رغم احتدام المعارك.. محادثات بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" في الدوحة
بالتزامن مع احتدام المعارك في أفغانستان وانسحاب القوات الأجنبية، وسيطرة "طالبان" على مساحات شاسعة من الحدود في جميع أنحاء البلاد، ممثلون عن الحكومة الأفغانية و"طالبان" يجتمعون اليوم في الدوحة لبحث التطورات في البلاد.
يجتمع ممثلون عن الحكومة الأفغانية، وحركة "طالبان" في قطر اليوم السبت، لإجراء محادثات، في الوقت الذي تدور فيه معارك طاحنة على الأرض، بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية والأميركية من أفغانستان بعد 20 عاماً في هذا البلد. ووعدت واشنطن بإكمال سحب قواتها مع نهاية آب/ أغسطس المقبل.
ويعقد الجانبان محادثات متقطعة منذ أشهر في العاصمة القطرية الدوحة. لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن المفاوضات تتراجع مع تقدم "طالبان" في ساحة المعركة.
وغادر عدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الحكومي المشرف على عملية السلام ورئيس الحكومة السابق، كابول متوجين إلى الدوحة بعد ظهر أمس الجمعة.
وكان من المقرر أن يلتحق بهم الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي، لكنّه بقى في كابول في اللحظة الأخيرة، وفق ما أفاد مصدر.
وكان ممثل حركة "طالبان" في قطر، محمد نعيم، قال في وقت سابق، إن "الحركة تريد علاقات حسنة مع جميع الدول بما فيها الولايات المتحدة الأميركية".
وقالت ناجية أنواري المتحدثة باسم الوفد الحكومي المفاوض لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الوفد الرفيع المستوى موجود هنا للتحدث إلى الجانبين، وتوجيههما ودعم فريق التفاوض (التابع للحكومة) لتسريع المحادثات وتحقيق تقدم"، معبرة عن أملها في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق قريباً.
وأمس الجمعة قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف من أوزبكستان إن هناك حاجة إلى بدء محادثات بين الأفغان.
وأشار إلى أن روسيا ستواصل العمل مع الأميركيين فيما يُسمّى صيغة الترويكا الموسَّعة بشأن الوضع في أفغانستان، معتبراً أن "مهمة أميركا في أفغانستان فشلت.. ويجب إطلاق حوار شامل".
وخاضت القوات الأفغانية أمس الجمعة معارك عنيفة لاستعادة موقع سبين بولداك الاستراتيجي، جنوب البلاد، الذي يؤدي إلى الحدود الباكستانية، وسقط بأيدي عناصر "طالبان" الأربعاء.
وشنّت "طالبان" هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية في أوائل شهر أيار/مايو الماضي، مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية شهر آب/أغسطس المقبل. وسيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب.
وباتت "طالبان" تسيطر على مساحات شاسعة من الحدود في جميع أنحاء البلاد، وسط تحذيرات أممية من تصاعد العنف وأثره على زيادة أعداد المهاجرين الأفغان بشكل كبير.
ويرى محللون أن الحملة العسكرية التي تشنّها "طالبان" بحجمها وسرعتها، إلى جانب انعدام قدرة القوات الحكومية على كبح تقدّم الحركة، "نسفت كل الآمال التي كانت معلّقة على إنتاج محادثات السلام إطاراً لتقاسم السلطة قبل موعد إنجاز الانسحاب العسكري الأميركي بنهاية الشهر المقبل".
إلا أن المحلل في "مجموعة الأزمات الدولية" ابراهيم باحث أعرب لوكالة الصحافة الفرنسية عن اعتقاده بأن "طالبان لا تزال تفضّل المسار السياسي"، على الرغم من أنه لا يحقق كل أهدافها، مضيفاً أنه "إذا تعذّر ذلك، فهم يريدون إبقاء الخيار العسكري قائماً".
وقبل يومين، أعلنت واشنطن سحب أكثر من 95% من قواتها في أفغانستان، حيث نشرت القيادة المركزية الأميركية بياناً قالت فيه إن عملية سحب القوات والمعدات الأميركية من أفغانستان اكتملت بنسبة "أكثر من 95%".