روسيا: مستعدون لتنظيم اجتماع ثلاثي مع أرمينيا وأذربيجان
روسيا تُبدي استعدادها لتنظيم اجتماع ثلاثي مع أذربيجان وأرمينيا لمناقشة تنفيذ الاتفاقيات بشأن إقليم ناغورنو كارباخ، بالتزامن مع جولة جديدة من محادثات السلام الأرمينية الأذربيجانية في بروكسل.
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، أن روسيا مستعدة لتنظيم اجتماع ثلاثي بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا، من أجل مناقشة تنفيذ الاتفاقيات بشأن إقليم ناغورنو كارباخ، بما في ذلك توقيع اتفاقية السلام.
وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن "موسكو تحترم القرار السيادي للقيادة الأرمينية، ومع ذلك، أدى هذا إلى تغيير جذري في الظروف الأساسية التي تم بموجبها توقيع بيان قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وكذلك موقف فرقة حفظ السلام الروسية المنتشرة في المنطقة".
وتابع البيان أنّه "يجب البدء على الفور في التحضير لمعاهدة سلام بين باكو ويريفان على أساس الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً".
وأضاف أنّ "موسكو على استعداد لتنظيم اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية في موسكو، في المستقبل القريب، لمناقشة سبل تنفيذ الاتفاقات على أعلى مستوى، بما في ذلك موضوع الاتفاق على معاهدة سلام، يلي ذلك لاحقاً القمة الروسية - الأذربيجانية - الأرمينية في موسكو للتوقيع على الوثيقة المذكورة".
جولة جديدة من محادثات السلام
وعقدت أذربيجان وأرمينيا جولة جديدة من محادثات السلام بوساطة الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت.
والتقى رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في بروكسل في إطار جولة مفاوضات جديدة تهدف إلى حل النزاع المستمر منذ عقود، من أجل السيطرة على ناغورنو كاراباخ التي يقطنها أرمينيون، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية في باكو في بيان.
يأتي ذلك في وقتٍ تظاهر الآلاف، في ستيباناكرت، كبرى مدن ناغورنو كاراباخ، مطالبين باكو بفتح ممر لاتشين، وهو الممر الوحيد الذي يربط أرمينيا بالإقليم، والذي أغلقته أذربيجان هذا الأسبوع.
والثلاثاء الماضي، أغلقت أذربيجان الممر، متهمةً الصليب الأحمر الأرميني بـ"القيام بعمليات تهريب"، الأمر الذي نفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويضم إقليم ناغورنو كاراباخ أغلبية أرمينية، ويقع في أراضي أذربيجان المعترف بها دولياً، وتحذّر يريفان المجتمع الدولي من "احتمال حدوث مشكلات إنسانية خطرة فيه، بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية، والناجم عن تقييد حركة المرور عبر ممر لاتشين".
وتنازعت أرمينيا وأذربيجان بشأن إقليم ناغورنو كاراباخ منذ أواخر الثمانينيات، الأمر الذي أدّى إلى حربين شهدت الأخيرة بينهما عام 2020 هزيمة القوات الأرمينية، بينما حققت أذربيجان مكاسب ميدانية.
وفي أيلول/سبتمبر 2020، اندلع الصراع المستمر منذ عقود بين باكو ويريفان بشأن ناغورنو كاراباخ، في أسوأ تصعيد منذ التسعينيات، لتنتهي الأعمال العسكرية بإعلان وقف إطلاق النار الثلاثي، والذي توسطت فيه روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه.
وفي نهاية أيار/مايو الماضي، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في لقاء ثلاثي مع نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أن الوضع في ناغورنو كاراباخ يتطور نحو تسوية.
وبعد الاجتماع بأيام، أعلن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان أن بلاده تستعد للاعتراف بالإقليم كأراضٍ تابعة لأذربيجان، مع تأكيد ضرورة "إيجاد ضمانات بعدم استمرار سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ضد الأرمن فيه".