بكين تهدد واشنطن بإجراءات حازمة إذا زارت بيلوسي تايوان
وزارة الخارجية الصينية، تؤكد الاستعداد للتصدي لأي اعتداء أميركي، وتعتبر زيارة بيلوسي إلى تايوان "استفزازاً لمبدأ الصين الواحدة" يجب الرد عليه.
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، اليوم الاثنين، إنّ السلطات الصينية ستتخذ إجراءات حازمة، إذا زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان.
وشدد لي جيان، في إفادة صحافية، على أنّه "إذا زارت بيلوسي تايوان، فسيكون هذا تدخلاً سافراً في السياسة الداخلية للصين.. وسيؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية"
وأضاف إنّ "جيش التحرير الشعبي الصيني لن يبقى جالساً من دون أن يفعل شيئاً".
واعتبر المتحدث الصيني أنّ "زيارة بيلوسي ستزعزع استقرار الوضع في مضيق تايوان، وتوجه ضربة للعلاقات الصينية الأميركية"، مؤكداً أنّ "بلاده ستتخذ بالتأكيد إجراءات مضادة حازمة".
واشنطن تحرك حاملات طائرات إلى تايوان تزامناً مع زيارة بيلوسي
أفادت صحيفة "نيكي آسيا" من اليابان، بأن الولايات المتحدة تنشر طائرات وحاملات طائرات بالقرب من تايوان بالتوازي مع الحديث عن زيارة بيلوسي إلى الجزيرة.
وذكرت وسائل إعلام أميركية، في وقت سابق، أن بيلوسي ستزور دول اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة خلال الجولة الآسيوية، وتوقعت أن تزور تايوان.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في تايوان، اليوم، على موقعها الإلكتروني، دخول أربع طائرات تابعة للقوات الجوية الصينية منطقة الدفاع الجوي للجزيرة.
هذا وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تان كيفي، الأسبوع الماضي، بأن الجيش الصيني لن يقف مكتوف الأيدي إذا زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان، وستتخذ إجراءات حاسمة لصد التدخل الخارجي.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام أميركية، صحيفة فاينانشيال تايمز وبوليتيكو، أنّ بيلوسي، ثالث أعلى مسؤول في التسلسل الهرمي للولايات المتحدة، كانت تخطط لزيارة تايوان في شهر آب/أغسطس الجاري.
ووفقاً لتقارير نشرت، فقد خططت بيلوسي للقيام بذلك في وقت سابق من نيسان/إبريل، لكن زُعم أنّها لم تذهب بسبب COVID-19.
وفي حال زارت بيلوسي تايوان، ستكون هذه الرحلة الأولى لرئيس مجلس نواب أميركي إلى تايوان في السنوات 25 الماضية.
وزير الدفاع الصيني: بكين تبني جيشاً قوياً يليق بمكانتها
من جانبه، أكد وزير الدفاع الصيني، وي فنغي، أمس الأحد، إنّ بكين "تبني دفاعاً وطنياً قوياً وجيشاً قوياً يتناسب مع الوضع الدولي للبلاد ويلبي مصالحها".
وقال وي، خلال حفل خاص بمناسبة الذكرى 95 لجيش التحرير الشعبي، حسبما ذكرت صحيفة "رينمين ريباو" اليومية للحزب الشيوعي، إنّ "جهوداً تبذل لبناء دفاع وطني قوي وجيش قوي"، مشيراً إلى أنّه "من المتوقع أن يوفر الدفاع الوطني الدعم الاستراتيجي للإحياء الكبير للأمة الصينية".
وقد حضر الحفل، الذي أقيم في مبنى الجمعية الوطنية، الرئيس شي جين بينغ، وزعيم الحزب الشيوعي الصيني، ورئيس المجلس العسكري المركزي.
وزير الدفاع الصيني لفت إلى أنّ "جيش التحرير الشعبي هو القوات المسلحة الشعبية التي أسسها الحزب الشيوعي الصيني"، مضيفاً أنّه "على مدى السنوات الـ 95 الماضية، وبتوجيه قوي من الحزب الشيوعي الصيني، حققت القوات المسلحة الشعبية تقدماً لا ينسى في تعزيز الاستقلال الوطني، وتحرير الشعب الصيني، وتحويل البلاد إلى قوة مزدهرة وقوية".
وتابع: "جيش التحرير الشعبي يواصل دعم الجهود المبذولة لحماية السيادة الوطنية والمصالح الأمنية والإنمائية للبلاد، ويُقدم مساهمات كبيرة في العمل من أجل السلام والهدوء العالميين"، دعياً إلى "التنفيذ الشامل لأفكار شي جين بينغ لتعزيز القوات المسلحة وتسريع تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة".
يذكر أن الجيش الأحمر الصيني (اسمه الحالي جيش التحرير الشعبي)، قد تأسس في 1 آب/أغسطس من العام 1927، نتيجة لانتفاضة نانتشانغ بقيادة الحزب الشيوعي ضد نظام الكومينتانغ.
ويعد جيش التحرير الشعبي أكبر جيش في العالم، ويقدر عدده بأكثر من مليوني عسكري في مختلف الرتب والمستويات والاختصاصات.
وتخضع تايوان لحكم إدارتها المحلية منذ عام 1949، عندما فرت قوات الكومينتانغ المتبقية بقيادة تشيانغ كاي شيك (1887-1975) إلى الجزيرة، بعدما تعرضت لهزيمة في الحرب الأهلية الصينية.
ومنذ ذلك الحين، احتفظت تايوان بالعلم وبعض الرموز الأخرى لجمهورية الصين التي كانت موجودة في الصين القارية قبل وصول الشيوعيين إلى السلطة.
وتعتبر بكين تايوان واحدة من مقاطعاتها، وهو ما تدعمه معظم الدول، بما في ذلك روسيا.