اليسار الكولومبي يتصدّر سباق الانتخابات الرئاسية وتخوّف من حدوث تزوير
كولومبيا تستعد لفتح صناديق اقتراع انتخابات رئاسية جديدة، وسط مخاوف من قبل بعض المرشحين من حدوث تزوير، ولا سيما في ما يتعلق ببرنامج تعداد الأصوات.
يتوجّه الكولومبيون، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية تجري تحت شعار التغيير، فيما يتصدر السباق غوستافو بيترو ليصبح في حال فوزه أول رئيس يساري في تاريخ البلاد الحديث.
ودعي نحو 39 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في 12 ألف مركز اقتراع لاختيار رئيسهم الجديد من بين 6 مرشحين، خلفاً للرئيس المحافظ المنتهية ولايته إيفان دوكي الذي لا يحظى بشعبية ولا يمكنه الترشح لولاية جديدة.
وتجري الانتخابات في أجواء من التوتر السياسي الشديد، بعد 4 سنوات لم تشهد إصلاحات كبرى وطغت عليها الجائحة وركود اقتصادي وتظاهرات حاشدة في المدن وتفاقم العنف من قبل الجماعات المسلحة في الأرياف.
ونجح السناتور اليساري ورئيس بلدية بوغوتا السابق غوستافو بيترو، الذي يتصدر استطلاعات الرأي، في الاستفادة من التعطش إلى التغيير الذي جعل منه شعار حملته.
وأعلن بيترو خلال مناظرة أخيرة الجمعة: "هناك في نهاية المطاف خياران: إما نبقى على ما لدينا، الفساد والعنف والجوع، وإما نحدث تغييراً للمضي نحو السلام والتقدم المنتج وديمقراطية تتسم بالشفافية"، داعياً المواطنين إلى توحيد صفوفهم "من أجل الحياة" وهو شعار آخر لحملته.
وهذه ثالث مرة يخوض بيترو (62 عاماً) انتخابات رئاسية، ويرى العديد من الناشطين في ائتلافه اليساري "الميثاق التاريخي" الذي تصدّر الانتخابات التشريعية في آذار/مارس الماضي، أنّ "هذه الانتخابات ستكون فاصلة".
ويخوض بيترو الانتخابات مع مرشحته لنيابة الرئاسة فرانسيا ماركيز، وهي ناشطة من أجل حقوق النساء ومناهضة للعنصرية فرضت نفسها كإحدى الظواهر المهمة في هذه الانتخابات.
في المقابل، فإنّ المرشح المحافظ فيديريكو غوتيريث، الرئيس السابق لبلدية ميديين (شمال غرب) الذي حصل على 27% من الأصوات، يقدّم نفسه على أنه مدافع عن الكولومبيين "العاديين" واعداً بإحلال "النظام والأمن".
وقال خلال المناظرة الجمعة: "ما أريده هو توحيد كولومبيا لأنّها بحاجة إلى تغيير، لكن هذا التغيير يجب أن يقودنا بالطبع إلى بر الأمان من دون أن يعرّض البلد للخطر".
ويواجه غوتيريث منافسة شديدة من المرشح المستقل رودولفو هيرنانديث، وهو رجل أعمال يبلغ 77 عاماً يعتمد خطاباً شعبياً يندد بالفساد.
ومن المقرر أن تجري الدورة الثانية، في 19 حزيران/يونيو، في حال لم ينجح بيترو في إحراز غالبية 50% من الدورة الأولى.
إتمام الاستعدادات وسط مخاوف من تزوير
وخيم استقطاب شديد على الحملة الانتخابية وتخللتها تهديدات بالقتل موجهة إلى بيترو ومرشحته لمنصب نائبة الرئيس، ما حتّم تأمين حماية متواصلة لهما بواسطة حاجز من الدروع المضادة للرصاص.
وحذرت بعثة مراقبة الانتخابات، وهي ائتلاف من المنظمات غير الحكومية، من أنّ الأيام الأخيرة كشفت عن "مستوى مرتفع من العنف والتضليل الإعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام".
وبعد حصول تباينات قبل فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية على حساب معسكره، أبدى بيترو مخاوفه الجمعة حيال "عدم وجود ضمانات وحدوث تزوير" للانتخابات الرئاسية، ولا سيما في ما يتعلق ببرنامج تعداد الأصوات.
ويعتزم "الميثاق التاريخي" إرسال حوالى 69 ألف ناشط للإشراف على عمليات التصويت، مقابل 61500 ناشط من جانب "فيكو"، كما سيتم نشر أعداد كبيرة من المراقبين الدوليين ومن بينهم عناصر من بعثة منظمة الدول الأميركية والاتحاد الأوروبي.
ونشرت الحكومة 220 ألف عنصر إضافي من الجيش والشرطة في كل أنحاء البلاد، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 300 ألف عنصر مكلفين ضمان الأمن خلال الانتخابات، يشرف عليهم 690 ألف مراقب.