رئيس أذربيجان: سننهي عملية كاراباخ في حال سلّمت القوات الأرمنية أسلحتها

بعد يوم من إعلان بدء العملية العسكرية "لمكافحة الإرهاب" التي ينفذها الجيش الأذربيجاني في إقليم كاراباخ، الرئيس الأذربيجاني يؤكد إمكانية توقف العملية في حال سلمت القوات الأرمينية في الإقليم أسلحتها.

  •  الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف
    الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أنّ العملية العسكرية لمكافحة الإرهاب التي ينفذها الجيش الأذربيجاني في إقليم كاراباخ ستتوقف فقط في حال سلمت القوات الأرمينية في الإقليم أسلحتها.

وقال علييف خلال محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنّ "الإدارة الرئاسية دعت مراراً ممثلي السكان الأرمن الذين يعيشون في إقليم كاراباخ إلى الحوار، لكنهم رفضوا. ومع ذلك، تمت توجيه الدعوة إلى الحوار مرة أخرى خلال الإجراءات المحلية الرامية إلى مكافحة الإرهاب"، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة الأذربيجانية.

وأضاف علييف خلال الاتصال مع بلينكن أنّ "إجراءات مكافحة الإرهاب سيتم تعليقها في حال ألقت القوات الأرمنية أسلحتها ونُزع السلاح منها".

كذلك، أكد أنّ الجيش الأذربيجاني لا يقوم بقصف المدنيين ومنشآت البنية التحتية خلال العملية الرامية إلى مكافحة الإرهاب، موضحاً أن الجيش الأذربيجاني يستهدف فقط ما يعتبره "أهدافاً عسكرية مشروعة".

وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم الأربعاء، أن قواتها استولت على مركبات قتالية وذخائر تابعة للتشكيلات المسلحة الأرمنية.

وقال رئيس الخدمة الصحافية في وزارة الدفاع الأذربيجانية العقيد أنار إيفازوف: "استولت وحدات القوات المسلحة الأذربيجانية على 6 مركبات قتالية من طراز أورال محملة بقذائف الهاون و4 قذائف هاون تابعة للقوات المسلحة الأرمينية".

واتهم مكتب المدعي العام الأذربيجاني، اليوم الأربعاء، الجانب الأرمني بقصف مدينة شوشا بالمدافع الثقيلة وقذائف الهاون.

وأوضح المكتب الصحافي للادعاء العام في أذربيجان: "طوال الليلة الماضية، تعرضت مدينة شوشا لإطلاق نار مدفعي من العيار الثقيل وقذائف الهاون. وتعرضت منشآت استراتيجية لأضرار، كما انقطعت الإنارة في المدينة. كل هذا يظهر مرة أخرى أن القوات المسلحة الأرمينية، كما في الفترة السابقة، تواصل ارتكاب أعمال إرهابية ضد السكان المدنيين. وبناء على هذه الحقائق، قرر مكتب المدعي العام رفع قضية جنائية وبدء تنفيذ إجراءات التحقيق".

في المقابل، دعت المعارضة الأرمينية إلى تنظيم مسيرة جديدة مساء اليوم قرب مقر الحكومة في وسط العاصمة يريفان.

بالتزامن مع ذلك، دعت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، الأطراف المتنازعة في إقليم ناغورنو كاراباخ إلى وقف القتال على الفور.

وقالت الخارجية الروسية في بيان نشرته في موقعها الإلكتروني: "فيما يتعلق بالتصعيد الحاد للمواجهة العسكرية في إقليم ناغورنو كاراباخ، ندعو أطراف النزاع إلى وقف إراقة الدماء والأعمال العدائية والابتعاد عن التسبب بسقوط ضحايا مدنيين على الفور".

اقرأ أيضاً: أذربيجان تعلن سيطرتها على 60 موقعاً في ناغورنو كاراباخ.. والأخير يتحدث عن وقوع قتلى

وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان، أمس الثلاثاء، أنّها بدأت "إجراءات لمكافحة الإرهاب" في إقليم كاراباخ، وذلك "لكبح استفزازات واسعة النطاق" وطرد ما قالت إنها قوات أرمينية.

وتتهم يريفان باكو بتعطيل حركة المرور عبر ممر لاتشين، وهو طريق جبلي قصير يربط أرمينيا بالمناطق المأهولة بالأرمن في ناغورنو كاراباخ.

وسبق أن أكدت الخارجية الأذربيجانية أنّ "السبيل الوحيد للسلام في المنطقة هو انسحاب القوات الأرمينية بالكامل من كاراباخ وحل النظام في ستيبانيكرت".

وفي نهاية أيلول/سبتمبر 2020، استؤنفت الأعمال القتالية في كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان، التي كانت استمراراً لصراع طويل بين البلدين أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين، لتعلن روسيا ليلة 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 التوصل إلى اتفاق ثلاثي لوقف إطلاق النار.

واتفقت أذربيجان وأرمينيا، بوساطة روسية حينئذ، على وقف كامل لإطلاق النار، والبقاء في المواقع الموجودة لدى الطرفين، وتبادل الأسرى والجثث، كما تم نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة، بما فيها ممر لاتشين.

وفي تموز/يوليو الماضي، أعلنت روسيا مجدداً استعدادها لتنظيم اجتماع ثلاثي بينها وبين أذربيجان وأرمينيا، من أجل مناقشة تنفيذ الاتفاقيات بشأن إقليم ناغورنو كارباخ، بما في ذلك توقيع اتفاقية السلام.

يُذكر أنّ العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان تشهد توتراً منذ عقود بسبب الخلاف على منطقة إقليم ناغورنو كاراباخ وأحقية كل منهما بالسيطرة عليه.

اخترنا لك