رئيسي عن التظاهرات في إيران: يجب التمييز بين الاحتجاج والإخلال بالأمن
الرئيس الإيراني يدعو إلى التفريق بين الاحتجاجات وبين الإخلال بالأمن، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو أسبوع في إثر وفاة "مهسا أميني".
دعا الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، إلى "التفريق بين الاحتجاجات وبين الإخلال بأمن البلاد"، موجهاً السلطات "بضرورة التعامل بحزم مع مثيري الشغب"، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، منذ نحو أسبوع، على خلفية وفاة فتاة تدعى مهسا أميني، بعد تعرضها لعارض صحي في أثناء توقيفها داخل أحد مراكز الشرطة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن رئيسي قوله، خلال اتصال هاتفي لتعزية عائلة أحد المتوفين من رجال الأمن خلال التظاهرات: "أشدّد على ضرورة التمييز بين الاحتجاج وتعطيل النظام العام والأمن".
وأضاف رئيسي: "يجب على الجهات المعنية التعامل بحزم مع أعمال الشغب والشرّ ومعارضي أمن البلاد وسلامتها".
وكان رئيسي علّق أمس، عقب عودته من نيويورك إلى طهران بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الاحتجاجات وأعمال الشغب التي شهدتها البلاد، وكذلك التظاهرات الحاشدة التي عمّت معظم المدن الإيرانية، يوم الجمعة، دعماً للاستقرار ورفضاً للشغب، بالقول: "أتصوّر أنّ أعداءنا لم ينجحوا في تحقيق هدفهم برغم مخططاتهم"، وأضاف أن "الشعب الإيراني أحبط مخططات الأعداء داخل البلاد، وحضور الجماهير الإيرانية في الشوارع اليوم عكس اقتدار الجمهورية الإسلامية".
هذا وأجرى الرئيس الإيراني اتصالاً بأسرة مهسا أميني عبّر خلاله عن مواساته، وأمر بفتح تحقيق في هذه الواقعة متعهداً بمتابعة القضية حتى تتوضّح الملابسات.
كذلك، أكد وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، أمس الجمعة، أنّ "التقارير والشواهد والمعاينات الطبية تؤكد أنّ مهسا أميني لم تتعرض للضرب والإهانة"، كما كان أكّد المدير العام للطب الشرعي في العاصمة الإيرانية طهران، مهدي فروزش، عدم وجود آثار للضرب والجروح على رأس أميني ووجهها، متحدثاً عن "معلومات مضللة" أثيرت بشأنها.
كما أصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بياناً بشأن الأحداث التي جرت في البلاد، محذرةً "التنظيمات المعادية من محاولات العبث بالاستقرار"، وقالت إن "قوات الشرطة تعاملت، في أحداث الأيام الأخيرة، بصبر وتساهل، فتوهّم مثيرو الشغب والإرهابيون المرتزقة أنّ في استطاعتهم زعزعة أمن البلاد واستهداف اقتدار الشرطة".
تظاهرات حاشدة رافضة للشغب وداعمة للحكومة
كذلك، انطلقت، أمس الجمعة، تظاهرات حاشدة في طهران ومدن إيرانية، رافعةً شعارات داعمة للجمهورية الإسلامية، ورافضة لأعمال الشغب، التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوى الأمن والمدنيين.
وقال والد الشابة الإيرانية مهسا أميني إنّ تظاهرات الشغب في مدن إيرانية عقب وفاة ابنته "ليس لها علاقة" بالعائلة، و"لم تكن من أجلنا"، مشيراً إلى أنّه وعائلة مهسا "غير راضين عن هذه الأمور".
وقبل أيام، نشرت الشرطة الإيرانية مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة يوثّق اللحظات الأخيرة للشابة أميني في مركز الشرطة. وقالت شرطة طهران إنّ اللقطات تُثبت عدم تعرّض أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، لأي عنف أو إيذاء جسدي.
ويظهر المقطع الشابة الإيرانية داخل مركز "شرطة الأخلاق"، وبينما كانت أميني تقف في جوار مقعد، وتتحدث إلى امرأة أخرى، قبل أن تسقط أرضاً وتفارق الحياة.
الولايات المتحدة تدعم الاحتجاجات
وفي سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة الخميس الماضي عقوبات على "شرطة الأخلاق" في إيران واتهمتها بالإساءة إلى النساء واستخدام العنف ضدهن، وحملتها مسؤولية وفاة مهسا أميني، ووصفت الحادثة بأنها "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان".
بينما ردّت الخارجية الإيرانية بأنّ "الدول التي لديها تاريخ طويل في إثارة الحروب والتعامل بعنف على صعيد العالم، تفتقر إلى المشروعية لتقديم النصائح إلى الآخرين بشأن حقوق الإنسان"، مشيرةً إلى أنّ "الإدارة الأميركية، من خلال مواصلة سياسة الضغوط القصوى وممارسة الإرهاب الاقتصادي ضد إيران، تُعَدّ أكبر منتهكي حقوق الشعب الإيراني، ولا يمكن أن تُظهر نفسها على أنّها حزينة وداعمة له".
وأضاف كنعاني: "من المؤسف أنّ دولاً عدة تستغلّ حقوق الإنسان لتحقيق أهدافها السياسية ضد إيران، حكومةً وشعباً"، لافتاً إلى أنّ "ازدواجية المعايير من جانب الدول الغربية في التعامل مع جرائم حلفائها، ولا سيما ما يُمارَس ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، تعكس نفاق الغرب في التعامل مع حقوق الإنسان".