تقرير أميركي: الموت والدمار في أوكرانيا مجرد "صفقة جيدة" لواشنطن

مجلّة "responsible statecraft" الإلكترونية الأميركية تتوقف عند خوض الولايات المتحدة الحرب ضد روسيا بواسطة الأوكرانيين، قائلةً إنّهم "يدفعون من أرواحهم ثمن تعزيز الولايات المتحدة لأمنها، مقابل تزويدهم بالأسلحة والدعم الاقتصادي".

  • مبنى في العاصمة الأوكرانية كييف متضرر بفعل المعارك بين روسيا وأوكرانيا (نيويورك تايمز)
    مبنى في العاصمة الأوكرانية كييف متضرر بفعل المعارك بين روسيا وأوكرانيا (نيويورك تايمز)

رأت مجلّة "responsible statecraft" الإلكترونية الأميركية أنّ "مساعدة أوكرانيا، ومنح الأموال لها هي أرخص وسيلة ممكنة للولايات المتحدة لتعزيز أمنها"، مشيرةً إلى أنّ "القتال يدور على أيدي الأوكرانيين، وهم الذين يقتلون".

وذكّرت المجلّة الصادرة عن معهد "كوينسي" الأميركي للدراسات، في تقريرٍ تحليلي نشرته اليوم الإثنين، بحديثٍ للسيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، في وقتٍ مبكر من الحرب في أوكرانيا، والذي قال إنّه "طالما أننا نساعد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها والدعم الاقتصادي، فسوف يقاتل الأوكرانيون حتى آخر شخص". 

وأوردت المجلّة تصريحاتٍ سابقة للسيناتور الجمهوري، روجر ويكر، أدلى بها العام الماضي، وهو العضو البارز في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، والذي أشار حينها إلى استعداد الأوكرانيين "لخوض القتال نيابةً عنا إذا منحهم الغرب المؤن"، مُعتبراً أنّها "صفقة جيدة جداً"، ومضيفاً أنّه "مبلغ متواضع نسبياً، نساهم به من دون أن يُطلب منا المخاطرة بحياتنا".

وأشارت المجلّة إلى أنّ الساسة ليسوا الوحيدين في الولايات المتحدة الذين ينظرون إلى الموت والدمار في أوكرانيا بسبب إطالة أمد الحرب باعتباره قراراً تجارياً عبقرياً، فقد قدّمت مؤسسات الفكر والرأي المتشددة حججاً مماثلة.

كما أعادت التذكير بما كتبه، تيموثي جارتن آش، من مركز تحليل السياسات الأوروبية، وهو المركز الذي تموّله شركات صناعة الأسلحة، حيث انطلق من منظور التكلفة الكبيرة لتمويل الحرب، مُشدّداً على أنّ أنّ الدعم الأميركي والغربي لأوكرانيا يُعد "استثماراً فعالاً من حيث التكلفة بشكل لا يصدّق".

المجلّة الأميركية تناولت ما كتبه، زميل معهد "هدسون" ومدير مركز "أوروبا وأوراسيا"، بيتر روف، أنّ دعم أوكرانيا "يظل بمثابة صفقة للأمن القومي الأميركي". 

ونشرت الصحف الأميركية الكبرى وجهات نظر مماثلة لكبار المسؤولين الأميركيين السابقين، مثل الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، ووزيرة الخارجية في إدارته، كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع حينها، روبرت غيتس، مفادها إنّه لدى الإدارة الأميركية "شريكٌ حازم في أوكرانيا وعلى استعداد لتحمّل عواقب الحرب حتى لا نضطر إلى القيام بذلك بأنفسنا في المستقبل".

ورأت المجلّة أنّ ما وصفته بـ"المثير للاشمئزاز" هو الطريقة الوقحة التي يتم التعامل بها مع هذا الكم من الخسائر في الأرواح والإعاقات الدائمة، كما لو كانت "حلقات عدّاد" يتم تحريكها في تحليل التكلفة والعائدات، عند الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأكدت المجلّة أنّ كثيراً من الأوكرانيين، ليسوا "راغبين" و"مصممين" ومستعدين "للقتال حتى آخر شخص"، بل أظهروا أنهم لا يريدون المخاطرة بحياتهم في هذه الحرب، وهذه النسبة من السكان تصبح أكبر،  ويصبح صوتها أعلى، كلما طال أمد الحرب.

وأشارت المجلّة إلى فرار آلاف الأوكرانيين من الحرب، متحدين الحظر الذي فرضته الحكومة على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً لمغادرة البلاد، ومتكبدين مبالغ مالية كبيرة وصولاً إلى المخاطرة بحياتهم للخروج.

وبحسب المجلّة، فقد اختبأ العديد من الأوكرانيين في منازلهم لتفادي ضباط التجنيد، في حين وقّع عشرات الآلاف على عريضة تعارض ممارسات التجنيد العدوانية المتزايدة. وفي أوائل العام الماضي، شدّد البرلمان الأوكراني عقوبة الفرار من الخدمة، والتي اعترف الجنود بأنها لا تزال مشكلة متنامية.

اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": واشنطن درّبت جيلاً من الجواسيس الأوكرانيين حول العالم

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك