حصار وقصف عشوائي وتدمير للمنظومة الصحية.. الاحتلال يواصل جرائمه شمالي غزة
لليوم الخامس عشر على التوالي، تواصل قوات الاحتلال قصفها، جواً وبراً وبحراً، لشمالي قطاع غزة، وتمنع إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود، وتدمر المنازل، وتفجر مربّعات سكنية كاملة.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس عشر على التوالي، حصار شمالي قطاع غزّة وتجويعه، ولاسيما مخيم جباليا، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، إنّ قوات الاحتلال لا تزال تحاصر وتُجوّع وترتكب المجازر بحق المدنيين في شمالي القطاع، إذ يعيش مخيم جباليا ظروفاً إنسانية صعبةً للغاية، نتيجة منع دخول المساعدات الإنسانية.
وأضاف أنّه ارتقى أكثر من 400 شهيد بينهم أطفال ونساء وكبار في السن ومئات الجرحى منذ 15 يوماً، مضيفاً أنّه "يصعب على طواقم الدفاع المدني الوصول إلى أماكن القصف".
وأشار إلى أنّ "قطع الاتصالات والإنترنت عن بعض المناطق في مخيم جباليا يؤّثر في عدم قدرة المواطنين من التواصل مع طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية".
وقال إنّه ارتقى وجُرح نحو 33 فلسطينياً نتيجة قصف إسرائيلي لمنازل تعود إلى عائلات الحواجري ونصار وأبو العيش، في مخيم جباليا.
وارتقى 4 شهداء وعدد من الجرحى، نتيجة قصف إسرائيلي لمنزل يعود إلى عائلة الصعيدي، في مخيم جباليا، واستُشهد شخص وأصيبت مجموعة من المواطنين في قصفٍ إسرائيلي استهدف منطقة التوبة في مخيم جباليا.
وأيضاً، ارتقى 5 شهداء نتيجة قصف إسرائيلي على منزل يعود إلى عائلة عبد العال، في حي العلمي في مخيم جباليا. كما استُشهد شخص نتيجة قصف إسرائيلي لساحة مستشفى كمال عدوان.
"مسيّرة إسرائيلية تستهدف طفلًا بالرصاص الحي في أحد شوارع غزة."#الميادين #فلسطين pic.twitter.com/jQngXfxp1f
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 19, 2024
عدوان ممنهج يستهدف المستشفيات
وخلال عدوانه الممنهج على الطواقم الطبية، قصفت مدفعية الاحتلال أجزاءً من المستشفى الإندونيسي، وحاصرت الطواقم الطبية والمرضى الموحودين داخل المستشفى، الأمر الذي أدّى إلى استشهد اثنين من المرضى، ظهر اليوم، في قسم العناية المركزة، نتيجة حصاره من جانب الاحتلال، وانقطاع التيار الكهربائي، والنقص الكبير في الإمدادات الطبية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة إنّ "العشرات من جثث الشهداء لا تزال منتشرة في شوارع جباليا، بفعل القصف الإسرائيلي المستمر".
وبشأن الحصار وتجويع المدنيين في شمالي القطاع، قال بصل إنّ "آلاف الفلسطينيين في جباليا ينامون بلا طعامٍ ولا شراب نتيجة الحصار المشدد على المخيم".
من جانبه، أفاد مسؤول في وزارة الصحة في قطاع غزّة بأنّهم لا يستطيعون إحصاء أعداد الشهداء في شمالي القطاع، فـ"الأرقام مفزعة وما نعلنه هو (عدد) الذين نتمكن من انتشالهم"، مؤكداً خروج المستشفيات الثلاثة في الشمال عن الخدمة بعد استهدافها من قوات الاحتلال".
وأكد المسؤول الصحي أنّ الوضع الحالي في شمالي غزة أقسى من الأيام الأولى للحرب، قائلاّ إنّ "استغاثات تصلنا بشأن تنفيذ الاحتلال عمليات إعدام لمدنيين اعتقلهم شمالي القطاع".
لا استجابة من الاحتلال
وفي تصريحاتٍ أخرى صادرة عن الدفاع المدني في قطاع غزّة، أكّد الدفاع المدني أنّه "لا يزال يتلقى عشرات نداءات الاستغاثة من مواطنين مصابين محاصرين تحت أنقاض منازلهم، بعد أن استهدفها الاحتلال الإسرائيلي، وهم موجودون في داخلها".
وأعلن الدفاع المدني أنّه تواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لإجراء التنسيقات الإنسانية اللازمة للتدخل وإخراج الفلسطينيين المحاصرين، إلا أنّه، حتى اللحظة، لم يستجِب الاحتلال الاسرائيلي لطلبات التنسيق، الأمر الذي أدّى إلى فقدان عدد من الفلسطينيين حياتهم وهو ما يخالف الاتفاقيات الدولية التى تلزم كل الأطراف بإنقاذ المصابين وتقديم الرعاية اللازمة إليهم، وانتشال جثامين الشهداء وإكرامهم ودفنهم في أماكن ملائمة.
الدفاع المدني في غزة: عدم وجود بعثات دائمة للمؤسسات الدولية في منطقة شمال غزة يزيد معاناة المواطنين#فلسطين_المحتلة #غزة pic.twitter.com/olF0Jljtdp
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 19, 2024
ولفتت التصريحات إلى أنّه لا يوجد حضور دائم للبعثات والمؤسسات الدولية في منطقة شمالي غزة، الأمر الذي يزيد في معاناة الفلسطينيين ويهدد حياتهم مع استمرار حرب الإبادة بحقهم وسياسة التجويع والتشريد التي ينتهجها "جيش" الاحتلال، في ظل رفضه وجود بعثات دولية في مناطق شمالي القطاع وتقييد تنقلهم في القطاع.
الاحتلال يستهدف مستشفيات القطاع
بدوره، أكد المدير العام للمستشفيات في وزارة الصحة في قطاع غزّة، محمد زقوت، أنّ "الاحتلال يهاجم مستشفيات شمالي القطاع بصورة مُتكررة، وتمنع وصول الدواء والغذاء والوقود إليها".
وشدد على أنّ الاحتلال "يتعمّد قصف المستشفيات خلال عدوانه على شمالي القطاع، الأمر الذي يفاقم الوضع الإنساني"، معلناً أنّ مستشفيات متعدّدة في شمالي القطاع تعرّضت للاستهداف والقصف من جانب الاحتلال، وهي: المستشفى الإندونيسي، مستشفى كمال عدوان، ومستشفى العودة.
ودعا زقوت إلى "وقف العدوان على الأهالي شمالي القطاع وتوفير الحماية اللازمة للمستشفيات والكوادر الطبية"، وطلب إلى المؤسسات الدولية الضغط على الاحتلال والعمل على تأمين الأدوية والغذاء والوقود لمستشفيات الشمال.
الاحتلال يُحاصر المستشفى الإندونيسي
واليوم السبت، توغلت الدبابات الإسرائيلية شمالي قطاع غزة، وصولاً إلى بوابة المستشفى الإندونيسي، وحاصرت المستشفى وهدمت جزءاً من أسواره، وفق مصادر طبية.
وأفادت السلطات الصحية في غزة بأن "الجيش" الإسرائيلي قصف المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، وشدد الحصار عليه، الأمر الذي أدّى إلى إصابة أكثر من 40 فلسطينياً.
وقال مدير المستشفى مروان سلطان إنّ الدبابات الإسرائيلية تقصف المستشفى، وتحاصر المبنى بالكامل، وقطعت التيار الكهربائي عنه، واستهدفت الطبقتين الثانية والثالثة بقذائف مدفعية، مؤكداً أنّ "هناك مخاطر شديدة تحيط بالطواقم الطبية والمرضى".
"مستشفى الإندونيسي، شمال قطاع #غزة، تعرض إلى قصف مدفعي من دبابات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى خروجه من الخدمة"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 19, 2024
مراسل #الميادين محمود العوضية #فلسطين_المحتلة #طوفان_الاقصى @MahmoudAwadia pic.twitter.com/N7a4STX4Su
وكان المستشفى الإندونيسي تعرّض لحصارٍ مماثل في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بحيث استهدفته قوات الاحتلال حينها بالقصف المباشر، واقتحمته وقتلت واعتقلت عدداً من الجرحى.
عدوان الاحتلال ومجازره تؤكد مخطط الاحتلال الساعي للتهجير
وقالت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، إنّ تجدّد عدوان الاحتلال على "مدرسة أبو حسين"، التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة، بالقصف المدفعي العشوائي، بعد يومين من ارتكابه مجزرة فيها، إضافة إلى قصفه مدرسة أخرى، غربي مدينة غزة، واستشهاد عدد من النازحين، هو تأكيدٌ لـ"مخطط الاحتلال الساعي لتهجير الشعب الفلسطيني عبر القتل وارتكاب المجازر المروّعة".
ولفتت حماس، في تصريحها، إلى أنّ "وعي الشعب الفلسطيني أهداف المؤامرات الصهيونية، التي تجري بغطاء من الإدارة الأميركية، سيُفشل تلك المخططات الخبيثة، كما أفشل مثيلاتها عبر عام من الصمود والمقاومة".
ودعت حماس الدول العربية والإسلامية إلى "تحمّل مسؤولياتها التاريخية في دعم صمود الشعب الفلسطيني، ووقف حرب الإبادة الصهيونية التي سيكون لها تداعيات خطيرة تهدّد سلم المنطقة وأمنها الإقليمي".
الاحتلال يتبع سياسة التضليل الإعلامي بشأن المساعدات
وبشأن التضليل الإعلامي الإسرائيلي المتعلق بدخول المساعدات لشمالي القطاع، قالت حماس، في بيانٍ وجهته إلى مسؤولي المؤسسات الإعلامية العربية والدولية، إنّ الاحتلال يواصل سياسة التضليل الإعلامي بشأن دخول المساعدات شماليّ قطاع غزَّة، عبر نشر أخبار وتقارير كاذبة ولا أساس لها من الصحّة، تُوهم بوصول المساعدات إلى كل مناطق قطاع غزّة.
وأوضحت أنّ "الحقيقة هي أنّ مساعدات قليلة ومحدودة جداً تدخل منطقة مدينة غزّة فقط، وهي كذلك منطقة منكوبة وفي حاجة إلى مساعدات. وعليه، فإنَّنا نؤكّد مجدّداً أنّ لا مساعدات دخلت محافظة شمالي غزّة، منذ أكثر من أسبوعين، وخصوصاً جباليا البلد والمخيم وما حولهما من تجمّعات سكانية".
ودعت الوسائل الإعلامية العربية والدّولية إلى ضرورة "كشف هذا التضليل الإعلامي الصهيوني ودعايته الكاذبة بشأن دخول المساعدات لقطاع غزّة".
يأتي ذلك بينما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 42,519 شهيداً و99,637 إصابة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مع العلم بأنّ هذه الحصيلة غير نهائية، بسبب وجود أعداد من الشهداء تحت الركام وفي الطرقات، مع عدم تمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.