تدفّق الأسلحة إلى أوكرانيا مستمرّ... كيف يسهم الغرب في إشعال الأزمة؟

الدول الأوروبية والغربية تزيد الدعم العسكري والمادي لأوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية الروسية في إقليم دونباس.

  • دول أوروبية تدعم أوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية في إقليم دونباس
    دول أوروبية تدعم أوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية في إقليم دونباس

أفادت وكالة "تاس" الروسية بأن رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، سيعرض اليوم الأحد على مجلس الاتحاد الأوروبي تمويل إمداد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة والوقود.

وقال بوريل في بيانٍ له قبل اجتماع افتراضي لمناقشة عقوبات جديدة على روسيا، إنه سيقترح على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "تمويل إمداد الجيش الأوكراني الذي يقاتل ضد الروس بالأسلحة الفتاكة، وتوفير الإمدادات غير الفتاكة التي تشتد الحاجة إليها، مثل الوقود".

بدورها، أعلنت الحكومة الألمانية، أمس، أنها ستزوّد أوكرانيا "في أسرع وقت" ألف قاذفة صواريخ و500 صاروخ أرض-جو من طراز ستينغر لمساعدتها في مواجهة هجوم الجيش الروسي.

وكتب المستشار الألماني، أولاف شولتس، في تغريدةٍ عبر "تويتر"، أن "العدوان الروسي على أوكرانيا يشكل نقطة تحول، إنه يهدّد النظام الذي نشأ منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أنّه "في هذا الوضع، من واجبنا أن نساعد أوكرانيا بقدر ما نستطيع، في الدفاع عن نفسها ضد الجيش الروسي".

وردّت السفارة الروسية في القاهرة على التصريحات الألمانية بقولها: "في روسيا يتذكرون كيف قتلت الأسلحة الألمانية الشعب الروسي". واعتبرت السفارة، عبر حسابها في موقع "تويتر"، اليوم الأحد، أن ألمانيا الآن كما لو كانت عائدة إلى أيام الرايخ الثالث لهتلر، إذ تريد مساعدة النازيين الجدد الأوكرانيين على فعل الشيء نفسه"، موجهةً تحذيراً للألمان بقولها: "أيها الألمان، تذكروا كيف انتهت النازية بالنسبة إليكم!".

من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء اليوناني، اليوم الأحد، إن اليونان سترسل إمدادات دفاعية إلى أوكرانيا استجابة لطلب من الحكومة الأوكرانية.

وأضاف أن طائرتي نقل عسكريتين من طراز سي-130 ستنقلان الإمدادات إلى بولندا، على أن تنقل براً بعد ذلك إلى أوكرانيا.

وأطلع وزير الدفاع ورئيس قوات الدفاع الوطني في اليونان رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، على الوضع في أوكرانيا. وسترسل أثينا أيضاً مساعدات إنسانية لأوكرانيا اليوم الأحد.

من جهته، قال رئيس وزراء التشيك، بيتر فيالا، اليوم الأحد، إن الحكومة التشيكية ستوافق على إرسال المزيد من المساعدات المادية للدفاع عن أوكرانيا، التي تواجه عدواناً روسياً، وفق تعبيرها.

وقال فيالا إنه "لا يمكنه إعطاء أي تفاصيل بشأن الشحنة. وستعقد حكومته جلسة استثنائية في وقت لاحق ظهر اليوم الأحد.

وأرسلت الحكومة بنادق آلية وبنادق هجومية وأسلحة خفيفة أخرى، إضافة إلى ذخيرة تقدر قيمتها بنحو 188 مليون كرونة.

وأعلن الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل السبت، حوالى منتصف الليل، بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي شكره "على الاستجابة لطلبات أوكرانيا للحصول على معدات عسكرية دفاعية".

وقررت فرنسا تعزيز دعمها لأوكرانيا، ولا سيما في مجال المعدات الدفاعية. وقدمت أوكرانيا مؤخراً إلى وزارة الجيوش الفرنسية لائحة بالمعدات العسكرية، ولا سيما منها المضادة للطائرات، والتي تحتاج إليها بشكل عاجل. 

وتبنّت الدول الغربية، وبينها فرنسا، أمس السبت، حزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو، رداً على عمليتها العسكرية في إقليم دونباس، تشمل خصوصاً استبعاد عدد من البنوك الروسية من نظام "سويفت" المصرفي.

وقال الإليزيه في بيان إن ماكرون دعا الرئيس البيلاروسي إلى "المطالبة بأسرع وقت ممكن بانسحاب القوات الروسية من بلاده"، حاضاً إياه على التعاون مع المجتمع الدولي للسماح بتوفير مساعدات إنسانية للشعب الأوكراني.

وقال رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال تييري بورخار، الجمعة الماضي: "سننشر نحو 500 جندي مع مركبات مدرعة وعربات قتالية لتقديم الدعم لرومانيا، وكذلك لنقل رسالة تضامن استراتيجي من جميع أعضاء الحلف الأطلسي".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، اليوم الأحد، عبر تويتر، أن إيطاليا حوّلت دفعة فورية مقدارها 110 ملايين يورو (120 مليون دولار) للحكومة الأوكرانية "كدليل على التضامن والدعم".

وكتب: "أعلمت زميلي دميترو كوليبا "إنني وقّعت للتو قراراً بالدفع الفوري لـ110 ملايين يورو للحكومة في كييف، كعلامة على التضامن والدعم من إيطاليا لشعب تربطنا به علاقات أخوية".

وفي وقتٍ سابق، أعلنت السفارة الأميركية في كييف عن وصول الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة إلى أوكرانيا، وتشمل هذه الشحنة أكثر من 90 طناً من الأسلحة الفتّاكة، بما في ذلك ذخيرة للمدافعين عن خط المواجهة الأوكراني، وفق بيانٍ للسفارة الأميركية.

ويذكر أن الولايات المتحدة الأميركية زوّدت أوكرانيا بمنظومات صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، وزوارق دوريات، وبنادق قنص، ومحطات رادار مضادة لبطاريات المدفعية والصواريخ.

هذا وأعلنت أيضاً بريطانيا عن نشرها قوات بحرية وجوية وبرية لدعم حلف الناتو، في الجهة الشرقية من أوروبا. وأضافت أن "سفناً بحرية ملكية وقوات من الجيش البريطاني ومقاتلات تابعة للقوات الجوية، وصلت لتشارك ضمن عمليات انتشار جديدة في شرق أوروبا لتعزيز الجبهة الشرقية للناتو.

وسابقاً، زوّدت بريطانيا أوكرانيا بأنظمة دفاعية خفيفة ومضادة للدبابات".

وأعلنت كندا سابقاً أن القوات المسلحة الكندية سلّمت دفعة ثانية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. ونشرت الوزيرة تغريدة في"تويتر" جاء فيها إنّه "وفي هذا الوقت المحوري لأمن أوكرانيا وأوروبا والعالم، تقوم كندا بدورها"، معلنةً نشر ما يصل إلى 460 فرداً إضافياً في إطار مهمة كندا "لدعم إجراءات الردع الخاصة بحلف الناتو في أوروبا".

وكان رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، بافيل سولوخ، قد قال في وقت سابق إنّ "بلاده قررت تزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية".

ومنذ العام 2021 تقوم أميركا ودول حلف الناتو بتقديم مساعدات عسكرية ولوجستية لأوكرانيا.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك