رئيس صربيا: سنطلب من "الناتو" السماح بنشر قوات صربية في كوسوفو
الرئيس الصربي ينتقد خطط كوسوفو للتقدم بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هذا الشهر.
أعلن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، اليوم السبت، أنّ "صربيا ستطلب إلى صنّاع السلام في حلف شمال الأطلسي السماح لها بنشر الجيش والشرطة الصربيين في كوسوفو، على الرغم من أنها تعتقد أنه لا توجد فرصة للموافقة على الطلب".
وقال فوتشيتش، في مؤتمر صحافي في بلغراد، إنّه "سيقدّم الطلب في رسالة إلى قائد قوة الناتو فورك".
وأوضح ذلك أنّ كوسوفو "تخطط لتقديم طلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري"، في خطوة تمثل خرقاً للاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها في وقت سابق.
وقال فوتشيتش، في خطاب إلى المواطنين الصرب اليوم، إنّ "بريشتينا ستتقدم رسمياً بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي في 15 كانون الأول/ديسمبر وسط ضجة كبيرة في بروكسل".
وأضاف أنّ "هذا بالنسبة إلينا حدث مزعج وخرق مباشر لاتفاقات واشنطن، ومؤشر على أنهم لا يريدون التزام الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها خلال الإدارة الأميركية السابقة، وأنه يمكنهم خرق ما يشاؤون"، مكرراً "أعتقد أنّ هذا قرار سيّئ".
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يفشل مجدداً في حل الخلاف بين صربيا وكوسوفو
خلفية التصعيد الأخير
وتصاعدت التوترات بين الحكومتين، بعد أن أعلنت حكومة كوسوفو، بقيادة رئيس الوزراء ألبين كورتي، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أنّ وثائق الهوية الصربية ولوحات ترخيص المركبات لم تعد صالحة في إقليم كوسوفو، ويجب استخراج وثائق من خلالها، وإلّا فإنها ستفرض غرامات على المخالفين بداية من 1 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وردّ الصرب في كوسوفو بغضب على التغييرات المقترحة، بينما تبلغ الغرامة 150 يورو، ومن المقرر أن تستمر هذه الفترة الانتقالية حتى 21 نيسان/أبريل المقبل، وبعد ذلك ستبدأ شرطة كوسوفو مصادرة المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية استقلالها عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شماليها، ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
صربيا تستنفر قواتها.. وتحذّر من "أعمال عنف"
وكان الرئيس الصربي أعلن، الشهر الفائت، أنّ سلطات كوسوفو أرسلت قواتٍ خاصة تابعة لوزارة الداخلية إلى منطقة شمالي البلاد، يسكنها الصرب، مشيراً إلى أنّ بريشتينا كانت "تخطط أعمالَ العنف منذ شهور".
وكان وزير الدفاع الصربي، ميلوس فوتشفيتش، أعلن وضع القوات العسكرية لبلاده في حالة تأهب قصوى بسبب الوضع في كوسوفو وميتوهيا.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها بلغراد نشر قوات في كوسوفو، بموجب أحكام قرار مجلس الأمن الدولي الذي أنهى حرب 1998-1999، والتي تدخّل فيها الناتو ضدّ صربيا.
ونصّ القرار على أنه يمكن لصربيا نشر ما يصل إلى 1000 مسؤول عسكري وشرطي وجمركي في المواقع الدينية المسيحية الأرثوذكسية والمناطق ذات الأغلبية الصربية والمعابر الحدودية، إذا وافق قائد قوة كوسوفو على مثل هذا الانتشار.
وفي الوقت الذي صدر القرار، كانت كوسوفو جزءاً من صربيا باعتراف دوليّ، لكن بدعم من الدول الغربية، أعلنت كوسوفو استقلالها في عام 2008، وهو إعلان لم تعترف به صربيا بالإضافة إلى عدد كبير من دول العالم.
ولوّح الناتو، في وقت سابق، بإرسال مزيد من القوات إلى كوسوفو إذا تجدد التوتر مع الصرب، بينما حمّلت موسكو واشنطن المسؤولية عن الصراع الحدودي بين صربيا وكوسوفو، مشيرة إلى أنّ "أميركا تهدف إلى إضعاف بعض الدول التي تعبّر عن موقف مستقل".
اقرأ أيضاً: روسيا تدعو كوسوفو إلى وقف الاستفزازات واحترام حقوق الصرب