دول غربية تجري مشاورات بعد اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوغانسك
الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يجرون اجتماعات ومشاورات في أعقاب اعتراف روسيا بدونيتسك ولوغانسك.
في أعقاب اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني استمرت لنحو لـ 35 دقيقة ،من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، ويواصل في الوقت نفسه، اجتماعاته مع فريقه للأمن القومي لبحث تطورات الأزمة في أوكرانيا.
وأشار البيت الأبيض، إلى أن بايدن سيصدر قريباً أمراً رئاسياً من شأنه منع أي استثمار جديد أو الاتجار وتمويل من قبل مواطنيين أميركيين إلى ومن وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا.
وسيوفر هذا القرار الرئاسي الصلاحية لفرض عقوبات على أي فرد عازم على العمل في تلك المناطق من أوكرانيا، وستقدم وزارتا الخارجية والخزانة تفاصيل أكثر قريباً،وفق بيان البيت الأبيض.
وقال البيت الأبيض إنه "ستعلن واشنطن عن إجراءات إضافية تتعلق بالانتهاك السافر اليوم لالتزامات روسيا الدولية، وستكون هذه الإجراءات منفصلة عن الإجراءات الاقتصادية السريعة والقاسية التي كنا نعدها بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في حالة غزو روسيا لأوكرانيا".
وجاء في بيان للبيت الأبيض: "توقعنا خطوة من هذا القبيل من روسيا، ومستعدون للرد الفوري. الرئيس بايدن سيصدر قريباً أمراً تنفيذياً يحظر الاستثمار والتجارة والتمويل مع مناطق دونيتسك ولوغانسك".
وأشار إلى "مواصلة التشاور عن كثب مع الحلفاء والشركاء، بما في ذلك أوكرانيا، بشأن الخطوات التالية وبشأن التصعيد الروسي المستمر على طول الحدود مع أوكرانيا".
بالتزامن، أدان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان قرار بوتين، وقال إن ذلك "يمثل هذا القرار رفضاً تاماً لالتزامات روسيا بموجب اتفاقيات مينسك، ويتعارض بشكل مباشر مع التزام روسيا المزعوم بالدبلوماسية، وهو هجوم واضح على سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية"، وفق تعبيره.
وأضاف: "يقع على عاتق الدول التزام بعدم الاعتراف بدولة جديدة تم إنشاؤها من خلال التهديد أو استخدام القوة، فضلاً عن الالتزام بعدم الاخلال بحدود دولة أخرى"، معتبراً قرار روسيا "هو مثال آخر على عدم احترام الرئيس بوتين الصارخ للقانون والأعراف الدولية".
وتابع بلينكن أن "القرار الرئاسي لا يستهدف شعب أوكرانيا أو الحكومة الأوكرانية وسيسمح للأنشطة الإنسانية وغيرها من الأنشطة ذات الصلة بالاستمرار في هذه المناطق"، مؤكداً أن "دعم واشنطن لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية وكذلك لحكومة وشعب أوكرانيا لا يتزعزع،ونقف مع شركائنا الأوكرانيين في إدانة إعلان الرئيس بوتين بشدة".
من جهته، بحث رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي مع نظيره الأوكراني الأوضاع الأمنية في أوروبا الشرقية، وقال إن " واشنطن تجدد الدعم الأميركي الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".
واعترف بوتين، اليوم الإثنين، بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك "بصورة فورية"، وذلك في خطابٍ تلفزيونيٍّ وجَّهه إلى الشعب الروسي، وذلك بعد تصويت مجلس النواب الروسي (الدوما)، الثلاثاء الماضي، لصالح الاعتراف بالجمهوريتين.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، إن اعتراف روسيا باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك"، يعني خروج موسكو من اتفاقية "مينسك".
الإليزيه: ماكرون يستدعي مجلس الدفاع للانعقاد
وفي السياق عينه، أدان ماكرون اعتراف موسكو بـ "الانفصاليين الأوكرانيين"، وفق تعبيره، وطالب بـ"عقوبات أوروبية محددة الأهداف".
وقال "الإليزيه"، إن الرئيس إيمانويل ماكرون استدعى مجلس الدفاع للانعقاد هذه الليلة من أجل مناقشة الوضع في أوكرانيا، كما أجرى الرئيس العديد من الاتصالات خلال هذه الليلة بشأن هذه الأزمة.
وذكرت إذاعة فرنسا "فرانس أنفو" ماكرون تباحث بشكل متتالي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، والمستشار الألماني أولاف شولتس، مرتين، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، كما لا تزال اتصالات أخرى متوقعة هذه الليلة.
وكان ماكرون والمستشار الألماني أعربا عن خيبة أملهما من اعتراف روسيا بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وأعربا وفي الوقت نفسه عن استعدادهما لمواصلة الاتصالات.
بريطانيا: ننسق الرد على خطوة روسيا مع حلفائنا
بدورها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن "الخطوة الروسية الأخيرة، تظهر أن موسكو اختارت طريق المواجهة، على طريق الحوار".
وأضافت: "سننسق الرد مع حلفائنا، ولن نسمح لانتهاكات روسيا، لالتزاماتها الدولية أن تمرّ دون عقاب"، مؤكدةً أن "لندن ستعلن غدا عن عقوبات جديدة ضد روسيا".
والصراع في دونباس بين الحكومة الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك مستمر منذ عام 2014، وجرت مفاوضات ضمن اتفاقيات مينسك، المخصصة لإيجاد حل سياسي للصراع، من قبل قادة مجموعة نورماندي في شباط/ فبراير 2015.
ومع ذلك، لم يُلتزم بالاتفاق حتى الآن وتستمر الاشتباكات في أوقات متفرقة، وصرحت موسكو مراراً أن "كييف لا تلتزم باتفاقيات مينسك وتؤخر المفاوضات لحل النزاع".