"بوليتيكو": الوثائق السرّية المسرّبة تشعل أزمة بين واشنطن وحلفائها
صحيفة "بوليتكو" الأميركية تشير إلى أنّ الولايات المتحدة ليس لديها خطّة حتى الآن حول كيفية التعامل مع انتقادات الدول الحليفة بشأن الوثائق المسرّبة.
كشفت صحيفة "بوليتكو" الأميركية، أمس الاثنين، وقوع الولايات المتحدة الأميركية في أزمةٍ مع حلفائها، الذين يسألون عن كيفية وصول الوثائق السرية المسرّبة إلى الإنترنت.
الصحيفة قالت إنّ مسؤولين في لندن وبروكسل وبرلين ودبي وكييف، سألوا واشنطن حول كيفية وصول المعلومات إلى الإنترنت، متساءلين عما إذا كانت إدارة بايدن تتخذ خطواتٍ للحد من توزيع المعلومات الاستخباراتية في المستقبل.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ كبار مسؤولي الاستخبارات ووزارة الخارجية والبنتاغون يتواصلون مع نظرائهم لتهدئة المخاوف بشأن تسريب المعلومات.
وأضافت أنّ ما يميّز هذا التسريب عن غيره وما يزيده خطورة، هو أنّه واقع في الوقت الفعلي، فالوثائق المسرّبة ليست من تواريخ سابقة عفّى عليها الزمن، بل هي أحداث تحصل الآن.
وتحت عنوان "الولايات المتحدة في وضع أزمة مع الحلفاء بعد تسريب معلومات عن أوكرانيا"، كشفت "بوليتكو" أنّ اتحاد الاستخبارات في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، أو ما يسمى "العيون الخمسة"، طلبوا إحاطات من واشنطن لكنّهم لم يتلقّوا بعد رداً موضوعياً.
وأُرسلت الاستفسارات بشكلٍ مُنفصل إلى مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الاتحادي.
يُشار إلى أنّه لطالما كانت أوكرانيا قلقة بشأن المعلومات التي تشاركها مع الولايات المتحدة والتي تتسرّب إلى العلن، وأنّه على الأميركيين الاعتذار والتعويض.
الصحيفة كشفت أنّ الولايات المتحدة ليس لديها خطّة حتى الآن عن كيفية التعامل مع الأمر؟ ومن غير الواضح إلى أيّ مدى ستغيّر الولايات المتحدة مشاركتها الاستخباراتية حول حرب أوكرانيا في الأيام والأسابيع المقبلة.
والجدير ذكره، أنّ الولايات المتحدة كانت قد اعتادت على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين منذ العام 2022. وفي الأشهر التي سبقت الحرب، تبادل مجتمع الاستخبارات الأميركي المعلومات مع الحلفاء لبناء تحالف لدعم كييف وإعداد عقوبات مستهدفة على الكيانات الحكومية والشركات الروسية.
وقد بشّر كبار المسؤولين الأميركيين بهذه الاستراتيجية باعتبارها نجاحاً كبيراً وهو النجاح الذي سمح للولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا وفي كييف بالاستعداد بشكلٍ أفضل للعملية الروسية في نهاية المطاف.
وشددت الصحيفة على أنّ عدم وجود أجوبة لدى واشنطن سيجعل العلاقات في حالة أزمة، مما أثار تساؤلات حول كيفية قيام واشنطن بتصحيح ما يعتبره المسؤولون في جميع أنحاء العالم أحد أكبر الانتهاكات العامة للاستخبارات الأميركية منذ قيام ويكيليكس بنشر ملايين الوثائق الحساسة في الإنترنت.
واليوم،صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، بأنّ الأجهزة الأميركية المعنية لم تحدد بعد كيفية تسرب وثائق البنتاغون السرية، مشيراً إلى أنّ المسؤولين على اتصال بالشركاء في الأيام الأخيرة بشأن التسريب.
وبذل مسؤولون أميركيون جهوداً حثيثة لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية واستخباراتية شديدة السرية انتشرت في شبكة الإنترنت، وتضمنت تفاصيل يتعلق بعضها بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز "الموساد" الإسرائيلي.