تخت روانجي: أفغانستان تمر بمرحلة حرجة نتيجة تدخل أميركا والقوى الأجنبية

سفير ومندوب إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي يؤكّد خلال اجتماع للأمم المتحدة على "ضرورة دعم الشعب الأفغاني للوصول إلى السلام المستدام والاستقرار والرخاء".

  • روانجي: أوضاع أفغانستان اليوم هي

اعتبر سفير ومندوب إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، اليوم الجمعة، أنّ أوضاع أفغانستان اليوم هي "نتيجة مباشرة لتدخل أميركا والقوى الأجنبية الأخرى في شؤونها وخروجها غير المسؤول منها".

وأكّد تخت روانجي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول تطورات الأوضاع في أفغانستان أنّ "إيران بذلت مساعيها على الدوام لمساعدة الفئات الأفغانية المختلفة لحل وتسوية الخلاقات بينها بطريقة سلمية".

وقال إنّ "أفغانستان تمر الآن بمرحلة حرجة، إذّ فرّ مئات الآلاف من مواطنيها، وتشرّد أكثر من 600 ألف في الداخل، والمواد الغذائية تقترب من النفاد، وهنالك الآن 18.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية".

كما لفت تخت روانجي إلى أنّه "خلال الأعوام الماضية، من 2001 الى 2021، قُتِل نحو 165 ألف أفغاني، ويقدر عدد الأطفال الضحايا بنحو 33 ألفاً. مضيفاً أنّ "هذه الأرقام تكشف لوحدها مدى الموت والدمار اللذين حلا فيها، ولا ينبغي أن تمرّ جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الأجنبية في أفغانستان بلا عقاب".

هذا وأعلن تخت روانجي "استعداد إيران لتسهيل نقل المساعدات الانسانية عن طريق الموانئ والمطارات وسكك الحديد والطرق البرية والمعابر الحدودية إلى أفغانستان".

وأشار إلى أن إيران "تستضيف منذ أكثر من 4 عقود ملايين اللاجئين الأفغان، وبعد الأزمة الأخيرة دخل المزيد من اللاجئين إلى البلاد. لافتاً إلى أنّه "نتوقع من المجتمع الدولي العمل بمسؤولياته، وأن يتخذ إجراءات أكثر لتوفير المساعدة لهؤلاء اللاجئين".

كذلك شدّد تخت روانجي على "ضرورة دعم الشعب الأفغاني للوصول إلى السلام المستديم والاستقرار والرخاء، والتحقق الكامل لهذا الهدف يجب دعمه وتسهيله خاصة من قبل الدول الجارة لأفغانستان".

إيران على استعداد لاستضافة الجولة القادمة لمفاوضات السلام في أفغانستان

 تخت روانجي لفت إلى أنّ "إیران تدعو من جديد كافة القادة الدينيين والشخصيات القومية والسياسية في أفغانستان لتفضيل المصالح الوطنية على مصالح القطاع الخاص من المجتمع، لأنّ أفغانستان متعلقة بالأفغان كلهم".

واعتبر تخت روانجي الهجوم الأخير غير المبرر واقتتال الأخوة المدان في منطقة بنجشير بأنّه "يتعارض مع الموقف العالمي الموحد، والذي على أساسه سوف لن يتم الاعتراف رسمياً بأي حكومة تأتي إلى سدّة الحكم بالقوة في أفغانستان".

وأضاف: "الطريق للسلام والاستقرار والتنمية المستدامة في أفغانستان يمر عملياً عبر المفاوضات الأفغانية بمشاركة فاعلة ومتكافئة للممثلين الحقيقيين لجميع الفئات القومية واللغوية والمذهبية والتي تهدف للوصول إلى حل عادل ودائم للازمة وتحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة شاملة نابعة من أصوات الشعب في انتخابات حرة ونزيهة". 

نتوقع من طالبان العمل بالتزاماتها

وأكّد تخت روانجي "أننا نتوقع من طالبان العمل بالتزاماتها في هذا المجال ومثل هذه الحكومة ستحظى بدعم ايران"، مضيفاً أنّه "كسائر الدول الجارة لأفغانستان نشعر بقلق شديد من زعزعة الأمن وعدم الاستقرار في أفغانستان، وكذلك إزاء تهديدات الشبكات الإرهابية والعصابات الإجرامية الدولية المنظمة والناشطة في مجال تهريب المخدرات والبشر".

وأوضح سفير ومندوب ايران الدائم لدى منظمة الامم المتحدة أنّه "نعتقد أيضاً بأنّ أرض أفغانستان لا ينبغي أن تستخدم للتهديد أو الهجوم على دولة أخرى، أو احتضان وتدريب الإرهابيين، أو تخطيط وتمويل الأنشطة الإرهابية.

وفي ختام كلمته، شدد تخت روانجي على أنّ "أفغانستان بحاجة إلى المساعدة للتغلب على مشاكلها الراهنة، ونحن على استعداد لتوسيع وتعميق تعاوننا معها في جميع المجالات وأن نساعد في تحقيق أفغانستان آمنة ومزدهرة".

مع بدء الولايات المتحدة تطبيق خطة الانسحاب من أفغانستان، بدأت حركة "طالبان" تسيطر على كل المناطق الأفغانية، وتوجت ذلك بدخولها العاصمة كابول، واستقالة الرئيس أشرف غني ومغادرته البلاد. هذه الأحداث يتوقع أن يكون لها تداعيات كبيرة دولياً وإقليمياً.

اخترنا لك