تصاعد التوتر بين موسكو وطوكيو بشأن جزر الكوريل
السفارة اليابانية في روسيا تقول إن بلادها تلقّت إخطاراً من موسكو يفيد بأن الأخيرة لا تستطيع حالياً تحديد موعد للمشاورات بشأن عمل الصيادين اليابانيين في المياه المحيطة بجزر الكوريل.
أعلنت السفارة اليابانية في روسيا، اليوم السبت، أن طوكيو تلقت إخطاراً من موسكو يفيد بأن الأخيرة لا تستطيع حالياً تحديد موعد للمشاورات بشأن عمل الصيادين اليابانيين في المياه المحيطة بجزر الكوريل، مؤكدةً إصرارها على المفاوضات مع موسكو من أجل التوصل إلى حل لهذه الأزمة.
وذكرت السفارة اليابانية في روسيا، في تصريحات لـ"سبوتنيك" ورود إخطار من الجانب الروسي يفيد بأنه لا يمكنه الاتفاق على موعد لعقد المشاورات السنوية بشأن القضايا المتعلقة بتنفيذ الاتفاق بين حكومة اليابان وحكومة الاتحاد الروسي فيما يتعلق ببعض قضايا التعاون في مجال صيد الأسماك البحرية الحية، والموقّع بتاريخ 21 شباط/فبراير 1998".
وأسفت البعثة الدبلوماسية اليابانية لأن "يتخذ الجانب الروسي هذه المرة مثل هذه الخطوات"، مشددةً على أن "الجانب الياباني يواصل المطالبة بشدة بإجراء مشاورات ومفاوضات سنوية بشأن تنفيذ الاتفاقية في أقرب وقت ممكن، من أجل ضمان إمكان الصيد في أقرب وقت ممكن".
الخارجية الروسية: مناقشة معاهدة سلام مع اليابان أمر مستحيل
وقال نائب وزير خارجية روسيا، أندريه رودينكو، مطلع هذا الشهر، إنّ اليابان لا تتخلى عن نهجها ومسارها المعاديَين لروسيا. لذلك، "يبدو الحوار بشأن توقيع معاهدة سلام معها أمراً مستحيلاً".
وأضاف رودينكو أنّ "من المستحيل تماماً مناقشة توقيع مثل هذه الوثيقة مع دولة تتخذ مواقف غير ودية علانية، وتسمح لنفسها بتهديدات مباشرة ضد بلدنا"، مشيراً إلى أنّه لا يرى بوادر لابتعاد اليابان عن المسار المعادي لروسيا، و"لا توجد أي محاولات لتصحيح الوضع القائم حالياً".
وأوضح المسؤول الروسي أنّه مع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، "انخرطت إدارة رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، بنشاط في تنظيم الحملة الغربية المعادية لروسيا"، وقامت عملياً بالتنكّر الكامل لنتائج التعاون المتبادل على مدى أعوام.
روسيا تنسحب من التفاوض بشأن معاهدة سلام مع اليابان
وانسحبت روسيا من التفاوض بشأن معاهدة سلام مع اليابان، في آذار/مارس 2022، وقررت وقف سفر المواطنين اليابانيين من دون تأشيرة إلى جزر الكوريل الجنوبية، والانسحاب من الحوار مع اليابان بشأن إقامة أنشطة اقتصادية مشتركة في الأرخبيل، وذلك على خلفية انضمام طوكيو إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.
يُذكر أن اليابان تطالب بجزر كوناشير وشيكوتان وإيتوروب وهابوماي، مستشهدة بالمعاهدة الثنائية للتجارة والحدود، عام 1855. ومن هذا المنطلق، جعلت طوكيو عودة الجزر شرطاً لإبرام معاهدة سلام مع روسيا الاتحادية، والتي لم يتم التوقيع عليها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1956، وقع الاتحاد السوفياتي واليابان إعلاناً مشتركاً، وافقت فيه موسكو على النظر في إمكان تسليم جزيرتين إلى اليابان في حالة إبرام معاهدة سلام.
وكان الاتحاد السوفياتي يأمل أن يقتصر الأمر على هذه النقطة، بينما عدّت اليابان الصفقة جزءاً فقط من حل هذه القضية، ولم تتخلَّ عن مطالباتها بجميع الجزر (جزر الكوريل). لذلك، لم تؤدِّ المفاوضات اللاحقة إلى أي نتيجة. وتؤكد موسكو أن الجزر أصبحت جزءاً من الاتحاد السوفياتي نتيجة للحرب العالمية الثانية، وأن سيادة روسيا الاتحادية عليها تُعَدّ أمراً لا شك فيه.