بسبب خلافها مع السعودية.. هل تغادر الإمارات "أوبك"؟
"وول ستريت جورنال" تقول إن الشرخ والانقسام بين الإمارات والسعودية يزدادان بشأن الاستثمار الأجنبي والنفط والحرب على اليمن، وتكشف أن أبو ظبي تُجري مناقشة داخلية بشأن مغادرة "أوبك".
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ غياب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن قمة قادة الشرق الأوسط، التي استضافتها أبو ظبي، "يُعَدّ مؤشراً مهماً على الانقسام بين الإمارات والسعودية، على الرغم من أنّ البلدين لا يزالان حليفين رسمياً".
وقالت الصحيفة أن الرياض وأبو ظبي "تباعدتا في عدة جبهات، وتنافستا في الاستثمار الأجنبي والتأثير في أسواق النفط العالمية، واصطدمتا فيما يتعلق بحرب اليمن".
وأوضحت أنّ "هذه الخلافات اندلعت خلف الأبواب المغلقة، لكنّها بدأت تتسرب على نحو متزايد إلى العلن، الأمر الذي يهدد بإعادة ترتيب التحالفات".
وبهدف تحفيف التوترات بين الدولتين، زار مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان، الرياض، من أجل لقاء ولي العهد، محمد بن سلمان، لكنّه "فشل" في ذلك، بحسب "وول ستريت جورنال"، التي أشارت إلى أن طحنون لم يتمكن، في مناسبة واحدة على الأقل، بعد قمة كانون الثاني/يناير في أبو ظبي، من لقاء ولي العهد السعودي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك خلافات أيضاً بين الإمارات وأعضاء التحالف، وعلى رأسهم السعودية، بشأن ضخ مزيد من النفط الخام في الأسواق لزيادة عائداتها النفطية، وهو أمر غير مسموح به حالياً في ظل اتفاق "أوبك بلس".
لذلك، حدثت خلافات بين الإمارات والسعودية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما قررت "أوبك بلس" خفض إنتاج النفط للمحافظة على توازن الأسواق.
ونقلت "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين إماراتيين، قولهم إنّ "أبو ظبي تُجري مناقشة داخلية بشأن مغادرة منظمة أوبك، وهو قرار من شأنه أن يهز التحالف، ويؤثّر سلباً في أسواق النفط العالمية".
وأضافت الصحيفة أن الإمارات تؤيد خفض الإنتاج علناً، أمّا سراً، فإنها تخبر المسؤولين الأميركيين بأنها ترغب في ضخ كميات نفط إضافية في الأسواق، تلبيةً لرغبة واشنطن، لكنّ هذه الرغبة تصطدم برفض سعودي.
اقرأ أيضاً: جذور الخلاف بين السعودية والإمارات وأسبابه التاريخية والمستجدة
وبعد تقرير "وول ستريت جورنال"، قال مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم لـ "بلومبرغ" إن الإمارات "ليس لديها خطط للانسحاب من تحالف أوبك ".
كذلك، مصدر مطلع على الموقف الإماراتي، أنه إذا غادرت الإمارات أوبك "فجأةً"، فقد يتسبب ذلك في تداعيات سياسية ليس فقط مع السعودية، أحد أكبر شركائها التجاريين، بل مع حلفاء خليجيين آخرين مثل الكويت والعراق.
وأضاف المصدر أن "المناقشات الإماراتية بشأن مغادرة المجموعة" تعود إلى ما لا يقل عن عامين، "لكن العيوب تفوق الفوائد"، إذ ستخاطر أبو ظبي "بإغضاب العديد من الجيران وتريد تجنب هذه النتيجة"، لا سيما مع توتر أسواق الطاقة في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.