رغم الهدنة في السودان.. الاشتباكات تتجدد بين الجيش و"الدعم السريع"
رغم الهدنة التي تمّ الاتفاق عليها في "إعلان جدة"، الاشتباكات تتجدد بين الجيش وقوات الدعم السريع، والجيش يتهم الأخيرة بأنها استهدفت مصلين مسيحيين بالنار في كنيسة بأم درمان.
أفاد الجيش السوداني في بيان، مساء الأحد، بـ"استمرار قيام قوات الدعم السريع بانتهاك الأعراف والقوانين الدولية في السودان"، وفق تعبيره.
وقال البيان إنّ "قوات الدعم السريع استهدفت مصلين مسيحيين، كانوا متواجدين في كنيسة المسالمة بأم درمان، وأطلقت عليهم النار".
وأضاف البيان أنّ "هذه الواقعة هي امتداد لانتهاكات قوات الدعم السريع المستمرة"، معتبراً أنها "انتهاك صارخ لكافة الأعراف الراسخة والقوانين الدولية، وتحديداً القانون الإنساني الدولي"، وفقاً للبروتوكول الأول من المادة 53، والبروتوكول الثاني من المادة 16، والقواعد (38-41) للأعيان الثقافية وأماكن العبادة.
وتجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، اليوم الأحد، مع غياب أي دلائل على استعداد الطرفين -رغم محادثات وقف إطلاق النار في السعودية- لإيقاف المعارك، التي تسببت في مقتل 676 شخصاً وإصابة 5576 ونزوح مئات الآلاف.
من جهتها، قالت وكالة "الأناضول" التركية إنّ مناطق في مدينتي بحري (شمال) وأم درمان (غرب) شهدت إطلاق نار كثيف ودوي انفجار، في حين استهدف طيران حربي تجمعات للدعم السريع.
ومع استمرار الاشتباكات، يعيش سكان الخرطوم أوضاعاً معيشية بالغة التعقيد، بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وخدمة الإنترنت والمياه، وشحّ المواد الغذائية.
وقالت هيئة محامي دارفور في بيان، إنّ عدد القتلى، الذين سقطوا يومي الجمعة والسبت، في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، تجاوز الـ100 شخص، بينهم إمام المسجد القديم بالمدينة.
وألقت المنظمة الحقوقية المحلية بمسؤولية أعمال القتل والنهب والحرق في الجنينة على هجمات شنّتها جماعات مسلحة تستقل دراجات نارية، وعلى قوات "الدعم السريع"، التي نفت مسؤوليتها عن الاضطرابات.
من جهتها، الأمم المتحدة أعلنت في بيان، عن مقتل 676 شخصاً، وإصابة 5576 آخرين، ونزوح ما يفوق 936 ألفاً، بما في ذلك نحو 736 ألفاً و200 شخص نازح داخلياً، منذ اندلاع الاشتباكات في 15 نيسان/أبريل الماضي.
وأضاف البيان أنّ نحو 200 ألف شخص عبروا إلى البلدان المجاورة، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة الأمم المتحدة للاجئين.
وفي وقت سابق، قال دبلوماسي سعودي كبير إنّ ممثلي طرفي الصراع في السودان سيستأنفان المحادثات اليوم الأحد، حول كيفية تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية وسحب القوات من المناطق المدنية.
وأعلن مجلس الوزراء السوداني، الجمعة الماضي، جاهزية مطار الخرطوم الدولي ومطار وميناء بورتسودان ومطار وادي سيدنا، لاستقبال المساعدات الإنسانية القادمة للسودان الذي جاء بعد إعلان جدة، للشأن الإنساني، الموقّع بين قوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن وزارة الخارجية بياناً قالت فيه إنّ "حماية وتطوير حقوق الإنسان بالنسبة للسودان هي أجندة وطنية عالية الأهمية وفي مقدمة أولويات الدولة، وليست مجرد إجراءات تقوم بها الحكومة تنفيذاً لمطالب خارجية".
والخميس الماضي، اتفق الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على "إعلان جدة"، الذي يتضمن التزامات إنسانية تُنفذ فورا وجدولة لمحادثات مباشرة جديدة مستمرة في السعودية على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ومن بين تلك الالتزامات تمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، والسماح بدفن الموتى.