باراك: حكومة نتنياهو تسير من إخفاق إلى آخر.. وإذا لم يتمّ إسقاطها لن تنتهي الحرب
رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك يهاجم رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، معتبراً أنه غير جدير بمنصبه، وأنه المذنب والمتهم والمسؤول الأول، إن لم يكن الوحيد، عن الخراب الذي أصاب "إسرائيل".
رأى رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك، أن رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، هو المذنب والمتهم والمسؤول الأساسي، إن لم يكن الوحيد، عن الخراب الذي يحدث في كيان الاحتلال.
وتساءل باراك عما يجب أن يحدث أكثر، كي يخرج مئات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع ويعطّلوا المؤسسات، مع عائلات الأسرى والقتلى والمستوطنين النازحين، ولا يعود سير الحياة الطبيعية إلا بعد تحديد موعد فوري للانتخابات.
"إسرائيل" تتخبّط في الوحل وتراوح مكانها
وتحدّث باراك عن 3 إخفاقات، الأول هو حادثة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو الإخفاق الأخطر في تاريخ "إسرائيل" بحسب رأيه، مع 1200 قتيل و250 أسيراً تمّ التخلّي عنهم.
أما الإخفاق الثاني، فهو المراوحة والتخبّط في الحرب على غزة، رغم مرور ستة أشهر وتكبّد مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعوّقين والمأزومين نفسياً، ويؤكد أنّ النصر لا يزال بعيداً.
وتوقّف باراك عند نازحي الشمال المتروكين لمصيرهم، وحرب الاستنزاف التي قد تتوسّع في أي لحظة إلى حرب شاملة مع حزب الله، لافتاً إلى أنّ في الضفة الغربية احتمالية انتفاضة ثالثة تغلي تحت سطح الأرض.
وأكد باراك أنّ العلاقات مع الولايات المتحدة تتدهور إلى حضيض غير مسبوق وعدائية قاسية بين نتنياهو وبايدن، مشدداً على أنّ "إسرائيل" مرتبطة بالولايات المتحدة بشكل حساس لتوفير السلاح والمال لردع أعدائها، ولبلورة خطة عملية لـ"اليوم التالي"، ولتوفير شبكة أمان دبلوماسية لها في مجلس الأمن وفي محكمة العدل الدولية.
ورأى باراك أن الإخفاق الثالث يتمثّل في المسار الاستراتيجي الأجوف والخطر للحرب، لأنّ نتنياهو متلعثم ولا يتخذ قرارات استراتيجية في أي موضوع: لا رفح، لا الأسرى، لا المساعدات الإنسانية، لا الشمال وحزب الله، لا "اليوم التالي"، ولا العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأكد باراك أنه بغياب قرارات استراتيجية، تتخبّط "إسرائيل" في الوحل وتراوح مكانها، وتخسر الإنجازات التي كانت بين يديها. وبدلاً من اتخاذ قرارات استراتيجية، يخادع نتنياهو الجمهور بتصاريح مقتضبة جوفاء، امتُحِنَت في استطلاعات الرأي.
بين بن غوريون ونتنياهو
وذكّر باراك أن ديفيد بن غوريون، ومن بعده كلّ خلفائه، كانوا يعتقدون أنّه ممنوع على "إسرائيل" الخروج إلى حرب شاملة من دون قوّة كبرى عالمية إلى جانبها، وأنّ الحرب يجب أن تكون قصيرة ومركّزة، تسعى إلى الحسم السريع على أرض العدو، وأنّ على "إسرائيل"، قبل الحروب وخلالها، التمسّك دائماً بـ "موقع التفوّق التقليدي" كي تسمح بترجمة الإنجاز العسكري إلى سياسي، معتبراً أنّ نتنياهو فشل فشلاً ذريعاً في هذه العناوين الثلاثة، بحيث انشغل عن الأمن بحسابات بقاء ائتلافه.
مصير الأسرى
ورأى باراك أنّ عودة الأسرى في توابيت سيلحق وصمة عار أبدية بمن ساهم في ذلك ومن وقف جانباً في "إسرائيل"، لافتاً إلى أنّ رئيسي "الموساد" و"الشاباك" ومسؤول ملف الأسرى، ليس لديهم بعد التفويض المطلوب للمناورة في المفاوضات بغية التوصل إلى صفقة وإعادة من بقي منهم حياً إلى البيت.
وأكد باراك أنّ الصفقة ستكون قاسية ومؤلمة في جميع الأحوال، ولكن عدم استغلال الفرص لتحريرهم، وانتظار أشهر طويلة إلى أن يتحقّق "نصر مطلق" هو أمر لا يوجد ما هو أكثر مراوغة منه.
أهلية نتنياهو
وأكد باراك أن لا قرارات استراتيجية على المستوى السياسي لنتنياهو الذي يغرق في تناقض مصالح مستحيل بين اعتبارات بقاء شخصية واعتبارات أمنية، مضيفاً "كوني أعرفه جيّداً، أنا على قناعة أنّ نتنياهو اليوم غير جدير أبداً بمنصب رئيس الحكومة".
ورأى باراك أنّ الوضع الأدائي الذي تدهور إليه نتنياهو تدريجياً منذ تسلّم السلطة، في الكورونا، في الجولات الانتخابية، في خطة التعديلات القضائية والحرب، كلّ هذا أفقده التوازن وأتلف فاحص الواقع لديه. متحدثاً عن "فشل ذريع في إدارة الحكومة والحرب".
إسقاط الحكومة أثناء الحرب
ورداً على الذين يؤيدون إكمال الحكومة ولايتها، رأى باراك أنّ الظرف غير عادي، وأنّ الحرب التي تشير إلى أخطر حادث في تاريخ الكيان والمرشحة للتوسع إلى حرب إقليمية، صاحبتها هزة سياسية أدائية وبشرية غير مسبوقة، وسبقها صراع عاصف على هوية "إسرائيل".
وأشار باراك إلى أنه للمرة الأولى يرضخ رئيس الحكومة لإملاءات حزب عنصري يشارك في الحكومة، معتبراً أن الثمن كان ضرب المصلحة القومية والمعايير المناسبة للسلطة .
وأكد باراك أن نتنياهو فقد ثقة الجمهور، حيث تشير الاستطلاعات إلى أنّ 80% من الجمهور يعدّونه مسؤولاً مركزياً عن الإخفاق، وأكثر من 70% يتوقّعون أن يستقيل من منصبه.
وأكد باراك أن المطالبة بانتخابات فورية، ليست طلباً لمعاقبة المسؤولين عن إخفاقات السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إلى الإدارة الاستراتيجية الفاشلة خلال أشهر الحرب الستة، بل هي مطلب للمستقبل، مشدداً على أنّ أمام "إسرائيل" امتحانات قتال أصعب بكثير مما عرفته، ومفاوضات ودبلوماسية معقّدة جداً، وتحديات ترميم الردع مقابل أعدائها، وتجديد القوة المحاربة، وهو ما لن تستطيع فعله القيادة الحالية التي فشلت.
كيف ستسقط الحكومة؟
وأكد باراك أن لا سبيل لتوقّع كيفية سقوط الحكومة، معتبراً أنه قد ينجم عن معرفة بن غفير وسموتريتش بأنّ نتنياهو ينكفئ أمام الضغط الأميركي، أو عن تأكّد الحريديم بأنّ نتنياهو لن يستطيع الاستمرار في تأمين أموال دعم طلاب المدارس الدينية، وقد يأتي من اضطرابات داخل "الليكود" على خلفية إجراءات يبدو أنّها تؤدي إلى انتخابات، وربّما يكون نتيجة تضافر أكثر من مصدر من هذه المصادر معاً.
وختم باراك بتحميل الزعماء السياسيين في "إسرائيل" مسؤولية استمرارها في الانزلاق نحو الهاوية، محرّضاً إياهم على التحرّك وقلب الطاولة.