بايدن يفرض عقوبات على الشركة المشغلة لخط الغاز "نورد ستريم 2"
الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن فرض حزمة عقوبات جديدة على الشركة المشغلة لخط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، بسبب نشر روسيا قواتها على الحدود الأوكرانية، مشدداً على أنه "لن نتردد في اتخاذ المزيد من الخطوات إذا استمرت روسيا في التصعيد".
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، اليوم الأربعاء، أنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة تستهدف شركة "Nord Streeam 2 AG" المشغلة لمشروع "نورد ستريم 2"، لخط أنابيب الغاز، الذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق.
وقال بايدن، في بيان أصدره البيت الأبيض، إنه "منذ أن بدأت روسيا بنشر قواتها على الحدود الأوكرانية، عملت الولايات المتحدة عن كثب مع حلفائنا وشركائنا لتقديم رد قوي وموحّد"، مشدّداً على أنه "لن نتردد في اتخاذ المزيد من الخطوات إذا استمرت روسيا في التصعيد".
وكشف بايدن أنّ إدارته نسّقت مع حلفائها لوقف خط "نورد ستريم 2"، وأضاف أنه "عندما التقيت بالمستشار الألماني أولاف شولتس في وقت سابق من هذا الشهر، كانت ألمانيا رائدة في هذا الجهد، وقمنا بتنسيق جهودنا عن كثب لوقف خط أنابيب (نورد ستريم 2 ) إذا غزت روسيا أوكرانيا".
وتابع الرئيس الأميركي، أنه "بالأمس، وبعد مزيد من المشاورات الوثيقة بين حكومتينا، أعلنت ألمانيا أنها ستوقف المصادقة على خط الأنابيب، واليوم وجّهت إدارتي بفرض عقوبات على شركة Nord Stream 2 AG ومسؤولي الشركات التابعة لها"، مشيراً إلى أنّ "هذه الخطوات جزء آخر من الحزمة الأولى للعقوبات رداً على أنشطة روسيا في أوكرانيا".
وأعلن بايدن، أمس الثلاثاء، فرض بلاده عقوبات جديدة أيضاً على روسيا تستهدف "دَينها السيادي ونخبتها"، معترفاً بأنّ هذه الإجراءات ستضرب أيضاً اقتصاد الولايات المتحدة.
وأوضح الرئيس الأميركي أنّ بلاده تفرض 4 مجموعات من الإجراءات التقييدية، مشيراً إلى أنّها تشمل "عقوبات حظر كاملة بحق مؤسسة "VEB" الروسية وبنكها العسكري، وتطبيق عقوبات شاملة على الدَّين السيادي الروسي"، مضيفاً أن "ذلك يعني أننا نقطع الحكومة الروسية عن التمويل الغربي".
وتابع أنّ الإجراءات الجديدة ستستهدف "النخبة الروسية وأفراد عائلاتها"، واصفاً هؤلاء الأشخاص بأنهم جزء من "النظام الفاسد" في روسيا. وأشار إلى أنّ المجموعة الرابعة من العقوبات ستكون موجَّهة ضد مشروع "السيل الشمالي 2"، وسيتم تطبيقها بالتنسيق مع ألمانيا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التدابير التي تتخذها إدارة بايدن لــ"معاقبة" روسيا بسبب اعتراف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي: "نركز على تطبيق كلفة باهظة على روسيا وعقوباتنا تتجاوز ما فرضناها في 2014 ،والردع أحد أهدافنا، وإذا ما مضت روسيا أكثر فسنقابلها ".
وأضافت ساكي أنّ "القوات الروسية أخذت مواقع هجومية، ونحن على تواصل مع الأوكرانيين بشأن تموضع قواتهم".
وأعتبرت المتحدثة أنّ "الرئيس الروسي لم يتوقع أنّ الولايات المتحدة تمتلك هذا القدر من المعلومات، لذا هو يحاول أن يكيّف خطواته بموجب رد فعلنا، والرئيس بايدن مستمر في لقاء فريق الأمن القومي لتلقي الإحاطات والتواصل مع حلفائنا".
في المقابل، ردّت روسيا اليوم على العقوبات التي فرضها الغرب عليها، وقالت في بيان لوزارة الخارجية الروسية: "يجب أن لا تكون هناك شكوك في أنه سيكون هناك رد قوي على ذلك، ليس بالضرورة مماثلاً، ولكنه سيكون محسوساً بالنسبة إلى الجانب الأميركي".
وأكد السفير الروسي في الولايات المتحدة الأميركية أنّه "لا شك في أن العقوبات المفروضة علينا ستضرّ بأسواق المال والطاقة العالمية، ولن تُستبعد الولايات المتحدة، حيث سيشعر المواطنون العاديون بالعواقب الكاملة لارتفاع الأسعار".
يُذكر أنَّ "نورد ستريم 2" هو خط أنابيب غاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنوياً، يمتد من الساحل الروسي، مروراً ببحر البلطيق إلى ألمانيا.
ورأى الرئيس الأميركي أنّ نظيره الروسي "ومن خلال أفعاله، قدم للعالم حافزاً قوياً للابتعاد عن الغاز الروسي وأشكال الطاقة الأخرى"، وفق بايدن.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنّ من المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس بايدن اليوم الأربعاء السماح بفرض عقوبات على الشركة المسؤولة عن بناء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" في روسيا.
وكان المستشار الألماني قد قال اليوم إنّه أصدر تعليماته لوزارة الاقتصاد الألمانية لاتخاذ "الخطوة الإدارية اللازمة" من أجل إلغاء شهادة "نورد ستريم 2" الآن، ما يعني سحب وثيقة من وزارة الاقتصاد، نفذت وكالة الشبكة الفيدرالية على أساسها شهادة مشغل خطوط أنابيب الغاز.
في السياق، انتقد رئيس لجنة البوندستاغ (البرلمان الاتحادي) الألمانية للمناخ والطاقة، كلاوس إرنست، البيان المتعلق بتعليق اعتماد "نورد ستريم 2" على خلفية اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ووصف التعليق بـ"النفاق". وقال إنّ "الولايات المتحدة زادت واردات النفط من روسيا مؤخراً.. لم أسمع أنّها محدودة إلى حد ما".