تقرير أممي: أكثر من نصف السودانيين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد
تقرير للأمم المتحدة يحذّر من أنّ أكثر من نصف الشعب السوداني يواجه خطر المجاعة بسبب انعدام الأمن الغذائي الحاد من جراء استمرار الحرب.
أفاد تقرير للأمم المتحدة، أمس الخميس، بأنّ نصف سكان السودان يواجهون مستويات مرتفعة من "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وهو وضع فاقمته الحرب المدمرّة والمستمرة في البلاد.
وأشار التقرير إلى أنه "بعد 14 شهراً من النزاع، يواجه السودان أسوأ مستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، الذي يسجّله "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC).
ولفت إلى أنّ "الأزمة قد تؤثر على حوالى 25.6 مليون شخص، بينهم 755 ألفاً في ظروف مجاعة،و8.5 ملايين آخرين يواجهون أوضاعاً طارئة".
كما أوضح التقرير أنّ "هناك تدهوراً صارخاً وسريعاً في وضع الأمن الغذائي، مقارنةً بالأرقام السابقة التي نشرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مع زيادة بنسبة 45% في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد".
ولم يتسبب الصراع القائم فقط في نزوح جماعي وتعطيل طرق الإمداد، بل أدّى أيضاً إلى تقييد شديد لإمكان الوصول إلى المساعدات الإنسانية الأساسية، ما أدّى إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل"، بحسب التقرير.
وتحدث التقرير الأممي أيضاً عن "اختلال كبير في الخدمات الصحية وتلوّث المياه وسوء الصرف الصحي وظروف النظافة".
بعد مرور أكثر من عام على الحرب.. نصف سكان السودان بحاجة ماسّة للمساعدات #السودان #الميادين_Go pic.twitter.com/ZFaiuzXSpc
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) June 12, 2024
وحذّر التقرير الأممي من أنّ "14 منطقة في السودان حيث يقطن الملايين تواجه خطر المجاعة الذي يمكن أن يصبح واقعاً بين حزيران/يونيو الجاري، وأيلول/سبتمبر المقبل".
وقبل أيام، شهدت جلسة مجلس الأمن سجالاً حاداً بين مندوبي السودان والإمارات لدى الأمم المتحدة، وتبادلاً للاتهامات بشأن تأجيج الصراع. وخلال جلسة للمجلس بشأن الوضع الإنساني في السودان، حمّل مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، الإمارات مسؤولية ما يحدث في بلاده، مطالباً إياها برفع دعمها اللامحدود عن قوات "الدعم السريع".
وسبق أن حذّرت هيئات إغاثية والأمم المتحدة مراراً من أنّ الأزمة الإنسانية الحادة يمكن أن تتدهور أكثر بكثير مع اتساع رقعة القتال، ما سيدفع المزيد من السكان إلى النزوح.
وأودت الحرب في شمال شرق السودان، الدولة الأفريقية التي يبلغ تعداد سكانها حوالى 48 مليون نسمة، بحياة عشرات آلاف المدنيين وأجبرت الملايين على النزوح، ما تسبب بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
الجدير بالذكر أنّ الأمن الغذائي في السودان يعتمد بشكل رئيس على "مشروع الجزيرة" في وسط السودان، وعلى المشروعات الزراعية في ولاية القضارف الواقعة في الشرق.
كما أنّ "مشروع الجزيرة" قد خرج من دائرة الانتاج بسبب احتلال قوات "الدعم السريع" لولاية الجزيرة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وقامت بنهب مدخلات الانتاج، وطردت كثير من الموطنيين من قراهم ومدنهم، الأمر الذي حال دون دخول المشروع في الدورة الزراعية التي بدأت الشهر الجاري.
وفي السياق نفسه، تستهدف قوات "الدعم السريع" ولاية القضارف، من خلال عمليات عسكرية، الأمر الذي يتعذّر معه تنفيذ هذه المشاريع، وسيتسبب ذلك في خروجها عن دائرة الانتاج أسوة بـ"مشروع الجزيرة"، وسيزيد ذلك من تفاقم الأوضاع الانسانية في البلاد.