روسيا تبلغ عن انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ
وزارة الدفاع الروسية أعلنت في بيان أنه تم تسجيل انتهاك واحد لنظام وقف إطلاق النار في منطقة شوشا في الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
سجلت قوات حفظ السلام الروسية، اليوم الأحد، انتهاكاً لنظام وقف إطلاق النار، في منطقة مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية، في شوشا التابعة لإقليم ناغورنو كاراباخ.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه "تم تسجيل انتهاك واحد لنظام وقف إطلاق النار في منطقة شوشا"، موضحةً أنه "لم تقع إصابات، وتُجري قيادة وحدة حفظ السلام الروسية، مع الجانبين الأذربيجاني والأرميني، تحقيقاً في هذه الواقعة".
وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد أعلنت أمس السبت، أن موسكو "مستعدة لتنظيم اجتماع ثلاثي بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا لمناقشة تنفيذ الاتفاقيات بشأن إقليم ناغورنو كاراباخ، بما في ذلك توقيع اتفاقية السلام".
وأكدت الخارجية الروسية أنها "تحترم القرار السيادي للقيادة الأرمينية، ومع ذلك، فقد أدّى هذا إلى تغيير جذري في الظروف الأساسية التي تمّ بموجبها توقيع بيان قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وكذلك موقف فرقة حفظ السلام الروسية المنتشرة في المنطقة".
وتابع البيان أنه "يجب أن نبدأ على الفور في التحضير لمعاهدة سلام بين باكو ويريفان على أساس الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها سابقاً".
هدنة غير مستقرة
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، قد حذّر، منذ أسبوعين، من أنّه "من المرجح جداً" اندلاع حرب جديدة بين بلاده وأذربيجان، اللتين تتنازعان بشأن السيطرة على جيب ناغورنو كاراباخ، ما لم يتمّ إبرام معاهدة سلام وتصديق برلمانَي البلدين عليها.
ووصف الحرب بأنها "ليست إبادة جماعية قيد التحضير، بل إبادة جماعية جارية"، متهماً الجيش الأذربيجاني بجعل ناغورنو كاراباخ "منطقة معزولة".
وبحسب رئيس الوزراء الأرميني، فإنّ المفاوضات يعرقلها "خطاب أذربيجان العدواني، والذي يدعو إلى الكراهية ضد الأرمن"، متهماً باكو بتنفيذ "سياسة تطهير عرقي".
ومع فشل الجولة الأخيرة من محادثات السلام، التي عُقدت في 15 تموز/يوليو في بروكسل، في تحقيق انفراجة، دعا باشينيان الغرب وروسيا إلى ممارسة مزيد من الضغط على باكو من أجل رفع الحصار.
اقرأ أيضاً: روسيا: مستعدون لتنظيم اجتماع ثلاثي مع أرمينيا وأذربيجان
يُذكر أنّ الوضع تدهور في الإقليم في 27 أيلول/سبتمبر 2022، بحيث احتدم القتال بصورة متسارعة في المنطقة المتنازع عليها، كما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، بينهم سكان مدنيون.
وكان باشينيان قد صرّح بأنّ بلاده ستعترف بأنّ ناغورنو كاراباخ أرضٌ آذرية، كما أكّد أنّ مسألة الحقوق والأمن للأرمينيين في الإقليم "يجب مناقشتها مع باكو".
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين للسيطرة على ناغورنو كاراباخ، آخرها في عام 2020، ونتجت عنها هزيمة أرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف لإطلاق النار.
وعادت التوترات إلى التصاعد في مطلع تموز/يوليو، بعد أن أغلقت أذربيجان، وفق ذرائع متعددة، حركة المرور عبر ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الرابط بين ناغورنو كاراباخ وأرمينيا.
وسبّب الحصار الأذربيجاني أزمة إنسانية خطرة داخل الجيب الذي يسكنه الأرمن أساساً، والذي تدعي أذربيجان ملكيته، مع نقص في الغذاء والدواء وانقطاع متكرر للكهرباء.
وتتنافس باكو ويريفان على السيادة على الإقليم، منذ شباط/فبراير 1988. وذلك عندما أعلنت المنطقة انفصالها عن "جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية"، وهو الاسم الذي كانت تحمله أذربيجان قبل استقلالها عن الاتحاد السوفياتي، وأودت بحياة 30 ألف شخص، بينما خلفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.
وفقدت أذربيجان السيطرة على ناغورنو كاراباخ وسبع مناطق مجاورة، بصورة كليّة، خلال النزاع المسلح الذي استمر بين عامي 1992 و1994.