بوساطة روسية.. أذربيجان تعلن وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ
بعد توتر أمني لافت.. أذربيجان توافق على وقف إطلاق النار في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه مع أرمينيا، وذلك في اتفاق توصلت إليه مع سلطات الإقليم بوساطة روسية.
علّقت وزارة الدفاع الأذربيجانية عمليتها العسكرية في إقليم ناغورنو كاراباخ بعد التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار مع سلطات الإقليم.
وأشارت الوزارة إلى أنّ القوات المسلحة الأذربيجانية سيطرت على أكثر من 90 موقعاً قتالياً لأرمينيا قبل الاتفاق على تعليق "إجراءات مُكافحة الإرهاب".
وأعلنت سلطات إقليم كاراباخ أنّه ستجري مناقشة القضايا التي أثارها الجانب الأذربيجاني بشأن إعادة الدمج وضمان حقوق وأمن أرمن إقليم ناغورنو كاراباخ خلال اجتماعٍ سيجمع ممثلي السكان الأرمن المحليين والسلطات المركزية لجمهورية أذربيجان، مضيفةً أنّ الاجتماع "سيجري في مدينة يفلاخ في أذربيجان يوم 21 أيلول/ سبتمبر".
بدورها، أعلنت وكالة "فرانس برس" أنّ "الانفصاليين في إقليم ناغورنو كاراباخ أعلنوا إلقاء أسلحتهم ووقف إطلاق النار بدءاً من التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش" اليوم الأربعاء.
وأضافت الوكالة أنّ "الانفصاليين في الإقليم يعتزمون عقد محادثات بشأن إعادة الدمج مع أذربيجان".
أرمينيا: 32 قتيلاً و200 جريح وآلاف النازحين نتيجة الهجوم الأذربيجاني
يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان، أمس الثلاثاء، أنّها بدأت "إجراءات لمكافحة الإرهاب" في إقليم كاراباخ، وذلك "لكبح استفزازات واسعة النطاق" وطرد ما قالت إنها قوات أرمينية.
وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلنت السلطات الأرمينية إجلاء أكثر من 7000 شخص من 16 قريةً في المنطقة الجبليّة بعد بدء الهجوم الأذربيجاني على إقليم ناغورنو كاراباخ.
وأفادت السلطات الأرمينية في يريفان بوقوع 32 قتيلاً وأكثر من 200 جريحاً في العملية الأذربيجانية في إقليم ناغورنو كاراباخ.
وقالت أمينة المظالم المُكلّفة بملف حقوق الإنسان في أرمينيا أناهيت مناسيان في فيسبوك: "نتيجة القصف، هناك حالياً 32 قتيلاً وأكثر من 200 جريح"، مشيرةً إلى أنّ 7 من القتلى مدنيون، وبينهم طفلان.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا في وقتٍ سابق اليوم إلى "وقف فوري للقتال" في إقليم كاراباخ، حيث شنّت أذربيجان عمليةً عسكرية في الإقليم.
بدوره، حثّ المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أطراف الاقتتال على وقف التصعيد بشكلٍ فوري، داعياً إلى الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار لعام 2020، مع مراعاة مبادئ القانون الإنساني الدولي.
ونفت أرمينيا أن يكون لديها أيّ وجودٍ عسكري في المنطقة، مؤكدةً أنّ الآلاف من الأرمن أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب القتال الدائر هناك.
في المقابل، دعت المعارضة الأرمينية إلى تنظيم مسيرة جديدة مساء اليوم قرب مقرّ الحكومة في وسط العاصمة يريفان.
وصباح اليوم الأربعاء، أعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف أنّ العملية العسكرية لمكافحة الإرهاب التي ينفذها الجيش الأذربيجاني في إقليم كاراباخ ستتوقف فقط في حال سلمت القوات الأرمينية في الإقليم أسلحتها.
وتتهم يريفان باكو بتعطيل حركة المرور عبر ممر لاتشين، وهو طريق جبلي قصير يربط أرمينيا بالمناطق المأهولة بالأرمن في ناغورنو كاراباخ.
وسبق أن أكّدت الخارجية الأذربيجانية أنّ "السبيل الوحيد للسلام في المنطقة هو انسحاب القوات الأرمينية بالكامل من كاراباخ وحل النظام في ستيبانيكرت".
وفي نهاية أيلول/سبتمبر 2020، استؤنفت الأعمال القتالية في كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان، التي كانت استمراراً لصراع طويل بين البلدين أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين، لتعلن روسيا ليلة 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 التوصل إلى اتفاق ثلاثي لوقف إطلاق النار.
وفي تموز/ يوليو الماضي، أعلنت روسيا مجدداً استعدادها لتنظيم اجتماع ثلاثي بينها وبين أذربيجان وأرمينيا، من أجل مناقشة تنفيذ الاتفاقيات بشأن إقليم ناغورنو كارباخ، بما في ذلك توقيع اتفاقية السلام.
يُذكر أنّ العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان تشهد توتراً منذ عقود بسبب الخلاف على منطقة إقليم ناغورنو كاراباخ وأحقية كل منهما بالسيطرة عليه.