جولة مفاوضات جديدة بشأن سد النهضة في إثيوبيا
جولة جديدة من المفاوضات بشأن "سد النهضة" تنطلق في أديس أبابا، ومصر تؤكد "أهمية حشد الجهود"، من أجل التوصل إلى الاتفاق المطلوب في المدة الزمنية المقرَّرة.
انطلقت جولة جديدة من مفاوضات "سد النهضة"، بحضور الوزراء المعنيين من مصر والسودان وإثيوبيا، ووفود التفاوض من الدول الثلاث، صباح اليوم السبت، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقال وزير الري المصري، هاني سويلم، في بيان نقلته الحكومة المصرية، عبر صفحتها في "فيسبوك"، إنّ "مصر تستمر في التعامل مع المفاوضات (...) بهدف التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن، يراعي مصالحها الوطنية ويحمي أمنها المائي واستخداماتها الحالية".
وأكد سويلم أنّ استمرار إثيوبيا في عملية ملء "سد النهضة"، في ظل غياب الاتفاق اللازم، يُعدُّ "انتهاكاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015"، معتبراً أنّ استمرار مثل هذه التصرفات الأحادية المخالفة للقانون الدولي، "يلقي بظلال غير إيجابية على العملية التفاوضية الراهنة ويهدّد بتقويضها".
وشدّد الوزير المصري على "أهمية حشد الجهود"، بهدف التوصل إلى الاتفاق المطلوب في المدة الزمنية المقرَّرة (حتى نهاية العام)، لا سيما مع الأخذ في الاعتبار وجود العديد من الحلول الفنية والقانونية التي تتيح إبرام اتفاق قانوني ملزم على قواعد ملء "سد النهضة" وتشغيله، بما يراعي مصالح الدول الثلاث".
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن عن الملء الرابع والأخير لـ"سد النهضة" الإثيوبي، في 10 أيلول/سبتمبر الحالي، وهي الخطوة التي وصفتها وزارة الخارجية المصرية بأنّها "استمرار في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015".
وقالت الخارجية المصرية حينها إنّ "اتخاذ إثيوبيا مثل تلك الإجراءات الأحادية يُعدُّ تجاهلًا لمصالح دولتَي المصب وحقوقهما وأمنهما المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي".
والشهر الماضي، استضافت مصر جولةً من محادثات "سد النهضة"، بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا، في وقت أكد رئيس وفد إثيوبيا المفاوض، سيلشي بيكلي، أنّ "هناك فوائد ستجنيها مصر والسودان من استكمال بناء سدّ النهضة الإثيوبي وتشغيله".
وحينها، أعلنت الحكومة المصرية أنّ جولة المفاوضات لم تشهد تغيّرات ملموسة في مواقف إثيوبيا، التي أكد رئيس وفدها المفاوض أنّ بلاده لن تتراجع عن حقوقها، وتتمسّك بموقفها الذي يرتكز على مبدأ "الاستغلال المتساوي والعادل".
يأتي ذلك بعد اتفاق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في تموز/يوليو الماضي، على استئناف المفاوضات، على هامش قمة دول جوار السودان، والتنسيق مع السودان.
وثَمَّة خلافٌ بين مصر وإثيوبيا منذ سنوات، بشأن بناء "سد النهضة"، إذ طلبت الخرطوم والقاهرة مراراً من أديس أبابا التوقّف عن ملء خزّان "سدّ النهضة"، إلى حين إبرام اتفاق ثلاثي ملزم بشأن طرق تشغيله باعتباره الأكبر في أفريقيا.