بايدن: احتمال انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" ضئيل.. وبوتين لا يريد حرباً واسعة
الرئيس الأميركي جو بايدن يعقد مؤتمراً صحافياً في مستهل عامه الثاني في السلطة، ويستعرض الأزمة مع روسيا حول أوكرانيا ويقول إن "الوقت لم يحن بعد للتخلي عن المفاوضات مع إيران، فقد تم إحراز بعض التقدم في مفاوضات جنيف بشأن الاتفاق النووي".
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ "غزو أوكرانيا من قبل روسيا سيترتب عليه عواقب وخيمة على روسيا على المدى القصير والمتوسط والطويل".
وأضاف بايدن في مؤتمر صحافي الأربعاء، أنّ "روسيا ستتكبد خسائر بشرية كبيرة في حال غزت أوكرانيا بعد الدعم العسكري الذي قدم لكييف".
وفيما أعرب عن اعتقاده أنّ نظيره الروسي "فلاديمير بوتين لا يريد حرباً واسعة النطاق"، إلا أنه شدد على أنه "سيدفع ثمناً باهظاً في حال أراد اختبار الغرب وستكون كلفته باهظة".
وكرر بايدن تأكيده قائلاً: "لا اعتقد أنّ بوتين حدد ما سيفعله، وقال إنه يريد ضمانات بعدم ضم أوكرانيا للناتو، وعدم وضع أسلحة استراتيجية في أوكرانيا".
وتابع بايدن:"يمكننا الحديث عن الضمانة الثانية، وكذلك فإنّ أوكرانيا أمامها طريق طويل للانضمام".
وحذّر الرئيس الأميركي من أنه "إذا مضى الرئيس بوتين في تهديداته، فإننا سنعزز وجودنا في دول حلف الناتو في شرق أوروبا"، لافتاً إلى أن "الرئيس بوتين يحاول إيجاد مكان له في العالم بين الصين والغرب".
بايدن قال إن "فكرة أن نقوم بأي شيء يقسم الناتو سيحقق أحد أهداف روسيا لإضعاف الناتو وهذا خطأ"، معتبراً أن "احتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو ضئيل حالياً لأن الكثير من العمل ينتظرها لتحقيق شروط الانضمام".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كييف اليوم الأربعاء إنّ "التوصل لحل دبلوماسي للأزمة مع روسيا هو بين أيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مضيفاً أنّ "واشنطن لن تقدم رداً خطياً على مطالب موسكو الأمنية".
في المقابل، رفضت موسكو، أمس الثلاثاء، إجراء محادثات جديدة بشأن أوكرانيا، ما لم يستجب الغرب لمطالبها.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كان قد حمّل حلف "الناتو" المسؤولية عن محاولة جر أعضاء جدد منهم أوكرانيا إلى صفوفه بشكل اصطناعي، مؤكداً أنّ موسكو ستواصل العمل كي تكون مستعدة لأي سيناريو.
بايدن: الوقت لم يحن بعد للتخلي عن المفاوضات مع إيران
وعنِ الملفِّ النوويِّ الإيرانيِّ، قال بايدن إنه أُحرز بعض التقدم في مفاوضات فيينا، مضيفًا أنّ الولايات المتحدة لم تستسلم بعد لإبرام اتفاق.
وأضاف قائلاً: "الوقت لم يحن بعد للتخلي عن المفاوضات مع إيران، فقد تم إحراز بعض التقدم في مفاوضات جنيف بشأن الاتفاق النووي، ونحن لم نستسلم بعد، الولايات المتحدة تقرأ في الصفحة نفسها مع الدول الأخرى فيما يتعلق بمفاوضات فيينا".
بايدن يستعرض الوضع الاقتصادي والوبائي في الولايات المتحدة
وفي سياق داخلي، تناول الرئيس الأميركي قضية انخفاض معدلات البطالة والفقر في الولايات المتحدة، وقال: "نعمل على استحداث ملايين فرص العمل من خلال قانون تطوير البنى التحتية، وتوفير حزمة الانترنت لقطاع واسع".
وأضاف بايدن أنّ "فيروس كورونا ومتحور أوميكرون يُعد عدّواً جديداً، ومصدر قلق لكنه لا يقود إلى الهلع والفزع".
وإذ أكد أنه "لدينا الأدوات لمواجهة هذا الوباء من اللقاحات والاختبارات، وسنواصل الالتزام بالعمل المتعلق باللقاحات"، دعا الجميع إلى التطعيم ضد كورونا.
بايدن أشار إلى أنّ "الوضع في الولايات المتحدة أفضل بكثير مما كنا عليه في مواجهة الوباء، ولن نعود للإغلاق، ووفرنا 130 مليار دولار للمدارس لإبقائها مفتوحة"، مشدداً على أنه "لن أسمح لكورونا بتغيير حياتنا".
ولفت إلى أنه "لدينا ارتفاع في الأسعار في مختلف المنتجات"، واعداً أنه "سنعمل من خلال الاحتياطي الفيدرالي لخفض الأسعار، ودعم الانتاجية وتعزيز البنى التحتية".
ورأى أنّ "أفضل وسيلة لوقف ارتفاع الأسعار من خلال دعم الاقتصاد، وتوفير فرص العمل"، قائلاً: "طرحت خطة لتحقيق ذلك، من خلال إصلاح سلسلة التوريد، لكن الوباء فاقم مشاكل سلاسل التوريد".
بايدن: التضخم يحدث منذ عقد من الزمن
وأكد الرئيس الأميركي أنّ "خطتي ستقلّص كلفة رعاية الأطفال، وتخفيض أسعار الأدوية وتقليص كلفة الطاقة، ولن نفرض ضرائب على من تتجاوز مداخيلهم على 400 ألف دولار".
ولفت إلى أنّ "التضخم يحدث منذ عقد من الزمن، وأدّى إلى إغلاق العديد من الشركات الصغيرة والرأسمالية من دون منافسة هي استغلال"، مؤكداً "لذا سأوقع على قرار يمنع المنافسة غير العادلة".
وسبق أن طرح بايدن في أوائل العام 2021، خطته الإنقاذية، ووعد بمواجهة "أسوأ أزمة" اقتصادية جراء كورونا، في كلمة له في البيت الأبيض.
وفيما أكد الرئيس الأميركي أنّ إدارته "حققت في العام الأول أفضل مما يعتقد الآخرون، ومنها مواجهة وباء كورونا، إلا أنه أشار إلى أنه "لم ننجح في إقناع الجمهوريين في مساعدة الناس ورفع مستوى المعيشة".
بايدن في رد على سؤال بشأن "أخذه البلاد باتجاه اليسار"، قال: أنا لست بيرني ساندرز أنا أحبه، لكنني لست هو، أنا لست اشتراكي بل ديمقراطي معتدل".
وكشف استطلاع رأي حديث، الأربعاء، عن "عدم قبول 56% من الأميركيين بالأداء الوظيفي للرئيس جو بايدن مع دخول عامه الثاني في المنصب، ما يجعله أقل شعبية من سلفه دونالد ترامب قبل 4 سنوات".
وعقد بايدن مؤتمراً صحافياً نادراً الأربعاء، في مستهل عامه الثاني في السلطة، آملاً أن يعيد ضبط أجندة الإدارة الأميركية، استباقاً لما قد يكون انتكاسات انتخابية فادحة للديموقراطيين.