السلطات المغربية تقسم مراحل إعادة الإعمار من بعد الزلزال.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 12, 2023
تقرير: أحمد محيي الدين #الميادين pic.twitter.com/ugDZuxr0XM
مناطق ناجية
وحالف الحظ سكان قرية كطو التي دمرها الزلزال لينجوا جميعاً لأنهم فضّلوا الاستمتاع بالموسيقى التقليدية في فناء خارجي في حفل عرس بالقرية على القعود في منازلهم المبنية من الحجر والطوب اللبن.
وفي قرية أمزميز التي تقع عند سفح جبل وتحولت إلى مركز للمساعدات، زوّدت السلطات بعض الأشخاص الذين شردهم الزلزال بخيام، لكن آخرين ما زالوا يعيشون تحت بطانيات.
وفي مراكش تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.
ونجت مناطق أكثر حداثة في مراكش إلى حد كبير، منها موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقرر عقدها الشهر المقبل.
وقالت مصادر إنّه من المتوقع حضور أكثر من 10 آلاف شخص الاجتماعات التي تريد الحكومة المضي فيها قدماً.
عروض مساعدة لم يوافق عليها المغرب
وقبل المغرب عروضاً للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر لكنه لم يقبل عروضاً من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا.
وقالت ألمانيا إنّها لا تعتقد أن القرار مدفوع بأسباب سياسية، لكن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني قال لإذاعة آر.تي.إل إن المغرب اختار تلقي المساعدات فقط من الدول التي تربطه بها علاقات وثيقة.
وخاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشعب المغربي في رسالة مصورة قائلاً إنّ باريس مستعدة لتقديم مساعدة إنسانية مباشرة إذا قبل الملك محمد السادس عرض باريس، فيما عبّر آخرون عن إحباطهم لعدم السماح لهم بالمساعدة.
ويقع مركز الزلزال في إقليم الحوز الممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير، حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.
ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية، تسريع عمليات البحث للعثور على ناجين محتملين، وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها.
"وجدنا 40 جثة في الأرض ما عدا الجرحى. كل شيء في القرية ذهب.. وهناك من لديه عائلة مكونة من 8 أفراد لا يستطيع تقديم أي شيء لهم؛ لأن كل ما لديه أصبح تحت الأرض".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 12, 2023
أحد الناجين من زلزال المغرب إسماعيل أوجال #المغرب #زلزال_مراكش #زلزال_المغرب #تضامناً_مع_المغرب pic.twitter.com/3qUsA9ZPv7
ورافقت عمليات الإنقاذ مبادرات شعبية لدعم ضحايا الزلزال، حيث توافدت على المناطق المتضررة عشرات الشاحنات والمركبات المحملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية كالأغطية والفُرش، وفق ما نقلت منصات التواصل الاجتماعي.