تراس: كان علينا الإعداد للخطة الاقتصادية بشكل أفضل
رئيسة الوزراء البريطانية تقر بأنّه كان عليها "أن تعدّ بشكل أفضل" بشأن خطة التخفيض الضريبي، وترجيحات بأن يغيب ريشي سوناك وبوريس جونسون عن الاجتماع المقبل لحزب المحافظين.
أقرت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، اليوم الأحد، بأنّه كان عليها "أن تعدّ بشكل أفضل" لخطة التخفيض الضريبي التي خفضت الضرائب على الأغنياء، ما أثار اضطرابات في السوق.
وقالت تراس في مقابلة مع قناة "بي بي سي" قبل المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم: "ألتزم بالحزمة التي أعلنّا عنها، لكنني أقرّ بأنه كان ينبغي علينا الإعداد بشكل أفضل"، معقبةً: "تعلّمت من هذه التجربة".
وبعد أقل من شهر على توليها رئاسة الحكومة، ستتحدث تراس إلى قناة "بي بي سي" من برمنغهام في وسط إنكلترا، حيث يجتمع المحافظون لمدة 4 أيام بعد أسبوع من الإخفاق التام.
وذُهل عدد من نواب حزب المحافظين، بمن فيهم أنصار ريشي سوناك، منافسها في الحملة من أجل رئاسة الحزب، بعد خطة التخفيض الضريبي الهائلة التي كشفتها الأسبوع الماضي مع وزير المالية في حكومتها كواسي كوارتينغ.
وأدى إعلان الخطة إلى حالة ذعر في الأسواق، وانخفض سعر صرف الجنيه إلى أدنى مستوى تاريخي، وانتقد صندوق النقد الدولي المشروع بينما اضطر البنك المركزي إلى التدخل بشكل عاجل لتهدئة الأمور.
وبعد أيام من الصمت في مواجهة الموقف، تحدثت تراس إلى عدد من المحطات المحلية، بينما أحدث صمتها المحرج ضجيجاً أكثر من محاولاتها العبثية للدفاع عن سياستها.
وقد اعترفت، منذ يومين، بحدوث "اضطرابات" لكنها استبعدت التراجع عن الخطة. وقالت: "كان علينا اتخاذ إجراءات عاجلة لتنشيط اقتصادنا، ودفع بريطانيا إلى الأمام والتعامل مع التضخم"، متابعةً: "بالطبع هذا يعني اتخاذ قرارات صعبة ومثيرة للجدل، لكنني مستعدة للقيام بذلك كرئيسة للوزراء".
وأضافت تراس أنّ "الشتاء سيكون صعباً لكنني مصممة على فعل كل شيء لمساعدة العائلات والاقتصاد"، مؤكدةً للصحيفة الشعبية "ذا صان" أنها تنوي معالجة قضية الدين العام "بقبضة من حديد".
اجتماع حزب المحافظين من دون سوناك وجونسون
وسيكون ظهور تراس في قناة "بي بي سي" أمام حضور وطني، في وقت لاحق من اليوم، الأول منذ أن كشف كواسي كوارتينغ عن "ميزانيته المصغرة" في 23 أيلول/سبتمبر.
ومنذ ذلك الحين، تراجع حزب المحافظين في استطلاعات الرأي مع تقدم المعارضة بفارق 33 نقطة حالياً، بحسب دراسة نشرها معهد "يوغوف" الخميس، في سابقة لم تسجل منذ تسعينات القرن الماضي، ومنذ تولي توني بلير رئاسة الوزراء.
وأفاد استطلاع آخر للرأي نشرت نتائجه، يوم الجمعة، بأنّ 51%، يعتقدون أن رئيسة الوزراء يجب أن تستقيل.
وفي ظل هذه الأجواء، يرجح أن يعقد المحافظون مؤتمرهم السنوي مفككين، فلن يتوجه ريشي سوناك، ولا رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إلى برمنغهام لحضور الاجتماع.
وبعد احتجاجات طوال عطلة نهاية الأسبوع على غلاء المعيشة، سيلقي كواسي كوارتينغ كلمة في المؤتمر الاثنين، بينما يختتم التجمع الأربعاء بكلمة لتراس. واستبعدت تراس ووزير المالية التراجع لكنهما اتفقا الجمعة على أن تقدم هيئة تقديرات الميزانية العامة البريطانية إلى السلطة التنفيذية الأسبوع المقبل "النسخة الأولى" من توقعات الميزانية مع أخذ الخطة الاقتصادية المكلفة للحكومة في الاعتبار.
وقالت وسائل إعلام بريطانية إنّ رسائل التحدي تتدفق بالفعل ضد رئيسة الحكومة الجديدة التي جعلت جزءاً من أعضاء الحزب يندمون على عهد جونسون، فيما يعتقد آخرون أنه يجب توحيد الصفوف لتجنب انتخابات تشريعية مبكرة بأي ثمن لأنّ من شأنها أن تشهد انهيار حزب المحافظين.