الولايات المتحدة وتايوان تخططان لبدء محادثات تجارية
الولايات المتحدة وتايوان تعلنان عن خطط لإجراء محادثات تجارية تشمل مجالات مختلفة بين البلدين في أوائل الخريف.
أعلنت تايوان والولايات المتحدة، اليوم الخميس، عن خطط لإجراء محادثات تجارية في أوائل الخريف، في وقت حذّر دبلوماسي أميركي كبير بكين من مواصلة التضييق على الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
وبلغ التوتر ذروته في مضيق تايوان عقب زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تايبيه، ما أثار رد فعل غاضب من بكين التي أطلقت أكبر تمارين عسكرية لها في محيط الجزيرة.
ومن المتوقع أن تشمل المحادثات مجالات مختلفة من الزراعة إلى التجارة الرقمية والممارسات التنظيمية وإزالة الحواجز التجارية، حسبما أعلن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في بيان.
وقالت نائبة الممثل التجاري الأميركي سارة بيانكي: "المحادثات ستسعى لتعميق علاقاتنا التجارية والاستثمارية وتعزيز أولويات التجارة المتبادلة القائمة على أساس القيم المشتركة وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي الشامل لعمالنا وشركاتنا".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التايوانية في تغريدة: "نرحب بهذه الفرصة لتعميق التعاون الاقتصادي بين بلدينا المحبين للحرية مع تشكيل نموذج جديد للتعاون التجاري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
#Taiwan🇹🇼 & the #US🇺🇸 are ready to commence formal negotiations under our joint 21st-century trade initiative. We welcome this opportunity to deepen economic collaboration between our 2 freedom-loving countries while shaping a new model for trade cooperation in the #IndoPacific. https://t.co/jM6uCWxcPQ
— 外交部 Ministry of Foreign Affairs, ROC (Taiwan) 🇹🇼 (@MOFA_Taiwan) August 18, 2022
وكتب ممثل تايبيه في واشنطن سياو بي-خيم: "نرحب بهذا الإعلان، وتايوان جاهزة".
وترتبط الولايات المتحدة وتايوان بعلاقات تجارية واستثمارية. والجزيرة أيضاً مورد عالمي مهم لبعض أشباه الموصلات الأكثر تطوراً والمستخدمة في كل شيء، من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى السيارات والصواريخ.
لكن ما زالت الصين أكبر شريك تجاري لتايوان، وقد عبّرت بكين عن القلق إزاء الإعلان عن المحادثات، وقالت إنّها "تعارض ذلك بشدة".
وقالت المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية شو جويتتينغ للصحافيين، اليوم، إنّ "الصين دائماً ما تعارض أي اتصالات رسمية بين أي دولة ومنطقة تايوان الصينية"، مضيفةً أنّ الأمر يتعلق بالعلاقات الصينية الأميركية.
وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتؤكد أنّ الجزيرة ستعود إلى سيادتها يوماً ما. والعام الماضي، كانت 42% من صادرات تايوان موجهة إلى الصين وهونغ كونغ، مقابل 15% للولايات المتحدة.
اتهامات بـ"ترهيب ومضايقة"
وأكدت الولايات المتحدة أنّ موقفها حيال تايوان لم يتغير، واتهمت الصين بتهديد السلام في مضيق تايوان واستخدام زيارة بيلوسي ذريعة للمناورات العسكرية.
واعتبر كبير الموفدين الأميركيين إلى شرق آسيا، اليوم، أنّ بكين ستقوم على الأرجح بزيادة الضغط على تايوان في الأشهر القادمة بعد المناورات.
وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والهادئ دانيال كريتنبرينك للصحافيين: "لم تتغير سياستنا، لكن ما تغير هو التضييق المتزايد من جانب بكين".
وأضاف أنّ "هذه الأفعال تندرج ضمن حملة ضغوط مكثفة (...) لترهيب ومضايقة تايوان وتقويض قدرتها على الصمود".
وتأتي تصريحاته عقب إعلان قائد كبير في البحرية الأميركية، هذا الأسبوع، أنّ قرار الصين إطلاق صواريخ بالستية فوق تايوان يجب أن يواجه اعتراضاً باعتباره "غير مسؤول".
وشملت المناورات إطلاق صواريخ بالستية على المياه قبالة سواحل تايوان، وهي من أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، في خطوة هي الأولى للصين منذ منتصف التسعينات الماضية.
وأجرت تايوان، من جهتها، تمارين لمحاكاة دفاع ضد غزو، واستعرضت أكثر طائراتها المقاتلة تقدماً في طلعة ليلية قلّما تحدث، في أعقاب المناورات الصينية حول الجزيرة.