رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك يقرّ بامتلاك "إسرائيل" أسلحة نووية
رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك يقول إنّ "جهات غربية قلقة من قيام دكتاتورية تمتلك النووي إذا نجح الانقلاب السلطوي بإسرائيل".
أقر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، بامتلاك "إسرائيل" أسلحة نووية.
وقال باراك في تغريدة له، إنّ "جهات غربية قلقة من قيام دكتاتورية تمتلك النووي إذا نجح الانقلاب السلطوي بإسرائيل"، مشيراً إلى أنّ "في نظرهم هذا فعلاً مخيف".
ومن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي أكّدت في وقت سابق امتلاك "إسرائيل" للسلاح النووي أو السعي إليه، نقتبس في هذا الشأن ما قاله رئيس حكومة الاحتلال الأسبق دافيد بن غوريون مخاطباً العلماء اليهود المهاجرين من ألمانيا: "أريد منكم أن تهتموا منذ الآن بالأبحاث الذرية، وبإنجاز كلّ ما يمكن إنجازه من أجل تزويد الدولة اليهودية المنشودة بأسلحة نووية".
كذلك خطاب الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في الكنيست في العام 1966: "لا أرى سبباً لإقدام إسرائيل على طمأنة عبد الناصر من هذا المنبر، والسماح له بأن يعرف ما نفعله أو ما لا نفعله. إنني أعرف أن العرب يشكّون في نياتنا النووية، وأعرف أن هذا الشيء قوّة رادعة، فلماذا نخفّف من هذه الشكوك؟ ولماذا نعمل على إيضاحها؟".
أبرز التسريبات
وعبر مرور السنين اعتمدت "إسرائيل" سياسية الغموض في هذا المجال، لكن أبرز ما سُرّب تأكيد فريق صحافي من "الصنداي تايمز" في أوائل التسعينيات، أنّ مردخاي فعنونو، الفني الإسرائيلي الذي حكم عليه في "إسرائيل" بالسجن لمدة 18 عاماً، أكّد عبر صور ووثائق أنَّ "إسرائيل" تمتلك بين 100 و200 رأس نووي بقدرات تدميرية متفاوتة.
وفي العام 1977، نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن الجنرال الفرنسي جورج بوئيه قوله في مقابلة مع إذاعة "أوروبا 1" الفرنسيّة، أنَّ "إسرائيل" أصبحت تمتلك الوسائل المطلوبة لإنتاج قنبلتين ذرتين في السنة، كما أصبحت تمتلك 13 قنبلة ذرية، إضافةً إلى الوسائل المطلوبة لنقلها إلى أهدافها.
وفي العام 1978، ذكرت "يديعوت أحرنوت"، أنَّ محطة إذاعية في نيويورك، أذاعت تقريراً سرياً موثّقاً بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 1974، أعدَّته وكالة الاستخبارات الأميركية، جاء فيه: "إننا نعتقد أنَّ إسرائيل صنعت فعلاً أسلحة ذرية".
كما جاء التّأكيد بواسطة "معاريف" بتاريخ 2 آذار/مارس 1978، نقلاً عن كارل داكت الذي كان يشغل ثالث منصب من حيث الأهمية في وكالة الاستخبارت الأميركية، وقد أدلى بشهادة أمام لجنة التنسيق الوزارية للشؤون الذرية في أميركا، جاء فيها أن الوكالة أبلغت الرئيس جونسون بأنّ "إسرائيل" تمتلك أسلحة ذرية، وأنَّ الأخير أمر بعدم إبلاغ أي شخص آخر بهذا الأمر.
اقرأ ايضاً:"نيويورك تايمز": على أميركا أن تقر بوجود الأسلحة النووية الإسرائيلية
تحدي لقرار مجلس الأمن
الجدير ذكره أنّ "إسرائيل" تحدّت " بشكل سافر قرار مجلس الأمن رقم 487 الصادر في حزيران/يونيو 1981، والذي طلب منها أن تخضع على نحو عاجل جميع مرافقها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 18 أيلول/سبتمبر 2009، قراراً يدعو "إسرائيل" إلى التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وفتح منشآتها للتفتيش الدولي، لكن من دون أن تلقى أيّ اهتمام إسرائيلي.
ومن جديد، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة "إسرائيل"، في كانون الأول/ديسمبر 2009، إلى أن تنضمّ إلى المعاهدة عندما أصدرت قراراً بعنوان "حظر الانتشار النووي في الشرق الأوسط". ورغم أن 167 دولة صوَّتت لصالح القرار، فإن "إسرائيل" لم ترضخ له. كما تخلّفت عن القمة النووية في العام 2010 في واشنطن، خوفاً من إحراجها أمام العالم.
وبشكل شبه يومي، يهاجم مسؤولو كيان الاحتلال، النووي الإيراني على الرغم من سلميته، فيما تكشف التقارير باستمرار امتلاكه للأسلحة النووية والقنابل الذرية، وهو ما أكّده اليوم إيهود باراك.
وفي شهر شباط/فبراير قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنّ "الرئيس الفرنسي ينتقد الأنشطة النووية السلمية لإيران، متناسياً، على ما يبدو، أنّ الكيان الصهيوني يمتلك عشرات الرؤوس الحربية النووية، والتي لا تجري عليها أي رقابة دولية، ويُعَدّ أهم مصدر لتهديد السلم والأمن، إقليمياً ودولياً".
واستند كلام كنعاني حينها إلى وثائق تاريخية، تؤكد أنّ فرنسا كانت أول دولة تمد كيان الاحتلال الإسرائيلي بـ"النووي"، بحيث كشف وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، شيمون بيريز، في عام 2015، كيف وافقت فرنسا عام 1956 على تزويد "إسرائيل" باليورانيوم وبناء مفاعل "ديمونا".
وبسبب دعم فرنسا، تمكنت "إسرائيل" من بناء محطة ديمونا النووية في صحراء النقب، بينما تتحدث "بي بي سي" عن اتفاق سري بين فرنسا و"إسرائيل"، جرى بموجبه بناء مصنع ديمونا في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي.