تقرير: بايدن أكثر خوفاً من الأوكرانيين أنفسهم بشأن التصعيد مع روسيا
التقرير في موقع "ذي أتلانتيك" أوضح أنّ قلق إدارة بايدن من التصعيد، الذي يَلُوح في الأفق في أوكرانيا، هو بسبب احتمال الاستخدام الروسي للسلاح النووي.
تجدّث تقرير في موقع "ذي أتلانتيك" الأميركي، بعنوان "بايدن أكثر خوفاً من الأوكرانيين أنفسهم"، عن الفارق بين الوعود التي لطالما قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أوكرانيا بشأن مساندتها "مهما تطلب الأمر، ومهما طال الزمن"، وبين الواقع، الذي يفرض اتخاذ قرارات أكثر هدوءاً وعقلانية، بسبب القلق من التصعيد، الأمر الذي قد يُطيل أمد الحرب.
وفي حديث إلى الموقع، رفض وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، القلق من أن المساعدات الكبيرة لأوكرانيا قد تثير روسيا، وربما تؤدي إلى توسيع الحرب لتشمل دول الناتو، أو حتى تقود إلى تجاوز العتبة النووية، قائلاً إنّ "الكلام على التصعيد هو كلام يسعى لإيجاد العذر".
وقال بايدن، مراراً وبصورة علنية، إنّ "الولايات المتحدة ستوفّر لأوكرانيا كل ما يتطلبه الأمر، ما دام الأمر يستدعي ذلك"، لكن سياسة إدارته كانت أكثر تردداً مما توحي فيه إعلاناتها الجريئة، بحسب التقرير.
اقرأ أيضاً: تقرير: آلاف المرتزقة الأميركيين يشاركون في القتال في أوكرانيا
وأكّد الموقع أنّ "الإعلان، على نطاق واسع، أنّ واشنطن ستمنح أوكرانيا ما تحتاج إليه إلى ما لا نهاية، هو جزء من نمط السخاء الخطابي الرئاسي، وجزء من التزام القوات الأميركية القتال في عدة مناطق، من دون توفير الميزانية العسكرية لإنتاج جيش منتصر في الحرب لتلك المعركة، أو تصميم استراتيجية للأمن القومي تلتزم تضامن الحلفاء، مع إنتاج سياسات اقتصادية إقصائية يستاء منها الحلفاء".
ومن المفهوم أن القلق من التصعيد الذي يلوح في الأفق في أوكرانيا، بالنسبة إلى إدارة بايدن، هو بسبب احتمال الاستخدام الروسي للسلاح النووي.
وبينما لا يزال الأوكرانيون متحمسين بصورة مثيرة للإعجاب بشأن هذا الاحتمال، على نحو يشير إلى أنهم يرون أنّ توجيه ضربة نووية في ساحة المعركة لن يخدم الأهداف الروسية، لكنّ الاهتمام الأميركي بالاستخدام النووي، أو دفع أوكرانيا نحو نتائج لا يمكنها معها الدفاع عنها، تحت عنوان تجنب هذا الخطر، يعني في الواقع تشجيع التهديدات النووية، كما يقول التقرير.
اقرأ أيضاً: وزارة الداخلية الروسية تضع السيناتور الأميركي ليندسي غراهام على قائمة المطلوبين
ويقول التقرير إنه يمكن للولايات المتحدة، في المقابل، تعزيز الردع بدلاً من ذلك، من خلال الالتزام العلني بأنه في حال وجود أي إشارة إلى أنّ روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي، فإنها ستشارك أوكرانيا في هذه المعلومات الاستخبارية على نطاق واسع، وتزودها بالأسلحة الملائمة من أجل استباق الهجوم.
وقد تكون التكلفة الحقيقية لتركيز إدارة بايدن على تجنب التصعيد هي إطالة أمد الحرب، إذ قدّر وزير الدفاع السابق روبرت غيتس أنّ طائرات "أف - 16" هي "قرار كان يمكن اتخاذه قبل ستة أشهر"، مضيفاً أنه "إذا كانوا بدأوا تدريب الطيارين على طائرات أف - 16 قبل ستة أشهر، فسيتمكن هؤلاء الطيارون من استخدام تلك الطائرات هذا الربيع".
وقال التقرير الأميركي إنّ "تردد واشنطن هو بمثابة رسائل إلى روسيا، مفادها أنه من خلال الاستمرار في مهاجمة أوكرانيا، يمكنها انتظار خروجنا من المعركة، وهو درس يتوافق مع مسار انسحاب الولايات المتحدة من كل من العراق وأفغانستان".
وختم بأنّ "كون الرئيس بايدن أكثر قلقاً من قادة بولندا والدنمارك وفرنسا والسويد وهولندا والمملكة المتحدة، ليس مشهداً رائعاً، في وقت تدرس هذه الدول بالفعل تقديم مقاتلين أو تدريب جنود أوكرانيين في أراضيها، بينما هي معرَّضة لخطر الانتقام الروسي أكثر من الولايات المتحدة كثيراً".