تقرير: عواقب جيوسياسية لانهيار محتمل في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية
تقرير أميركي يقول إنّ ما يحصل في "إسرائيل" له تداعيات عميقة على العلاقات الأميركية الإسرائيلية في المستقبل، مصحوبةً بعواقب جيوسياسية أوسع.
قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط والجغرافيا السياسية، هاجاي إم سيغال، إنّ التعديلات القضائية يمكن أن تؤدي إلى انهيار العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل".
وأشار سيغال في مقال نشره موقع "The National News"، إلى أنّه "يمكن تقدير الآثار بعيدة المدى لمحاولة" حكومة الاحتلال الإسرائيلية تعديل النظام القضائي بشكل أفضل "إذا أخذنا لحظة للنظر إلى الوراء".
ولفت إلى أنه في الواقع، يوضح "تاريخ إسرائيل الحديث مخاطر المسار الذي تسلكه حكومتها حالياً، والعواقب الدولية التي قد تطلقها هذه المخاطر عن غير قصد".
وأوضح المقال أنّ بعد التحدث مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي، قدم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعض التنازلات في المقترحات. لكن لا تزال هناك مخاوف من أن التعديلات ستستمر في النهاية، خاصةً بعد أن أقال نتنياهو يوآف غالانت من منصب وزير الأمن لتحدثه علانية ضد المقترحات.
ووفق الكاتب فإنّ "كل هذا سيكون له تداعيات عميقة على العلاقات الأميركية الإسرائيلية في المستقبل، مصحوبة بعواقب جيوسياسية أوسع - خاصةً مع تزايد الجدل الدولي حول "طبيعة احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية".
كما أشار الكاتب إلى أنّ "العديد من الإسرائيليين، بمن فيهم صانعو السياسة والجمهور، يعتقدون بسذاجة أن علاقة "إسرائيل" بالولايات المتحدة أمر واقع، وأن حكومتهم يمكن أن تتصرف مع الإفلات من العقاب، دون خوف من العقوبات الأميركية الموضوعية أو اللوم. لكن هذا تبسيط مفرط للواقع، كما يوحي التاريخ".
وتابع الكاتب قائلاً إنّ ديناميكية العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" تتدهور تدريجياً، وهي حقيقة "يتجاهلها اليمين الإسرائيلي الذي ظل في الحكومة طوال معظم السنوات 20 الماضية".
اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": "إسرائيل" أمام نزاع أيديولوجي - ثقافي داخلي عميق
تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"
ومنذ أيام، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أنّ العلاقات الأميركية - الإسرائيلية "تمرّ بأزمة متكاملة بعد أقل من 3 أشهر" من عودة بنيامين نتنياهو إلى مكتب رئاسة وزراء الاحتلال.
ولفت الموقع إلى أنّ الولايات المتحدة استدعت السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هيرتسوغ، من أجل الاحتجاج على قانون إسرائيلي تم تمريره، يقضي بـ"إلغاء قانون الانفصال في الضفة الغربية المحتلة، وهو القانون الذي يجيز العودة إلى المستوطنات وشرعنة البؤر الاستيطانية".
وفي السياق نفسه، تناول الكاتب ستيفن كوك، في صحيفة "فورين بوليسي"، العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" حالياً، مشيراً إلى أنها "لم تعد منطقية".
بدورها، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالاً للكاتب والمستشار السياسي، ألون بينكاس، تحدث فيه عن التذمر الأميركي من نتنياهو والإجراءات التي يتّبعها في "إسرائيل".
وأشار بينكاس، في مقاله، إلى أنّ "واشنطن سئمت من نتنياهو، وتصريحاتها ستتحول إلى أفعال".
وفي شهر شباط/فبراير الماضي، حذّر رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، من أنّ "إسرائيل" قد تخسر الولايات المتحدة بسبب إجراءات الحكومة الإسرائيلية والتعديلات القضائية.
وفي سياق تدهور العلاقات الأميركية - الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" أنّ مصدراً مقرَّباً إلى نتنياهو اتّهم واشنطن بتمويل الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية.
وأضاف الموقع أنّ "مسؤولاً حكومياً كبيراً سافر مع نتنياهو في رحلته الأخيرة إلى إيطاليا، قال إنّ الاحتجاجات الجماهيرية ضد التعديلات القضائية مُوِّلت جزئياً من جانب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن".