رئيس بوركينا فاسو المعزول يدعو إلى تجنيب البلاد "حرباً بين الأشقاء"
الرئيس العسكري المعزول بول هنري داميبا يدعو إبراهيم تراوري، الذي أعلن نفسه زعيماً لبوركينا فاسو، إلى تجنيب البلاد نشوب حرب داخلية.
سمع دوي إطلاق نار في أنحاء عاصمة بوركينا فاسو، أمس السبت، أعقبه اندلاع حريق في السفارة الفرنسية، فيما اتهم إبراهيم تراوري، الذي أعلن نفسه زعيماً للبلاد، الرئيس بول هنري داميبا بشن هجوم مضاد بعد الإطاحة به قبل يوم.
وتشير المواجهة إلى انقسام عميق داخل الجيش، وفصل جديد مثير للقلق في بوركينا فاسو، حيث أدى التمرد إلى تقويض الثقة في السلطات وتشريد نحو مليوني شخص.
وقال داميبا في أول بيان له عن الأزمة نشره على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية في "فيسبوك": "أدعو الكابتن تراوري ورفاقه إلى العودة إلى رشدهم لتجنب نشوب حرب بين الأشقاء لا تحتاجها بوركينا فاسو".
ودعا رئيس أركان جيش بوركينا فاسو الفصائل المتناحرة إلى وقف الأعمال القتالية ومواصلة المحادثات، مبيناً أنّ "الوضع أزمة داخلية داخل القوات المسلحة الوطنية".
وأصبحت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، والمحمية الفرنسية السابقة، بؤرة لأعمال عنف نفذتها مجموعات ترتبط بتنظيمي "القاعدة" و"داعش" بدأت في مالي المجاورة في العام 2012 وامتدت إلى دول أخرى جنوبي الصحراء الكبرى.
وفي وقت سابق، بدأت مفاوضات بين قادة الانقلاب العسكري والرئيس العسكري المعزول داميبا، برعاية دولتي توغو وساحل العاج (كوت ديفوار).
الخارجية الفرنسية: الجيش الفرنسي لم يستضف داميبا
كذلك، شجبت وزارة الخارجية الأميركية الأحداث في بروكينا فاسو، كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بيان، إدانته أي محاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح في بوركينا فاسو، داعياً جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف والسعي للحوار.
وكانت القوات الموالية لتراوري، ظهرت على التلفزيون الحكومي، وقالت إنّ "داميبا لجأ إلى قاعدة للجيش الفرنسي، حيث ينظم منها الهجوم المضاد".
عقب ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً أوضحت فيه أنّ القاعدة لم تستضف قط داميبا، الذي استولى على السلطة في انقلاب، في 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، الأمر الذي نفاه داميبا أيضاً، معتبراً "هذه التقارير تلاعباً متعمداً بالرأي العام".
إلا أن المئات من مؤيدي استيلاء تراوري على السلطة نظموا احتجاجاً أمام السفارة الفرنسية، كما تجمع أيضاً متظاهرون مناهضون لفرنسا، حيث رشقوا المركز الثقافي الفرنسي في بلدة بوبو ديولاسو الجنوبية بالحجارة.
وشب حريق في ساعة مبكرة من مساء السبت في السفارة الفرنسية، وسُمع دوي أعيرة نارية عدة. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنّها تدين العنف ضد سفارتها.
يذكر أنّ مئات المواطنين تظاهروا في مدينة بوبو ديولاسو، العاصمة الاقتصادية لبوركينا فاسو (غربي البلاد)، الخميس الماضي، للمطالبة برحيل الرئيس بول هنري سانداوغو داميبا لعدم كفاءته في إدارة الملف الأمني، ولا سيّما في أعقاب الهجوم الذي استهدف قافلة إمدادات في مدينة جاسكيدي شمال البلاد، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.