دبلوماسي أوروبي: انتهينا من صياغة 70 إلى 80% من نص الاتفاق النووي

دبلوماسيون أوروبيون يقولون إن القوى الأوروبية ما زالت تنتظر تأكيداً من أنها ستتمكن من استئناف المحادثات النووية من حيث توقفت، ويشيرون إلى أنه تم الانتهاء من صياغة 70 إلى 80% من نص الاتفاق النووي.

  • الجلسة الأولى من الجولة السابعة من مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي (29 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) - رويترز.
    الجلسة الأولى من الجولة السابعة من مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي (29 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) - رويترز.

أفاد دبلوماسيون أوروبيون كبار لوكالة رويترز، اليوم الثلاثاء، بأن القوى الأوروبية ما زالت تنتظر تأكيداً أنها ستتمكن من استئناف المحادثات النووية مع إيران من حيث توقفت في حزيران/ يونيو.

وأضاف هؤلاء إنهم "يتوقعون الآن بدء العمل مع إيران بعد استئناف المحادثات أمس الإثنين، وإنه تم حتى الآن الانتهاء من صياغة 70 إلى 80 بالمئة من نص اتفاق في المحادثات".

وذكر الدبلوماسيون أن "هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى نتائج، لكنهم لا يريدون فرض مواعيد نهائية مصطنعة"، محذرين من أنه "إذا لم يظهر الإيرانيونر أنهم ملتزمون جدّيًّا بهذا العمل، فستكون هناك مشكلة".

وشددوا على أن "الساعات الـ48 المقبلة ستكون بالغة الأهمية"، معربين عن أملهم في أن تكون لديهم "بحلول نهاية الأسبوع صورة أوضح، واحتمال توقف المفاوضات في حال غياب التقدم".

وتابعوا: "حان الوقت لإعادة النظر في النهج الدبلوماسي، لكننا لسنا في هذه المرحلة بعد".

وفي السياق، قال موفد الميادين إلى فيينا إنه "لا جديد في مسألة التوصل إلى 70 - 80% من صياغة نص الاتفاق مع إيران". 

وأضاف أن "مسألة أجهزة الطرد المركزي والتعديلات سيتم بحثها في جلسات الغد"، مشيراً إلى أن "اجتماعات اليوم تركزت على مسألة رفع العقوبات عن إيران والضمانات الأميركية".

ونقل موفد الميادين عن مصادر أوروبية قولها إن "التوصل إلى استنتاجات حول رفع العقوبات سيأخذ وقتاً".

وعاد أطراف محادثات فيينا إلى الاجتماع اليوم الثلاثاء بعد الجلسة الأولى من الجولة السابعة التي انتهت أمس الإثنين باتفاق على برنامج عمل، وتحديد مواعيد لجلستين؛ الأولى لرفع العقوبات، والثانية لتطورات البرنامج النووي، وفقاً للمنسق الأوروبي أنريكي مورا.

وقال التلفزيون الإيراني، اليوم الثلاثاء، إن مفاوضات اليوم الثاني للجولة الحالية من المفاوضات حول الاتفاق النووي انتهت، مشيرة لمناقشة مسألة رفع العقوبات على إيران.

وأشار التلفزيون الإيراني إلى "انتهاء اليوم الثاني من محادثات فيينا بمشاركة مجموعات العمل لأطراف الاتفاق النووي، وناقش المشاركون موضوع إلغاء العقوبات والمضي قدماً بالمحادثات".

وكان المبعوث الروسي والمنسّق الأوروبي، ميخائيل أوليانوف، تحدّث من جهته عن أجواء إيجابية في نهاية اليوم الأول من المفاوضات النووية في فيينا بين إيران والـ"4+1"، وقال إنّ "اجتماع اليوم من مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران كان ناجحاً إلى حدٍّ بعيدٍ".

من جهته، علّق البيت الأبيض على ما يجري في فيننا، وقالت المتحدثة باسمه، جين ساكي، إنّ هدف بلادها هو "عودة إيران إلى الالتزام الكامل بشأن الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما".

في المقابل، رأت إيران أنه لن يكون هناك أيّ محادثات ثنائية مع الطرف الأميركي. وأكّدت على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، أن "على أميركا والدول الأوروبية أن تدرك أنّ المحادثات ليست نافذة مفتوحة إلى الأبد". 

بالتزامن، تصدرت الأحداث في فيينا تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يوفّروا فرصة للتحريض ضد إيران. وفي هذا الصدد، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، أمس الإثنين، الدول المشاركة في مفاوضات فيينا إلى عدم رفع العقوبات المفروضة على إيران.

وذكرت قناة "i24 news" الإسرائيلية، أنّ بينيت قال في تصريحاتٍ صحافية، إنّ "إيران تصل إلى المفاوضات في فيينا مع هدف واضح هو رفع العقوبات، مقابل لا شيء تقريباً".

من جانبه، تطرّق وزير الخارجية، يائير لابيد، إلى أنّ المباحثات النووية مع رئيس حكومة بريطانيا، بوريس جونسون، في لندن، قائلاً: "صداقتنا مع بريطانيا ستنعكس في الأشهر المقبلة من خلال إصرارنا المشترك على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، بأي ثمن".

من ناحيته، تطرّق وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى الموضوع النووي الإيراني، وقال إنّه بموجب معلومات استخبارية جمعتها "إسرائيل" فإنّ "إيران تسعى بشكلٍ مستمر على السلاح النووي لذلك فإنها تنتهك الاتفاق الذي هو حيز التنفيذ مع الدول الأوروبية".

بدوره، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، ران كوخاف، "الاستعداد لكل الخيارات وقد حفّزنا الاستعدادات في المسألة" على حد تعبيره.

ولفت كوخاف خلال مقابلة مع قناة "كان" الإسرائيلية، إلى أنّ "المسألة العسكرية والعملانية هي في رأس اهتماماتنا، بهدف منع تمركز إيراني في الساحة الشمالية ولمنع إيران أيضاً من التحوّل إلى دولة تصل إلى العتبة النووي".

يشار إلى أنه أبرمت إيران وستّ قوى دولية عام 2015، اتفاقاً بشأن برنامجها النووي، أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وبعد عام، بدأت إيران بالتراجع تدريجياً عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

وأبدى جو بايدن الذي خلف ترامب كرئيس للولايات المتحدة في مطلع 2021، استعداده لإعادة بلاده الى الاتفاق، بشرط عودة إيران لالتزاماتها. وخاضت الأطراف المعنية، وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن، مباحثات في فيينا إحياء الاتفاق اعتباراً من نيسان/أبريل، لكنّها توقفت في حزيران/يونيو مع وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة في إيران.

 

اخترنا لك