بلينكن في الشرق الأوسط: تصادم عربي مع واشنطن بشأن وقف إطلاق النار في غزة
الإعلام الغربي يتناول رحلة وزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّها "سلّطت الضوء على المأزق الدولي، الذي تجد واشنطن نفسها فيه"، بحيث تواجه ضغوطاً لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، في مقابل استمرار دعمها لـ"إسرائيل".
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ رحلة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط، "سلّطت الضوء على المأزق الدولي الذي تجد واشنطن نفسها فيه"، محاصَرةً بين "الغضب الدولي" بشأن عدد الشهداء الفلسطينيين ودعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلي.
بدورها، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنّ بلينكن "واجه ضغوطاً مكثّفةً من الحلفاء الإقليميين، من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة".
وذكرت الصحيفة أنّ هذا الأمر كشف "الفجوة الكبيرة بين الدعم الأميركي لإسرائيل، والغضب في العواصم العربية"، إذ كان من المتوقع أن يقوم بلينكن "بعصف ذهني" مع الديبلوماسيين العرب بشأن مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، إلا أنّ نظيره الأردني، أيمن الصفدي، رفض تلك المحادثات صراحةً، واصفاً إياها بـ"السابقة لأوانها".
ونقلت "فايننشال تايمز"، عن مسؤول عربي مطّلع على المحادثات، قوله إنّ "الإحباط الذي تم التعبير عنه علناً يتوافق مع لهجة الاجتماعات التي استمرت طوال اليوم".
وأوردت أنّ "الزعماء العرب يريدون إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار، وتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية قبل قمة الرياض، الأسبوع المقبل".
أمّا وكالة "بلومبرغ" الأميركية، فتحدّثت عن وجود "تصادم" بين المسؤولين العرب وبلينكن بشأن وقف إطلاق النار.
بلينكن سيزور بغداد
بالتزامن، كشف مصدر حكومي عراقي للميادين أنّ وزير الخارجية الأميركي سيجري، غداً الأحد، زيارةً رسميةً للعاصمة بغداد، من أجل البحث في التطورات في المنطقة، في إثر العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف المصدر أنّ بلينكن سيلتقي في بغداد رئيسَ الوزراء العراقي، محمد شيّاع السوداني، ووزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين.
اقرأ أيضاً: باراك: "إسرائيل" قد تفقد الدعم الرسمي والشعبي في العالم خلال الأسابيع المقبلة
والرحلة هذه هي الثالثة التي يجريها بلينكن للمنطقة، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحيث توجّه إلى الأراضي المحتلة، مجدداً موقف بلاده الداعم للاحتلال في الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة.
ولاحقاً، توجّه بلينكن إلى العاصمة الأردنية عمّان، بحيث عُقد اجتماع وزاري، شارك فيه وزراء خارجية الولايات المتحدة، ومصر، والأردن، والإمارات، والسعودية، وقطر وأمين السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وعلى هامش الاجتماع، أكد بلينكن أنّ بلاده "مهتمة بعدم زيادة حد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين"، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة وشركاءها "لديهم وجهات نظر متباينة".
وأضاف "أننا ملتزمون استخدام نفوذنا لمنع أي جهة أو طرف من توسيع دائرة الحرب، وعلى إسرائيل أن تتّخذ أي إجراءات ممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".
وفي السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قبل أيام، أنّ المسؤولين الأميركيين "أدركوا أن لا طريقة تقريباً من أجل كسب مزيد من الدعم الديبلوماسي لإسرائيل"، مشيرةً إلى أنّ البلدان في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في دول عالم الجنوب، "تتحرك في الاتجاه الآخر (أي ضدّ "إسرائيل")".
ورأت أنّ حتى الحلفاء الأوروبيين "منقسمون بشأن الحرب"، لافتةً إلى أنّ المسؤولين في واشنطن يدركون أنّ ما فعلوه من أجل أوكرانيا، أي بناء "تحالف من الدعم الدولي"، سيكون من المستحيل القيام به مع "إسرائيل".
وفي غضون ذلك، تستمر الولايات المتحدة الأميركية في دعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، المستمر منذ 29 يوماً، تحت ذريعة "الحق في الدفاع عن النفس"، بحيث ادّعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنّ الجرائم الإسرائيلية "لا تعني تجاوزاً للقوانين الإنسانية والدولية".
وتمثّل هذا الدعم بزيارات مسؤولين أميركيين للأراضي المحتلة، وعلى رأسهم بايدن، وتقديم الدعم إلى الاحتلال، مالياً وعسكرياً، بالإضافة إلى الاتساق مع السردية الإسرائيلية في نقل الأحداث، وصولاً إلى تشكيك بايدن في أعداد الشهداء الفلسطينيين، الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، الأمر الذي قوبل بإدانات واسعة.