بلينكن: واشنطن ستتبع خيارات أخرى إذا فشلت الدبلوماسية مع إيران
المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، حول إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات توقفت حتى الأسبوع المقبل، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يقول الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتأجيل العملية مع الاستمرار في تعزيز برنامجها.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم أمس الجمعة، إن أحدث جولة من المحادثات النووية الإيرانية انتهت لأن "إيران لا تبدو جادة" في الوقت الحالي بشأن القيام بما هو ضروري للعودة إلى الالتزام باتفاق 2015.
وحذر بلينكن، الذي كان يتحدث في مؤتمر رويترز نكست، من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتأجيل العملية مع الاستمرار في تعزيز برنامجها وأن واشنطن ستتبع خيارات أخرى إذا فشلت الدبلوماسية.
وقال "ما رأيناه في اليومين الماضيين هو أن إيران لا تبدو الآن جادة في اتخاذ ما يلزم لمعاودة الامتثال، ولهذا السبب أنهينا جولة المحادثات في فيينا"، مضيفاً "سنتشاور عن كثب وباهتمام كبير مع كل شركائنا في العملية نفسها... وسنرى ما إذا كان لدى إيران أي قدر من الاهتمام بالمشاركة على نحو جاد".
كما قال بلينكن "إذا تبين أن الطريق مسدود أمام عودة الامتثال للاتفاق، فسنسعى لخيارات أخرى"، لكنه امتنع عن توضيح طبيعة هذه الخيارات.
البيت الأبيض: الحكومة الإيرانيّة الجديدة لم تأتِ إلى فيينا حاملة اقتراحات بنّاءة
من جهتها، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنّ "الحكومة الإيرانيّة الجديدة لم تأتِ إلى فيينا حاملة اقتراحات بنّاءة".
وأضافت "لا نزال نأمل بمقاربة دبلوماسيّة، إنّها دائماً الخيار الأفضل"، لكنّها تداركت أنّ "مقاربة إيران هذا الأسبوع لم تتمثّل، للأسف، في محاولة معالجة المشاكل العالقة".
دبلوماسيون أوروبيون: منخرطون بالكامل في البحث عن حلّ دبلوماسي
بالتزامن، قالت مصادر دبلوماسيّة إنّ هذه المحادثات التي استؤنفت في بداية الأسبوع وتوقّفت الجمعة، يُفترَض أن تُستأنف منتصف الأسبوع المقبل للسماح بدرس المقترحات الإيرانيّة.
كما قال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن "طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة" خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو، مندّدين بـ"خطوة إلى الوراء".
وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون "ليس من الواضح كيف سيكون ممكناً سدّ هذه الفجوة في إطار زمني واقعي".
ورغم هذه التصريحات، قال هؤلاء إنّهم "منخرطون بالكامل في البحث عن حلّ دبلوماسي"، مشدّدين على أنّ "الوقت ينفد".
"رغبة جدية"
وقبل العودة إلى طهران، أعلن كبير المفاوضيين الإيرانيين علي باقري كني، استعداد بلاده لتعليق الإجراءات التعويضيّة إذا ألغى الطرف المقابل إجراءاته التي نقضت الاتفاق النووي.
وأوضح باقري كني في تصريحٍ للميادين أنّه "منذ تقديمنا المسودتين عقدنا اجتماعات عدة مع الأطراف الأخرى في فيينا"، مضيفاً أنّه "نتوقع أن تقدم الأطراف الأخرى أجوبتها القانونية وأدلتها المنطقية على مقترحاتنا".
كما أكّد مستشار الفريق الإيراني المفاوض محمد مرندي أنّ الخطة البديلة لإيران هي استمرارها ببرنامجها النووي، مشدداً في مقابلة مع الميادين على أن المسودتين اللتين قدّمتهما إيران حول إنهاء العقوبات والبرنامج النووي تنسجمان مع خطة العمل المشتركة وتنفيذ الاتفاق.
وفي اتّصال هاتفي مع نظيره الأوروبي جوزيب بوريل، وصف وزير الخارجيّة الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "عمليّة التفاوض بأنّها جيّدة لكنّها عموما بطيئة"، بحسب موقع الخارجيّة الإيرانيّة.
وقال أمير عبد اللهيان "نعتقد أنّه يمكن التوصّل إلى اتّفاق جيّد، لكنّ ذلك يستدعي تغييرا في مقاربة بعض الأطراف الذين عليهم التخلّي عن تصريحاتهم ذات الطابع التهديدي واختيار وثائق تركّز على التعاون والاحترام المتبادل والنتائج".
الصين تتحدث عن "محادثات جوهرية"
من جهته، قال دبلوماسي أوروبي إن "هذه المقترحات لا يمكن أن تشكّل قاعدة للتفاوض. من غير الممكن التقدّم" على هذا الأساس.
وأمام قصر كوبورغ حيث أبرم الاتّفاق التاريخي، كان السفير الصيني أقلّ تشاؤماً، وتحدّث عن "محادثات جوهرية".
وقال وانغ كون للصحافيّين "كلّ الأطراف وافقوا على القيام بتوقّف قصير لأخذ توجيهات. هذا أمر طبيعي وضروري، ونأمل في أن يعطي ذلك دفعاً جديداً للمفاوضات".
لكنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر خلال زيارة لدبي أنّه يجب "عدم استبعاد" إمكانية ألا تبدأ هذه الجولة "مجدداً سريعاً".
من جانب آخر، دعا ماكرون إلى إطلاق "دينامية أوسع" مع دول المنطقة.
وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، حول إحياء الاتفاق النووي، حتى الأسبوع المقبل.