تقرير أميركي: "إسرائيل " تعمّدت استهداف عاملين في المجال الإنساني 14 مرة
مجلّة "ريسبونسبل ستيت كرافت" الإلكترونية الأميركية يحصي 14 حادثة تعرّض فيها عاملون في المجال الإنساني في قطاع غزة، لغارات جوية إسرائيلية، رغم إعطاء إحداثياتهم لـ"الجيش" الإسرائيلي، وتحديد هويتهم بوضوح كمدنيين.
أحصت مجلّة "ريسبونسبل ستايت كرافت" الإلكترونية التابعة لمعهد "كوينسي" الأميركي للدراسات، 14 حادثة تعرّض فيها عاملون في المجال الإنساني في قطاع غزة، لغاراتٍ جوية إسرائيلية، على الرغم من إعطاء إحداثياتهم لـ"الجيش" الإسرائيلي، وتحديد هويتهم بوضوح كمدنيين.
وفي تقريرٍ بعنوان: "هل تتعمّد إسرائيل مهاجمة العاملين في المجال الإنساني؟"، أكدت المجلّة أنّه، وفقًا لقاعدة بيانات أمن العاملين في مجال الإغاثة، قُتِلَ 378 عاملاً حول العالم، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، 75% منهم في غزة أو الضفة الغربية.
ورأت المجلّة أنّ الهجمات الإسرائيلية على منظمات الإغاثة أصبحت روتينية، رغم الأنظمة المعمول بها لتجنب الوفيات الإنسانية، مشيراً إلى "ظهور نمط مقلق: تشارك منظمات الإغاثة إحداثياتها مع السلطات الإسرائيلية ثمّ تتعرّض للهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي في نفس الإحداثيات التي تقدمها".
وأكدت علم البيت الأبيض بهذا الأمر، ناقلةً ما تضمّنه تقرير من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن إلى الكونغرس بهذا الخصوص، حيث ورد فيه ما حرفيته: "ومن بين المجالات المحددة المثيرة للقلق تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية على الجهات الفاعلة الإنسانية".
تقرير الإدارة الاميركية أكّد أنه "على الرغم من المشاركة المنتظمة من جانب هذه الجهات، والتدخلات المتكررة من جانب حكومة الولايات المتحدة مع المسؤولين الإسرائيليين، بشأن إجراءات التنسيق، فقد هاجم الجيش الإسرائيلي العاملين في المجال الإنساني والمرافق الإنسانية".
وأشار التقرير الموجّه إلى الكونغرس الأميركي إلى أنّ "إسرائيل" تعهّدت مراراً وتكراراً بتحسين التنسيق، وتنفيذ بعض التدابير الإضافية، ولكن ذلك لم يمنع الضربات اللاحقة التي شملت العاملين في المجال الإنساني والمرافق الإنسانية.
وتوقفت "ريسبونسبل ستايت كرافت" عند استخدام البيت الأبيض تعبير "المثيرة للقلق" في تقريره، في ظل تزامن مقتل 7 عمال إغاثة من مؤسسة "المطبخ المركزي العالمي" في غارات إسرائيلية دقيقة، بينهم مواطن أميركي، مع موافقة بايدن على نقل أكثر من 2000 قنبلة إلى "إسرائيل".
واستعرضت المجلّة الأميركية قائمةً شملت 14 هجوماً إسرائيلياً على مواقع معروفة لعمال الإغاثة، تمّ تجميعها من تقارير إعلامية وبيانات تنظيمية وتحقيقات مستقلة، لافتاً إلى أنّ إدارة بايدن "حمّلت إسرائيل مسؤولية صفر من هذه الحوادث الـ 14".
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، هاجمت "إسرائيل" قافلة من 5 مركبات تحمل علامات واضحة لمنظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، مما أودى بحياة 2 من موظفي المنظمة، رغم تنسيقها حركة القافلة مع السلطات الإسرائيلية واتباعها المسار الذي حدّده "الجيش" الإسرائيلي.
وأكّد تقرير المجلّة أنّ موظفي "أطباء بلا حدود" لم يروا أيّ أهداف عسكرية في المنطقة عندما تعرّضوا للهجوم، وأنّ المنظمة طلبت تفسيراً من "الجيش" الإسرائيلي، لكنها لم تتلقَّ أيّ رد.
وفي 8 كانون الأول/ديسمبر 2023 أطلقت البحرية الإسرائيلية قذائف مدفعية من عيار "20 ملم" على مبنيين تابعين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في رفح، وكان مسؤولو "الأونروا" قد شاركوا إحداثيات المبنيين مع المسؤولين الإسرائيليين مراراً وتكراراً، وكانت المرة الأخيرة في نفس يوم الهجوم.
وقال موظّفو الوكالة لـ"هيومن رايتس ووتش" إنهم لم يكونوا على علم بأي أهداف عسكرية في المنطقة، وبعد ذلك، قال "الجيش" الإسرائيلي إن الهجوم حصل عن طريق الخطأ.
وفي 16 كانون الأول/ديسمبر 2023، أطلقت دبابة إسرائيلية عدة طلقات على دير راهبات "الأم تريزا" (مبشرات المحبة)، وهو جزء من مجمّع أبرشية العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة.
وقالت بطريركية اللاتين في القدس، في بيان، إنّ الهجوم أدى إلى إصابة عامل إغاثة، ونزوح 54 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا يحتمون هناك، و"تُرِكَ بعضهم من دون أجهزة التنفس الصناعي التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة".
وفي وقتٍ لاحقٍ من ذلك اليوم، قتل قنّاص إسرائيلي امرأتين كانتا تختبئان في الكنيسة، حيث أطلق النار على إحداهما بينما كانت تحاول حمل الأخرى إلى بر الأمان، وعندما ركض آخرون في الكنيسة نحو المرأتين، أطلق قناصة إسرائيليون النار عليهم أيضاً، مما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص، بما في ذلك طفلان، ودان البابا فرنسيس الهجوم، ووصفه بأنه "إرهاب".
وفي 28 كانون الأول/ديسمبر 2023، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على قافلة من مركبات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، وسط غزة، أثناء عودتها من تسليم المساعدات في الشمال، وكانت المركبات تحمل بوضوح شارات الأمم المتحدة، وتسير على طريق حدّده "الجيش" الإسرائيلي.
وفي 18 كانون الثاني/ يناير 2024، استهدفت غارة جوية إسرائيلية مجمعاً سكنياً يضمّ موظّفين من لجنة الإنقاذ الدولية ومنظمة المعونة الطبية للفلسطينيين، في المواصي، وهي منطقة محدّدة "آمنة" من قبل "إسرائيل"، ما أدى إلى إصابة العديد من العمال وإلحاق أضرار جسيمة بالمبنى.
وتشير الأدلة الجنائية إلى أنّ الذخيرة المستخدمة في الهجوم كانت قنبلة "MK-83" أميركية الصنع، تزن 1000 رطل، أسقطتها طائرة "إف-16" أميركية الصنع أيضاً.
وقبل شهر من الغارة، كان "الجيش" الإسرائيلي قد طمأن موظفي الإغاثة من خلال رسائل نصية بأنهم آمنون، وجاء في الرسالة التي وصلتهم من مسؤول في "الجيش" الإسرائيلي "نحن على علم بموقع المجمع"، وأوضح موظف منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين أنه سأل ما إذا كان المبنى "لا يزال آمناً"، فأجاب المسؤول الاسرائيلي بالإيجاب.
"استهداف الاحتلال لقافلة المضيفين الذي يعملون لدى المطبخ المركزي العالمي سبب حرجاً لـ #بايدن وكانت حجم الضغوط كبيرة"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 6, 2024
الكاتب والباحث السياسي أحمد الحيلة في #المشهدية pic.twitter.com/vyQRePo1zg