تزامناً مع عيد الفطر.. بدء سريان الهدنة في السودان لـ 72 ساعة
إعلان هدنة إنسانية في السودان لمدة 72 ساعة تزامناً مع احتفالات عيد الفطر المبارك، وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان يؤكّد العزم على مواصلة الانتقال نحو الحكم المدني.
أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة، أنّ القوات المسلحة السودانية عازمة على مواصلة الانتقال نحو الحكم المدني في السودان.
وقال البرهان في كلمة، بثها التلفزيون السوداني: "واثقون بأننا سنتجاوز هذه المحنة بما يحافظ على أمن ووحدة البلاد والانتقال الآمن للحكم المدني".
كلمة القائد العام للقوات المسلّحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان pic.twitter.com/lN8otC52Nn
— Sudan Plus سودان بلس (@SudanPlusNews) April 21, 2023
وأضاف البرهان أنّ "الخراب والدمار وأصوات الرصاص لم تترك مكاناً للفرح الذي يستحقه السودانيون".
وأتى ذلك بعدما وافقت قيادة "الدعم السريع" في السودان، صباح اليوم، على إعلان هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ من الساعة السادسة صباحاً بتوقيت السودان.
وجاءت هذه الهدنة تزامناً مع احتفالات عيد الفطر المبارك، وتهدف إلى فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم.
وكانت مبادرة القوى الوطنية السودانية، أعلنت أمس الخميس، عن حصولها على موافقةٍ مبدئية من أطراف الصراع الدائر في السودان لوقف إطلاق النار خلال أيام عيد الفطر.
وأضافت المبادرة الوطنية أنّها ستقدم "مبادرةً شاملةً تهدف إلى وقف شاملٍ لإطلاق النار، وإلى اتخاذ الحوار سبيلاً لمعالجة كافة القضايا وحل الخلافات".
ويشهد السودان اشتباكات واسعة النطاق بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في مناطق متفرقة، يتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية.
ويحاول كل من الطرفين أن يسيطر على مقار حيوية أبرزها القصر الجمهوري في الخرطوم، ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات "الدعم السريع"، وعدد من المطارات العسكرية والمدنية أبرزها مطار مروي.
وأدّت هذه الاشتباكات إلى مقتل 330 شخصاً، وإصابة نحو 3200 لحد الآن.
اقرأ أيضاً: "لهيب السودان".. ما الأسباب التي تبقي البلد الأفريقي على صفيح ساخن؟
الوساطة بين البرهان وحميدتي
وفي السياق، ذكرت مجلة "فورين بوليسي"، أنّ رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي هو "من يقود الوساطة بين البرهان وقائد قوات" الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، حميدتي".
وأضافت "فورين بوليسي"، في تقرير، أنّ "المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق من أنّ القتال الشامل والأضرار التي لحقت بمطار الخرطوم الدولي تفسد فرصة الإجلاء الفوري لما يتراوح بين 70 إلى 90 دبلوماسياً أميركياً وعائلاتهم الذين تجمعوا في مجمع السفارة الأميركية".
وأوضحت، نقلاً عن مصادر، أنّ "ميلي يعمل على تنسيق المكالمات مع البرهان وحميدتي، ممّا يؤكد الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه الأزمة من كبار الضباط العسكريين".
وتابعت أنّ "المسؤولين الغربيين يخشون بشكل متزايد من أنّ الحرب التي اندلعت بين جنرالين متنافسين في السودان قد تتحول إلى صراع إقليمي واسع النطاق إذا استمرت".
وخلُصت "فورين بوليسي"، في ختام تقريرها، إلى أنّ "قوات الدعم السريع لديها القليل من الفسحة لمواصلة القتال، لأنّها غير مجهزة للقتال في المناطق الحضرية، وتقع خارج منطقة نفوذها في غربي السودان، في وقتٍ احتفظت الحكومة بالتفوق الجوي طوال القتال".
وفي وقتٍ سابق، تناولت مجلة "فورين بوليسي" أزمة السودان الأخيرة، والاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مشيرةً إلى أنّ السياسات الأميركية هي التي مهّدت الطريق للحرب في السودان، عبر إصرار واشنطن أنّ "هناك فرصة حقيقة لمتابعة العمل لانتقال البلد إلى قيادة مدنية".
ورأت المجلة أنّ "الجهد المضلّل" هو الذي أدى إلى دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية وإلى بدء "صراع مأساوي"، ولكن يمكن التنبؤ به.
ووفق المجلة، فإنّ القوة الجوية السودانية، هي السبب في أنّ عمليات قوات الدعم السريع في الساعات الأولى من الصراع ركزت على السيطرة على المطارات في جميع أنحاء البلاد، حتى يتم إيقاف العمليات الجوية للقوات المسلحة السودانية.
وتابعت: "لقد نجحت جزئياً فقط". ومع ذلك، قد يستغرق الأمر أسابيع لطرد قوات الدعم السريع من المباني السكنية في الخرطوم التي حوّلوها إلى منشآت عسكرية.