خطة إندونيسيا للسلام في أوكرانيا.. "رسالة جريئة لواشنطن"
"Responsible Statecraft"، يقول إنّ خطة السلام الإندونيسية لأوكرانيا، قوبلت بالازدراء والسخرية في أوروبا، ويشير إلى أنّ جاكرتا تريد التأكد من تضمينها في أي محادثة حول تشكيل النظام العالمي المستقبلي.
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي، اليوم الاثنين، أنّ خطة السلام الإندونيسية لأوكرانيا، التي قدّمها وزير دفاعها، برابوو سوبيانتو، في حوار شانغريلا في سنغافورة، السبت، قوبلت بالازدراء والسخرية في أوروبا.
وأورد الموقع أنه "لم يكن هناك رد فعل رسمي من واشنطن، ولكن من المرجح أن يكون سلبياً"، مضيفاً أنه "يبدو أن أعضاء المجتمع الأطلسي، بشكل عام، لا يمكنهم التخلي عن فكرة وجوب طرد المعتدي تماماً قبل إجراء أي محادثات سلام بشكل جدي".
وأشار الموقع إلى أنّ "هذه ليست الطريقة التي يراها جنوب شرق آسيا، وجزء كبير من جنوب الكرة الأرضية".
وبحسب ما تابع، ففي حين أنّ معظم دول "الآسيان" قد أدانت بوضوح حرب روسيا مع أوكرانيا في الأمم المتحدة وتفضّل انسحاب موسكو، "إلا أنها لا تعتقد أنّ وظيفتها هي القيام بذلك بشكلٍ ملائم".
وأضاف إن هذه الدول "تعرف جيداً كيف تؤثر الحرب المطولة في أوروبا على شعوبها من خلال التضخّم، واضطرابات سلسلة التوريد، واستقطاب عالمي أعمق يجعل من الصعب تحقيق حلول للتحديات المشتركة في العالم"، مشيراً إلى أنّ "خطر التصعيد، في أسوأ الحالات، يمكن أن يؤدي إلى نتائج أكثر فظاعة".
ووفق الموقع، فإنّ تفاصيل خطة جاكرتا، هي وقف إطلاق النار السريع، وإنشاء منطقة عازلة، واستفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنّ إندونيسيا تعرف جيداً أنه من غير المرجح أن"يتمتع اقتراحها بالكثير من الحياة، بالنظر إلى الحالة المزاجية السائدة داخل مجتمع المحيط الأطلسي".
كذلك، أوضح الموقع أنّ أهمية خطاب وزير الدفاع الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، "لا تتعلق بالأفعال والحلول التي قد تنبع منها على الأرض، فالكلام في حد ذاته هو الفعل، وله قيمة الطعن في ادعاء وجهة نظر واحدة صحيحة أخلاقياً لحرب أوكرانيا - وهي وجهة نظر واشنطن وحلفائها المقرّبين".
وأردف الموقع الأميركي أنه "إلى جانب وجهة النظر المقبولة عموماً، بأنّ الحرب كانت انتهاكاً للسيادة والسلامة الإقليمية وأنه لا ينبغي استخدام الأسلحة النووية في الصراع، لا يوجد إجماع حول كيفية مقايضة السلام والعدالة في إنهاء هذه الحرب".
ولفت إلى أنّ "الكثير من دول الجنوب تعتقد أنّ السعي لتحقيق العدالة الكاملة، عندما يصبح غير عملي بشكلٍ متزايد ومكلف للغاية، قد لا يؤدي في النهاية إلى تحقيق السلام أو العدالة"، موضحاً أنه "يبدو أنّ سوبيانتو يشير إلى ذلك عندما تحدّث عن الفظائع التي مرت بها المنطقة قبل نهاية الحرب الباردة".
ويضيف: "صعود الآسيان ساهم بقوة في ازدهارها واستقرارها الحاليّين".
ووفق الموقع، تحمل حركة إندونيسيا "الجريئة"، رسالة أخرى لواشنطن: "نحن هنا ولن نذهب بعيداً"، مضيفاً أنه على الرغم من أنّ جاكرتا "صديقة ومحبة" للولايات المتحدة، فإنها مع ذلك "تجرؤ على الإيحاء"، مثل البرازيل والهند، وتؤكد بأنّ القوى الوسطى مثلها في الجنوب العالمي، لها مصلحة في النظام العالمي، "ولن تخجل من تأكيد صوتها للمشاركة فيه وتشكيل المحادثة".
وأشار إلى أنّ هذه الدول "على حق"، مؤكداً أنّ قوة الولايات المتحدة في تشكيل النظام العالمي المستقبلي بمفردها، أو حتى بالاشتراك مع أقرب حلفائها، تتضاءل أكثر فأكثر.
وبحسب ما تابع الموقع، "يتطلب النهج الموجّه نحو الحلول، بدلاً من النهج الأخلاقي، روحاً من التسوية الصارمة التي ستحتاج دول الجنوب العالمي إلى تضمينها في قلب محادثتها، وينبغي النظر إلى اقتراح إندونيسيا في ضوء ذلك".