"بيزنس إنسايدر": ذخيرة الجيش الألماني تكفيه يومين في أي حرب

الخبراء الألمان يحذّرون من أنّ إمدادات الذخيرة لن تستمرّ إلّا يوماً أو يومين في حالة الحرب، وذلك يتعارض مع ما يفرضه "الناتو" على الدول الأعضاء من امتلاك ذخيرة تكفي أكثر من 30 يوماً.

  • "بيزنس إنسايدر": ذخيرة الجيش الألماني تكفيه يومين في الحرب

ذكر مقال في موقع "بيزنس إنسايدر" أنّ "الذخيرة التي يملكها الجيش الألماني حالياً قد تكفيه يومين من الحرب، حدّاً أقصى ".

وبحسب الموقع، فإنّ "الخبراء الألمان يحذّرون من أنّ إمدادات الذخيرة لن تستمرّ إلا يوماً أو يومين في حالة الحرب"، وذلك يتعارض مع ما يفرضه "الناتو" على الدول الأعضاء من امتلاك ذخيرة تكفي ما يزيد على 30 يوماً.

وتابع أن "الحرب المستمرة لها تكلفتها. بعد أربعة أسابيع فقط من تسليم الجيش الألماني "بانزرهوبيتز 2000" إلى الأوكرانيين، أفادت القوات المسلحة هناك بأن أنابيب الإطلاق أصبحت بالية وتحتاج إلى تغيير. النار المستمرة لها ثمنها".

وأضاف المقال ساخراً: "إذا اضطرت ألمانيا فجأة إلى الدفاع عن نفسها في الحرب، فمن شبه المؤكد أنّ هذه المشكلة لن تنشأ. والسبب أنّ ألمانيا لديها ذخيرة تكفي فقط يوماً أو يومين من الاستخدام القتالي. وهذا ما أكده ممثلو صناعة الأسلحة والخبراء والسياسيون الدفاعيون في الجيش. وبالتالي، فإن ألمانيا متخلفة كثيراً عن التزاماتها. فوفقاً لمواصفات الناتو، يجب أن تستمرّ الاحتياطيات 30 يوماً على الأقل".

وأكّد المقال أنّ "المشكلة معروفة منذ أعوام، حتى إنّ الجيش الألماني كان يعاني هذه المشكلة في التدريبات والتمارين. والجنود الألمان لطالما شكَوا هذا الأمر. لكن، على رغم ذلك فإنّ برلين تزوّد أوكرانيا بالذخيرة أيضاً. ويمكن تتبع الأرقام في الموقع الإلكتروني للحكومة الفيدرالية الألمانية، وهي تشمل 167.000 طلقة من ذخيرة المسدس، و1.592 طلقة مدفعية من عيار 155 ملم، و255 طلقة من ذخيرة فولكانو للمدفعية من عيار 155 ملم، و30.000 طلقة من عيار 40 ملم".

اقرأ أيضاً: "الناتو" يعاني نقصاً في السلاح وتباطؤاً في دعم أوكرانيا

ودقّ المدير العام للرابطة الفيدرالية لصناعة الأمن والدفاع الألمانية (BDSV)، هانس كريستوف أتزبوديان، ناقوس الخطر، قائلاً، وفقاً للموقع: "بالطبع، لن يتحسّن هذا الوصف للوضع إذا تمّ تسليم الذخيرة إلى أوكرانيا من مخازن الجيش الألماني، ولم يتمّ في الوقت نفسه تسليم الطلبات لتأمين كميات مقابلة من مصانع الأسلحة من جانب الحكومة".

وتقول مفوضة الدفاع في البرلمان الألماني، إيفا هوغل، لـ"بيزنس إنسايدر": "ما هو مقدار الذخيرة المفقودة بالفعل؟ سنحتاج إلى 20 مليار يورو إضافية لشراء الذخيرة وحدها. في الوقت نفسه، لا توجد مخازن ذخيرة كافية لتسعها. وهذا يدلّ على أنه لا تزال هناك حاجة إلى قَدْر كبير من الجهد هنا".

وحذّرت هوغل من أنه "إذا كانت نقطة التحوّل ستنجح، فيجب أن يتمّ العمل على عدة مستويات، أي المواد والموظفين والبنية التحتية، بالإضافة أيضاً إلى الإجراءات والعمليات والهياكل والمسؤوليات. يجب تغيير كثير من الأمور، بحيث يتمّ تحقيق الاستعداد التشغيلي الكامل".

وأكّد التقرير أنّ أوساط "صناعة الأسلحة منزعجة، بصورة خاصة، من الإجراءات والعمليات في القوات المسلحة فيما يتعلق بشراء الذخيرة، فلقد أفاد ممثلو الصناعات العسكرية بأنّه، بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تمّ تقديم عروض لإنتاج أسرع وأكثر، كالتحول إلى العمل عبر ثلاث نوبات في المصانع العسكرية. ومع ذلك، لم تصدر أي أوامر بخصوص هذا الأمر من الحكومة. وترددت وزارة الدفاع ومكتب المشتريات في الجيش الألماني بشأن إصدار هذه الأوامر".

ويحذّر البرلمانيون وممثلو الصناعة من أنّه "يجب ملء الطاقات الإنتاجية في الصناعة بسرعة، نظراً إلى أنّ أوروبا بأكملها تشعر بالقلق من الحرب في أوكرانيا، وتطلب هذا الأمر"، مؤكدين أنّ "الطلب يتزايد بصورة أسرع مما يمكن توسيع مواقع الإنتاج".

وأكّد البرلمانيون أنّه سيتمّ "زيادة ميزانية شراء الذخيرة. وحتى الآن، تمّ التخطيط لمليار يورو لهذا الغرض، وهناك حالياً اقتراح لزيادة هذا المبلغ بمقدار 237 مليون يورو، ويتحدّث بعض النواب عن 500 مليون إضافية. لكن، حتى هذا لا يكفي لتحقيق الهدف الذي فرضته على نفسها الحكومة الألمانية، وهو يتراوح بين 20 و30 مليار يورو بحلول عام 2030".

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قالت في مقابلة مع قناة "زي دي أف" الألمانية، في آب/أغسطس، إنّ "قوات بلادها واجهت نقصاً حاداً في مخازن الأسلحة"، مشيرة إلى أنّ "آفاق دعم نظام كييف عسكرياً قد تكون على الهاوية".

وصرّحت الوزيرة الألمانية بأنّ بلادها "تسعى لدعم أوكرانيا بالسلاح، لكنها تعاني شحّاً في مخازنها"، موضحةً أن "كييف كانت وما زالت في حاجة إلى الإمدادات، غير أن السلطات الألمانية من شأنها أن تخطّط ذلك في المدى المتوسط".

اقرأ أيضاً: كيف تخطط ألمانيا لإعادة بناء جيشها؟

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك