انتخابات الكونغرس النصفية.. صراع بايدن وترامب على الاستمرارية
ستكون "الانتخابات النصفية" الأميركية حاسمةً بالنسبة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وسلفه دونالد ترامب، إذ أنها قد توقف الزخم السياسي لأحدهما وتُسرّع زخم الآخر.
هل سيتمكّن الرئيس الأميركي جو بايدن من الاحتفاظ بالغالبية الضئيلة في الكونغرس؟ أم سيعيد الجمهوريون السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب لعرقلة سياسات الرئيس؟
الرد على هذه الأسئلة سيكون في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، في انتخابات التجديد النصفي التي ستشهدها الولايات المتحدة. وخلال شهر، سيختار الناخبون المشرّعين الذين سيشغلون المقاعد في واشنطن، وعملياً في كل المجالس المحلية، إضافةً إلى حكّام 36 من أصل 50 ولاية.
فضلاً عن ذلك، تُعدّ الانتخابات النصفية التي تجري بعد عامين على الانتخابات الرئاسية، أقرب إلى استفتاء بشأن ساكن البيت الأبيض. فخلال أكثر من 160 عاماً، لم يتمكّن حزب الرئيس، إلّا نادراً، من الإفلات من هذا التصويت "العقابي".
ما هي القضايا التي تبدو على المحك؟
التجديد في مجلس الشيوخ الذي يضم 100 عضو منتخب، سيطال أكثر من ثلث الأعضاء في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، أي 35 مقعداً.
وفي هذه الانتخابات، يختار الأميركيون بعض حكّامهم ومجموعة من المسؤولين المحليين، الذين يقرّرون سياسات ولاياتهم بشأن الإجهاض والتنظيم البيئي وغير ذلك من القضايا الاجتماعية.
وفي هذا الإطار دعا بايدن الأميركيين إلى منحه الغالبية الكافية للالتفاف على اللوائح المنظمة البرلمانية، التي تمنعه مثلاً من تشريع الإجهاض في جميع أنحاء البلاد.
وقال في خطابه الأخير إنّ "الأميركيين لديهم الخيار"، مشيراً إلى أنّ "الإجهاض والأسلحة النارية والنظام الصحي، كلّها مسائل موجودة على أوراق الاقتراع".
إقرأ أيضاً: بايدن: المحكمة العليا في الولايات المتحدة خارج السيطرة
من جانبهم، يَعِد الجمهوريون بقيادة معركة شرسة ضدّ التضخّم ومكافحة المخدّرات، ومواصلة هجومهم ضدّ الرياضيين المتحوّلين جنسياً.
ووعد مرشّحو الحزب الجمهوري، في حال حصلوا على الغالبية، بفتح سلسلة تحقيقات برلمانية ضدّ بايدن، ومستشاره بملف "كوفيد-19" أنتوني فاوتشي، ووزير العدل ميريك غارلاند. كما يخطّطون لإيقاف عمل لجنة التحقيق في ملف الهجوم على الكونغرس الأميركي الذي نفّذه أنصار ترامب.
ماذا عن استطلاعات الرأي؟
وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، فإنّ الجمهوريين لديهم فرصة جيّدة للفوز بما لا يقل عن 10 إلى 20 مقعداً في مجلس النواب، وهو ما يكفي للحصول على الأغلبية هناك.
وتبدو الاستطلاعات أقل وضوحاً في ما يتعلّق بمصير مجلس الشيوخ، حيث يأمل الديمقراطيون في الحفاظ على الغالبية.
ورغم أنّ اسم بايدن لا يظهر على أوراق الاقتراع، إلّا أنّ العديد من الأميركيين ينظرون إلى هذه الانتخابات على أنها استفتاء على الرئيس. كما يعتبرون أن هذه الانتخابات تحمل اختباراً على المستقبل السياسي لترامب الذي ألقى بثقله في الحملة مضاعِفاً التجمّعات في أنحاء البلاد.
وبالنسبة إلى بايدن وترامب، اللذين يلمّحان إلى الترشّح لانتخابات عام 2024، فإن نتيجة "الانتخابات النصفية" يمكن أن تكون حاسمة، إذ أنها قد توقف الزخم السياسي لأحدهما وتُسرّع زخم الآخر.
يشار إلى أنّ استطلاعاً جديداً لأراء الأميركيين كشف، في 24 أيلول/سبتمبر، أنّ 76% من أكثر من 2200 شخص من البالغين الأميركيين يتفقون أنّ بايدن، أكبر في السن من أن يشغل منصباً عاماً، بالمقارنة مع سلفه، ترامب.
اقرأ أيضاً: استطلاع: معظم الأميركيين لا يؤيدون ترشح بايدن أو ترامب للرئاسة