دوغين بعد هجوم القرم: عداء أوكرانيا لن يتغير.. ويجب إعلان"حالة الحرب"
دوغين أكّد أنّ الروس "يتعاملون مع عدو مجنون وعدواني للغاية، ولديه الغرب خلفه، ولا يوجد علاج لذلك"، معتبراً أنّه "من الضروري وضع حدّ لمحاكاة الحياة السلمية في روسيا، وتأجيل الانتخابات، والانتقال إلى التعبئة الفعلية".
أكّد المفكر والفيلسوف الروسي، المقرب من دوائر القرار السياسي، ألكسندر دوغين، أنّ روسيا اليوم هي "في حالة حرب شرسة مع عام 1991، مع ميخائيل غورباتشوف ومع بوريس يلتسين، ومع المناهضين لموسكو الموجودين داخل روسيا نفسها"، وذلك عقب استهداف جسر القرم مجدداً من قبل أوكرانيا.
وفي مقال في موقع "جيوبوليتيكا"، بعنوان "جسر القرم ومصير روسيا"، أشار دوغين إلى أنّه "فيما يتعلق بسلوكيات العدو الأوكراني، فيبدو أنها لن تتغير".
وأوضح دوغين أنّ أوكرانيا "بدأت بقصف دونيتسك في عام 2014، ولم تتوقف يوماً واحداً، كما هاجمت أراضي المناطق الروسية القديمة في بيلغورود وكورسك وبريانسك واستمرت في ذلك، وقامت بقتل الروس عبر هجمات إرهابية مراراً وتكراراً، ومؤخراً، هاجمت المنشآت النووية بشكل متكرر كذلك".
واعتبر دوغين أنّ "الأمر نفسه ينطبق على جسر القرم". وأضاف: "ما دام أوكرانيا موجودة، مع هذا العدد الهائل من السكان وهذا النظام المجنون، فمن الحماقة وغير المسؤولية الاعتقاد بأنّ أيّ شيء في سلوكها سيتغير".
ويعتقد المفكر الروسي، في مقاله، أنّه "من الضروري وضع حدّ لمحاكاة الحياة السلمية في روسيا، وتأجيل الانتخابات، والانتقال إلى التعبئة الفعلية"، معللاً بأنّ الشعب الروسي "انتخب بوتين بالفعل، ومن الواضح أننا لن ننتخب أي شخص آخر".
كذلك، أكد دوغين أنّ الروس "يتعاملون مع عدو مجنون وعدواني للغاية، ولديه الغرب خلفه، ولا يوجد علاج لذلك".
كما شدد الفيلسوف الروسي على ضرورة "أن نتطرق إلى الأسباب بشأن ما يحصل الآن مع روسيا في الداخل والخارج، لا سيما بمن أعدّ ونفّذ انهيار الاتحاد السوفياتي، ومن صفق له ومن استغله"، مؤكداً أنّهم "كلهم مسؤولون عن الكارثة التي وجدنا أنفسنا فيها".
اقرأ أيضاً: القوات الروسية تنفذ ضربات ضخمة في أوديسا رداً على عملية جسر القرم
وأوضح في مقاله أنّ "النخبة الروسية الحالية تشكلت في التسعينيات، وهي تتألف من مجرمين تاريخيين"، معتبراً أنّ "الليبرالية جريمة ضد روسيا".
وأشار دوغين إلى أنّ "بوتين بدأ في تغيير هذا، ولكن لمدة 23 عاماً، فرّ 5% من الليبراليين من روسيا، و 1 بالمليون عوقبوا أو طردوا قسراً، بينما قام 15% بتغيير أفكارهم إلى وطنية، بصدق أو بدافع الضرورة، فيما بقية المتواطئين الليبراليين لا يزالون موجودين في أماكنهم، وهم يعرقلون بكل قوتهم عملية انتقال البلاد إلى تقوية الجيش والإصلاحات الوطنية وولادة الحضارة من جديد".
وتابع دوغين معتبراً أنّ "هذه النخبة السياسية التي تشكل تيار "ضد-روسيا"، أو معارضة روسيا في الداخل، تعود جذورها إلى العام 1991، مع يلتسين وغورباتشوف"، واصفاً إياهما "بالملعونين منذ فترة طويلة من قبل الشعب الروسي والتاريخ".
ولكنه لفت إلى أنّ "النخبة الروسية الحالية لم تلعنهما بعد"، لأنّ "البيريسترويكا وإصلاحات التسعينيات، والتي يعدّها الشعب والتاريخ خيانة وكارثة، شكلت "العصر الذهبي وبداية قصة النجاح الشخصي لهؤلاء النخبة".
وختم دوغين بالقول إنّ روسيا الآن "من دون هذا التيار النخبوي المعارض لموسكو في روسيا، يمكن معالجة قضية العداء لروسيا في أوكرانيا، ودول ما بعد الاتحاد السوفياتي الأخرى".