تسريب وثائق سرية أميركية عن وضع القوات الأوكرانية.. ماذا جاء فيها؟

الوثائق المنشورة تكشف وضعيات الجيش الأوكراني ورسوماً بيانية لتسليم الأسلحة المتوقّع، وقدرات القوات والكتائب وأحجامها، وخططاً أخرى، فيما أقرّ مسؤولو البنتاغون بأنها وثائق شرعية لوزارة الدفاع.

  • نيويورك تايمز تكشف وثائق سرية عن وضع القوات الأوكرانية
    نيويورك تايمز تكشف وثائق سرية عن وضع القوات الأوكرانية

نشر موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الجمعة، مجموعة جديدة من الوثائق السرية المرتبطة بالحروب والصراعات التي تخوضها الولايات المتحدة، قالت الصحيفة إنها "تفصّل أسرار الأمن القومي الأميركي من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط إلى الصين"، مما أثار قلق البنتاغون، وزاد الاضطرابات في إدارة بايدن.

ووصف مسؤولون أميركيون حجم التسريب بأنه "كابوس للعيون الخمس"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وكندا، وهي ما يسمى دول العيون الخمس، التي تشارك المعلومات الاستخباراتية على نطاق واسع.

ويقول محللون إنه ربما تمّ الحصول على أكثر من 100 وثيقة، وبسبب حساسية الوثائق فقد يكون نشرها ضاراً للغاية.

وقد تمّ العثور على أحدث الوثائق في حسابات في موقع تويتر ومواقع أخرى، يوم الجمعة، وذلك بعد يوم من قول مسؤولين بارزين في إدارة بايدن إنهم يحققون في تسريب محتمل لخطط حرب أوكرانية سرية، بما في ذلك تقييم لقدرات الدفاع الجوي الأوكرانية.

وتحمل الوثائق المسرّبة بتاريخ 23 شباط/فبراير،  تصنيف "Secret / NoForn"، مما يعني أنه من المفترض عدم مشاركتها مع دول أجنبية.

وتظهر الوثائق المنشورة وضعيات الجيش الأوكراني ورسوماً بيانية لتسليم الأسلحة المتوقّع، وقدرات القوات والكتائب وأحجامها، وخططاً أخرى، فيما أقرّ مسؤولو البنتاغون بأنها وثائق شرعية لوزارة الدفاع.

وتؤكد الوثائق أنّ الدفاع الجوي الأوكراني متوسط المدى لن يكون قادراً على حماية قوات الخطوط الأمامية بحلول 13 أيار/مايو، حيث ستنفد الصواريخ في تلك المناطق، وذلك لأن القيادة الأوكرانية تعطي الأولوية للبنية التحتية الوطنية الحيوية، مثل محطات الطاقة والمحطات الفرعية، على الدفاع عن خط الجبهة الأمامي.

كما أشارت الوثائق إلى أن ذخائر نظام الدفاع الجوي SA-10 و SA-11، المعروف باسم BUK، نفدت في 31 آذار/مارس الفائت، وأن ذخائر نظام S-300 ستنفد بحلول 2 أيار/مايو المقبل.

كما تشير إحدى الوثائق أيضاً إلى أن اللواء 82 الأوكراني سيتلقّى 14 دبابة بريطانية من طراز تشالنجر 2، و40 مركبة ألمانية من طراز ماردر. كما سيتلقّى اللواء 33 غالبية دبابات Leopard 2A4 و A5 و A6. 

وتقول الوثائق إن أوكرانيا أنفقت أكثر من 953 ألف قذيفة مدفعية وأكثر من 9500 صاروخ هيمارس GMLRS. ويعلّق خبراء بأنّ هذه الأرقام يمكن أن تكون صحيحةً، لأن الولايات المتحدة قد صنعت بالفعل أكثر من 50 ألفاً من هذه الصواريخ بحلول عام 2021. وتقول أيضًا إن أوكرانيا تستخدم نحو 2750 قذيفة مدفعية في الأسبوع، و 14 صاروخ هيمارس. 

التسريب يشكّل "خرقاً كبيراً للأمن"

وبحسب الصحيفة الأميركية، قال مسؤول كبير سابق في البنتاغون، إنّ تسريب الوثائق السرية يمثل "خرقاً كبيراً للأمن" يمكن أن يعيق التخطيط العسكري الأوكراني، وأضاف بأنه "يبدو أنها كانت تسريباً متعمّداً أراد الإضرار بجهود أوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".

كما وصف أحد المحللين ما ظهر حتى الآن بأنه "قمة جبل الجليد فقط"، وكان مسؤولون كبار في الأمن القومي تعاملوا مع التسريب الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز لأول مرة" بقلق بالغ، مشيرين إلى أنّ "مخاوف جديدة نشأت"، ومتسائلين عمّا "اذا كانت تلك المعلومات هي المعلومات الاستخباراتية الوحيدة التي تم تسريبها؟".

لكن يبدو أن الوثائق المسرّبة تتجاوز المواد السرية للغاية المتعلقة بخطط الحرب في أوكرانيا، تؤكد "نيويورك تايمز"، إذ يقول المحللون الأمنيون الذين راجعوا الوثائق إن بعضها "يشمل أيضاً شرائح إحاطة حساسة عن الصين والمسرح العسكري في المحيطين الهندي والهادئ والشرق الأوسط".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت، في بيان الخميس، إنها "تدرس الأمر"، ومع اتساع نطاق عمليات الكشف، قال مسؤولو الوزارة إنه "ليس لديهم ما يضيفونه"، ولكن في السر، أقرّ مسؤولون في العديد من وكالات الأمن القومي بالاندفاع للعثور على مصدر التسريبات، وهم يحاولون العثور على الجاني.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك