"بلومبيرغ": حان عصر الجغرافيا الاقتصادية.. وستُطاح هيمنةُ واشنطن

وكالة "بلومبيرغ" الأميركية تشير إلى ظهور "نوع جديد" من العلاقة بين الصين والغرب، يدمج الدبلوماسية والجغرافيا السياسية والاقتصاد في ساحة معركة واحدة.

  • "بلومبيرغ": حان عصر الجغرافيا الاقتصادية.. وستُطاح هيمنةُ واشنطن

قالت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية إنّ "هناك ظهوراً لنوع جديد من العلاقة بين الصين والغرب، بعد 30 عاماً من انتهاء الحرب الباردة". 

وأكدت الصحيفة أنّ "مفاهيم الدبلوماسية والجغرافيا السياسية والاقتصاد تندمج في ساحة معركة واحدة معقّدة، مع استعداد الطرفين لخوض حرب باردة جديدة".

وفي هذا الإطار، رأى النائب السابق لمحافظ بنك إنكلترا، بول تاكر، أنّه "كان في إمكان قادة العالم، قبل أعوام، وضع سياساتهم النقدية والأمن القومي وحقوق الإنسان، بصورة مستقلة، لكنّ كل هذه الأشياء مترابطة وأكثر تعقيداً اليوم"، وفق الصحيفة.

وأوضح تاكر أنّ "هذا الواقع الجديد كان واضحاً عندما جمّدت مجموعة الدول الاقتصادية السبع الرائدة احتياطيات العملة الروسية الموجودة في البنوك الغربية".

وتنبّأ عالم الاقتصاد بأنّ "الدول النامية ستطيح في النهاية النظامَ العالمي الحالي، وتشكّل نظاماً لا تحتل فيه الولايات المتحدة وأوروبا واليابان الصدارة".

ولفت إلى "وجوب إعادة تشكيل الكيانات التجارية والدولية والدبلوماسية بالكامل في هذا التكرار الجديد".

ورجّح تاكر أنّ "ذلك لا يزال على بعد عقود قليلة، ففي حين أنّ الصين قوة عالميّة بالفعل، لا تزال الهند ومجموعة أخرى من الدول النامية بعيدتين عن هذا المستوى".

اقرأ أيضاً: القمة العربيّة الصّينيّة وردود الفعل الأميركيّة 

وتابع أنّ "واشنطن ستتمتّع بالوضع الراهن المستمر في التمويل العالمي كمصدر للعملة الاحتياطية الأولى في العالم، لكنّ التجارة العالمية والاستثمار عبر الحدود، وكل شيء آخر، ستشهد مزيداً من التنافس على السلطة، وهو شيء بين صراع القوى العظمى وحرب باردة جديدة".

وأضاف تاكر أنّ "الصين ستحاول التأثير في التجارة والسياسة العالميتين بصورة أكبر في الأعوام المقبلة، الأمر الذي يشكل مصدر قلق حقيقياً للغرب".

وأشار إلى أنّ "قادة العالم سيحتاجون إلى السير في خط دقيق عند التعامل مع بكين، ولاسيّما بشأن القضايا العالمية الملحة، بينما ينأون بأنفسهم عن القضايا الأخرى".

وفي وقت سابق من اليوم، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إنّ "الصين هي المنافسة الأولى للولايات المتحدة في العالم"، مؤكداً على ضرورة أنّ تعزز واشنطن تحالفاتها واستثماراتها مع حلفائها لـ "مكافحة تقدّم" بكين. 

وكانت مجلة "ذا ناشونال إنترست" قالت، منذ أيام،  إنّ وصفات إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لاحتواء الصين غير كافية إلى حد كبير، لأنها عالقة في ليبرالية لم تعد تلائم حقائق النظام العالمي الفعلي.  

يُذكَر أنّ "الاستراتيجية الدفاعية" الجديدة للولايات المتحدة صنفت الصين "أكبر خطر على الأمن الأميركي". ودعت واشنطن فيها "إلى بذل الجهود المكثفة من أجل بناء القدرات العسكرية، التي من شأنها أن تردع بكين في العقود المقبلة".

وفي 2 كانون الأول/ديسبمر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إنّ "استخدام الولايات المتحدة للقوة بصورة عشوائية يسبب الفوضى في جميع أنحاء العالم". 

وصرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تان كيفي، بأنّ "الولايات المتحدة تعمل باستمرار على إضعاف مبدأ الصين الواحدة"، مضيفاً أنّ "بكين لا تتهاون بشأن أيّ تدخّل خارجي".

وأكد المسؤول الصيني أنّ جيش التحرير الشعبي الصيني يواصل تدريب قواته والاستعداد للحرب.

اقرأ أيضاً: صعود آسيا.. وتأثيره في "قلعة الغرب" المتقدمة

اخترنا لك