تقرير أميركي: هجوم الربيع الأوكراني يهدد الولايات المتحدة
التقرير الأميركي أكّد أنه "إذا تعثر الجيش الأوكراني، فإنّ هجوم الربيع قد يمثل اللحظة التي يبدأ فيها الدعم الغربي لأوكرانيا في التراجع"، فيما يحذّر مسؤولون وخبراء أميركيون من أنّه سيكون من الصعب الحفاظ على دعم مستمرّ لأوكرانيا في حال فقدت الحرب جدواها.
تحدث تقرير في موقع "أنهيرد" الأميركي، عن مخاطر هجوم الربيع في أوكرانيا على الولايات المتحدة والغرب، مؤكداً أنّ فشل أوكرانيا في تحقيق مكاسب جدية سيعني حتماً بدء تعثّر الدعم الغربي لكييف.
وأكّد التقرير أنه "إذا تعثر الجيش الأوكراني، فإنّ هجوم الربيع قد يمثل اللحظة التي يبدأ فيها الدعم الغربي لأوكرانيا في التراجع"، فيما حذّر سفير الولايات المتحدة السابق لدى أوكرانيا، ستيفن بيفر، من أنه "إذا أصبحت هذه حرباً طاحنة بلا نهاية تلوح في الأفق، فمن الصعب الحفاظ على الدعم الغربي".
وأضاف التقرير بأنه "في المرتبة الثانية بعد الروس، يعتبر الإرهاق الغربي أكبر عدو لأوكرانيا، وبالعودة إلى أيلول/سبتمبر، حذّر المصرفي الروسي المولد لوبوف تشيرنوخين، الناس الذين ينظرون إلى أوكرانيا على أنها أفغانستان الجديدة، من أنّ "حرباً لا تنتهي بالطائرات بدون طيار ستؤدي إلى إرهاق أطرافها".
كما ذكّر التقرير بتصريح، في شباط/فبراير، لنائب وزير الخارجية الأوكراني أندريج ميلنيك، أشار فيه إلى أنّ "التحدي الرئيسي لأوكرانيا هو محاربة الإجهاد الغربي".
وأشار الموقع الأميركي إلى أنّ "هذا واضح بشكل خاص في الولايات المتحدة، حيث أعرب البعض في الحزب الجمهوري، ولا سيما في الجناح الترامبي، عن شكوكهم بشأن الدعم لأوكرانيا".
ففي شباط/فبراير، قدّمت مجموعة من الجمهوريين المؤيدين لترامب، بقيادة مات جايتز، "قرار إجهاد أوكرانيا"، وحثوا على إنهاء المساعدات العسكرية والمالية الأميركية لأوكرانيا.
وفي غضون ذلك، ادّعى المنافس المحتمل لترامب كذلك، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، أنّه "ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تصبح "أكثر تورطاً في نزاع إقليمي بين أوكرانيا وروسيا".
اقرأ أيضاً: تسريب وثائق سرية أميركية عن وضع القوات الأوكرانية.. ماذا جاء فيها؟
وبالانتقال إلى ما هو أبعد من السياسة الحزبية، أكّد الموقع أنّ واشنطن تريد التركيز على صدامها الاستراتيجي مع الصين، كما أوضح مستشار ترامب السابق إلبريدج كولبي، في مقابلة.
إذ صرّّح كولبي بأنّ "البلاد دروساً قاسية حول الاشتباكات العسكرية المطولة على الجانب الآخر من العالم، وربما الأهم من ذلك أنها لا تزال بقيادة الرئيس الذي سمح انسحابه السريع من أفغانستان، لطالبان، بالاستيلاء على السلطة، وترك شركاء التحالف ذوي النوايا الحسنة غير قادرين على سدّ الفجوة التي خلفتها الموارد الأميركية"، معتبراً أنّ هذا "يجب أن يبقي فولوديمير زيلينسكي مستيقظاً في الليل".
ولكن في مقابل ذلك، تعهد الرئيس بايدن بالتمسك بأوكرانيا "طالما استغرق الأمر".
ومع ذلك، من المتوقع أن تنفد الميزانية الأميركية للمساعدات العسكرية بحلول أيلول/سبتمبر المقبل، وبصفتها أكبر داعم عسكري ومالي لأوكرانيا، إذا انسحبت الولايات المتحدة، فسيكون لذلك تأثير كارثي على قدرة أوكرانيا على مواجهة روسيا.
ويدرك الروس ذلك تماماً، إذ تعتمد استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الصمود أكثر من أوكرانيا وداعميها.
ففي الشهر الماضي، قال الرئيس السابق والنائب الحالي لمجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، إنّ مؤيدي أوكرانيا "بالطبع" يتعبون، وهذا هو السبب في أن بايدن وأتباعه يبذلون قصارى جهدهم لدفع هذه المساعدة وكل شيء آخر في أسرع وقت ممكن".
واعتبر التقرير بأنه "بينما تخطط القوات الأوكرانية لكيفية اقتحام الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الدونباس والقرم، ويضاف إلى ضغوطاتها الخوف من أن يؤدّي الفشل في تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة إلى إضعاف موقف أوكرانيا، ليس فقط في ساحة المعركة، ولكن في عواصم الحلفاء الغربيين".