النيجر: هيئة الطيران تمنع الطائرات الفرنسية من عبور مجالها الجوي
قرّرت النيجر حظر الطائرات الفرنسية من التحليق فوق أجواء البلاد، وذلك حسب ما جاء في رسالةٍ نشرها موقع وكالة سلامة الملاحة الجوية في أفريقيا، مساء السبت.
أعلنت هيئة الطيران المدني في النيجر قراراً يقضي بمنع الطائرات الفرنسية مِن عبور المجال الجوي للبلاد، وذلك بحسب رسالة إلى الطواقم الجوية، نُشرت، اليوم الأحد، على موقع وكالة الأمن والملاحة الجوية في أفريقيا.
وأوردت الرسالة، التي صدرت مساء السبت، أنّ المجال الجوي للنيجر "مفتوح أمام جميع الرحلات التجارية الوطنية والدولية، باستثناء الطائرات الفرنسية، أو الطائرات التي تستأجرها فرنسا، وبينها تلك العائدة الى أسطول شركة الخطوط الجوية الفرنسية".
وأضافت الرسالة أنّ المجال الجوي للنيجر يبقى مغلقاً أمام "كل الرحلات العسكرية العملانية والرحلات الخاصة"، باستثناء تلك الحاصلة على ترخيصٍ خاص من السلطات في نيامي.
في الجهة المقابلة، ورداً منها على أسئلة وكالة "فرانس برس"، اكتفت شركة "آير فرانس" بالقول إنّها "لا تحلق في المجال الجوي للنيجر".
يُشار إلى أنّ النيجر أعادت فتح مجالها الجوي أمام الرحلات التجارية، في الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري، وذلك بعد إغلاقه الذي استمر حوالى شهر.
بدوره، أعلن المتحدث باسم المجلس الانتقالي في النيجر، أمادو عبد الرحمن، السبت، أنّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بمشاركة فرنسا، منع ممثلي النيجر من المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وصرّح عبد الرحمن على أثير قناة"آر تي إن" التلفزيونية، بأنّ الأمين العام للأمم المتحدة، وبتواطؤ مع فرنسا ورؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إكواس"، "لم ينفذ مهمته من خلال منع النيجر من المشاركة في الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة".
وكانت السلطات في النيجر أعلنت، في السادس من آب/أغسطس الماضي، إغلاق مجالها الجوي "إزاء خطر تدخلٍ تتضح معالمه انطلاقاً من دولٍ مجاورة"، وذلك في الوقت الذي هدّدت فيه الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إكواس" بالتدخل عسكرياً في نيامي، بهدف إعادة الرئيس المعزول، محمد بازوم، إلى السلطة بعدما تمّت الإطاحة به، في 26 تمّوز/يوليو الماضي.
المجلس الانتقالي في النيجر، كان قد طلب، في 25 آب/أغسطس الماضي، مِن السفير الفرنسي، سيلفان إيتي، مغادرة البلاد، مُشدّداً حينها على أنّ تصرفات الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح نيامي.
وأكّدت فرنسا مرات عدة دعمها لـ"إكواس"، فيما وصلت العلاقات بين باريس ونيامي إلى أدنى مستوىً لها، وذلك بعد الإطاحة ببازوم الموالي لباريس في البلاد.
يُذكر أنّ الرؤساء الانتقاليين في كلٍ من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، قاموا مؤخراً بتوقيع ميثاق تأسيس "تحالف دول الساحل"، في 16 أيلول/سبتمبر الجاري، والذي يشكّل هيكلاً للدفاع الجماعي.
إعلان توقيع ميثاق تأسيس "تحالف دول الساحل" جاء في مواجهة الضغوط التي تمارسها "إكواس"، من خلال التهديد بالتدخل العسكري ضد النيجر، والمطالبة بإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم، الرجل الأول لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، إلى السلطة.