تقرير: فضيحة الفساد في أوكرانيا تثير مخاوف واشنطن بشأن دعم كييف

صحيفة "نيويورك تايمز" تتحدث عن فضائح الفساد في أوكرانيا، وتذكر أنها تثير مخاوف طويلة الأمد في الولايات المتحدة بشأن المساعدات إلى كييف.

  • تقرير: فضيحة الفساد في أوكرانيا تثير المخاوف لدى واشنطن بشأن دعم كييف
    الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيف)

تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، عن وجود خشية لدى الإدارة الأميركية من أن تكون المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا أكثر عرضة لخطر الاختلاس أو السرقة، وذلك بعد فضيحة الفساد في كييف.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير في وزارة الخارجية قوله إنّ الإطاحة بالعديد من المسؤولين الأوكرانيين هذا الأسبوع بعد اتهامات بالفساد "ترسل إشارة قوية للغاية".

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، راقب المسؤولون الأميركيون "بشيء من القلق تدفق مليارات الدولارات إلى البلاد، وهم يدركون جيداً تاريخ كييف في الفساد السياسي ويخشون من اختلاس المساعدات لتحقيق مكاسب شخصية"، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى أنّ الإطاحة بالعديد من كبار المسؤولين في الحكومة الأوكرانية بعد اتهامات بالفساد الحكومي، أدّت إلى إضفاء طابع عاجل على هذه المخاوف. وعلى الرغم من أنّ المسؤولين الأميركيين والأوروبيين يقولون إنه لا يوجد دليل على سرقة المساعدات لأوكرانيا، إلا أن شبهات الاحتيال بحد ذاتها ستهدد الدعم السياسي للمساعدة المستمرة في زمن الحرب ولجهود إعادة الإعمار بعد الحرب.

وأشارت إلى أنه "على الرغم من هذا الإنذار، أصرّ المسؤولون الأميركيون على أنّ الدراما تُظهر أنّ الرئيس فولوديمير زيلينسكي ملتزم بمكافحة الفساد".

وأدلت وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية الأميركية، فيكتوريا نولاند، بشهادتها يوم الخميس خلال جلسة استماع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول أوكرانيا.

وقالت: "لقد كنا واضحين للغاية في أننا بحاجة إلى رؤية خطوات مكافحة الفساد، للمضي قدماً".

وبحسب الصحيفة، كانت نولاند ترد على سؤال من السيناتور جيف ميركلي، الذي قال إنه "قلق" من أنّ الفساد في الحكومة الأوكرانية يمكن أن يكون" نوعاً من السرطان ينخر الدعم الذي يحتاجون إليه من الجميع في العالم".

وحلّت أوكرانيا عام 2021 في المرتبة 122 على "مؤشر الفساد" الذي يصنّف 180 دولة. وفي عام 2015، عندما كان بايدن نائباً للرئيس، ناشد البرلمان الأوكراني للقضاء على "السم المنتشر للمحسوبية والفساد والحكم الكليبتوقراطية".

وحتى قبل إقالات الحكومة الأوكرانية هذا الأسبوع، أعرب بعض الجمهوريين البارزين عن قلقهم بشأن احتمال إساءة استخدام المساعدات الأميركية، وفق الصحيفة.

وقال وزير الخارجية الأميركية السابق، مايك بومبيو، في ظهوره على قناة "فوكس نيوز" في تشرين الثاني/نوفمبر إنّ "على أميركا أن تضمن ألا تذهب الموارد لدعم حكومة أوكرانية فاسدة".

كما أشارت "نيويورك تايمز" إلى تزايد تشكك الجمهوريين الآخرين في المساعدات الأوكرانية، حيث يقول قادتهم في الكونغرس إنهم سيضعون مزيداً من التركيز على الرقابة والمساءلة.

وقبل أيام، أكّد المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية، باتريك رايدر، أنّ إجراءات زيلينسكي بشأن إقالة عدد من المسؤولين الأوكرانيين بسبب ارتباطهم بتهم فساد هي مسألة داخلية. 

وفي وقتٍ سابق، كشفت وسائل إعلام أوكرانية استقالة مجموعة من كبار المسؤولين الأوكرانيين، عقب فضيحة فساد، بعد كشف قيامهم بعمليات شراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ فيها.

يذكر أنّ الحكومة الأوكرانية، أقالت قبل أيام، فاسيل لوزينكيتش نائب وزير تنمية البلديات بشبهة تلقيه رشوة، وأعلنت وزارة الدفاع فتح تحقيق حول اتهامات بإبرام عقود بأسعار مبالغ فيها لمنتجات غذائية مخصّصة للعسكريين.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك